التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

معهد بروكينغز للسياسات : هكذا سيساهم السيسي في إسقاط الحكمة 

في مقالٍ للكاتبة سارة ياركيس تحت عنوان “Could the latest blunder by Egypt’s Sissi be the nail in his coffin”، أي “هل دقَّ خطأ السيسي المسمار الأخير في نعشه”، والذي تناقلته مواقع عربية، أبدى معهد “بروكينغز” للسياسات وفي القسم المُختص بالسياسات الشرق أوسطية بتاريخ 25 نيسان، حجم القلق الذي يعيشه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لا سيما بعد التظاهرات والإحتجاجات التي تعيشها مصر، نتيجةً لتنازله عن جزيرتي “تيران والصنافير” للسعودية. فيما اعتبر المقال بأن الرئيس السيسي يتجاهل مطالب شعبه، وهو ما بيَّنته قضية الجزيرتين.

وهنا يُشير المقال الى أن الآلاف من المصريين اندفعوا إلى الشوارع في أعنف وأقوى تظاهرات واحتجاجات تواجه نظام السيسي، منذ الإنقلاب العسكري، الذي وقع في العام 2013، وذلك تلبية لدعوة أُطلقت في الخامس عشر من نيسان الحالي. وهو الأمر الذي يجعلنا ننظر للأمور بحسب ما تقول الكاتبة، على أنه حلقة مهمة من سلسلة الأحداث التي تزعزع حكم الرئيس السيسي، والذي كان يحظى بالدعم الداخلي والخارجي. حيث أن المتظاهرين رددوا شعاراتٍ تنسجم مع شعارات ثورة عام 2011، مثل “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وتستدل الكاتبة إلى حجم التخبط الذي يعيشه السيسي، حيث وصفته بأنه بدأ يدمر نفسه بنفسه، خصوصاً أنه لا يستمع للمطالب الشعبية. فعلى الرغم من تعاظم حركة الإحتجاجات، تقول الكاتبة، لجأ السيسي ومقابل حزمة المساعدات من السعودية والتي تُقدر بنحو 22 مليار دولار، في صورة مساعدات نفطية وصفقات تجارية، للتنازل عن جزيرتي تيران والصنافير اللتين تقعان في البحر الأحمر، إلى السعودية، خلال زيارة الملك السعودي الأخيرة إلى مصر. وهو الأمر الذي أثَّر على علاقته بواشنطن وساهم في ضرب سُمعته الداخلية.

ووفقًا للمقال، فقد رفع محامون قضايا طعنٍ بالإتفاقية أمام المحاكم المصرية، كما جرى الحشد للتظاهر في عيد تحرير سيناء عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وهو الأمر الذي دفع قوات الأمن، لإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى نقابتي الصحافة والأطباء، وأدت القوات الجوية عروضاً استعراضية احتفالاً باليوم. فيما تزامنت تظاهرات المعارضين للسيسي، المعلن عنها مسبقاً، مع تظاهرات لمؤيديه، الذين لوَّحوا متفاخرين بأعلام السعودية في قلب ميدان التحرير، الذي يُعتبر مهد الثورة. وهنا تُشير الكاتبة الى حجم التشابه بين نظامي السيسي ومبارك في التعاطي مع الإحتجاجات. ففي الوقت الذي لم تتعرض فيه مظاهرات مؤيديه لسوء، قام السيسي بإستغلال قانون جرى تمريره في 2013 يشترط الحصول على إذن مسبق من وزارة الداخلية، قبل تنظيم أية مظاهرة، وشن جملةً من الإعتقالات طالت المئات من النشطاء الداعين إلى تلك التظاهرات، حيث استخدمت قوات الأمن لتفريق حشود المحتجين، قنابل الغاز والرصاص المطاطي.

وأشارت الكاتبة الى أن السيسي لا يأخذ بعين الإعتبار ما ستؤول اليه الإحتجاجات، في حين يجب أن ينتبه إلى تزايد السخط الشعبي عليه بين أوساط المصريين. وهو ما استدلت عليه الكاتبة من خلال الإشارة الى أن الإحتجاجات لم تعد مقتصرة على الإسلاميين أو غيرهم من الحركات السياسية، بل امتد الأمر إلى رجل الشارع (كما عبرت الكاتبة) والذي انتفض يوم عيد تحرير سيناء للدفاع عن السيادة المصرية وما اعتُبر تهديداً للأمن القومي المصري. معتبرةً ذلك كافياً لتحريك الغضب الشعبي المصري. وهنا تقول الكاتبة إن المواطن المصري ينظر إلى التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني على أنه تدخل في شؤون مصر الداخلية. في حين يجد الرئيس السيسي مبرراً للقمع الشعبي، بحجة الحفاظ على استقرار البلاد. لكن التنازل عن جزء من تراب مصر كما تُشير الكاتبة، هو ما لا يمكن السكوت عنه بالنسبة للمصريين.

بعد ذلك تتحدث الكاتبة عن صدى التقارير الأجنبية حول مسألة الجزيرتين في الشارع المصري. لتُشير إلى أن الكثير من المصريين نظروا إلى التقارير التي أشارت إلى أن مصر استشارت سراً كلاً من الكيان الإسرائيلي وأمريکا قبل التنازل عن الجزيرتين، على أنها خيانة لا تغتفر. فالمصريون لم ينزعجوا من مُبررات التنازل، بقدر ما انزعجوا من مسألة إخفاء ذلك عنهم. في حين قام النظام بإطلاع طرفٍ يعتبرونه عدواً على أمرٍ يخصهم قبل إطلاعهم عليه.

وهنا تؤكد الكاتبة، أنه ربما يكون هذا الخطأ المسمار الأخير في نعش نظام الرئيس السيسي. فحلفاؤه من العلمانيين الثوريين، الذين نظروا إلى الرئيس المخلوع محمد مرسي، بأنه يشكل خطراً على مصر، تخلوا عنه اليوم. فيما بات الأغنياء يُشككون في قدرات رئيس بلادهم على الحفاظ على ممتلكاتهم، وهم يرون حجم الإنحدار الذي يطاول الإقتصاد المصري. وترى الكاتبة أن الرئيس المصري، لا يرغب بالإعتراف بالأسباب الحقيقية التي أشعلت الإحتجاجات. فيما يُروِّج لأنها مؤامرة، حيث أنه وفي الخامس عشر من نيسان، وفي الوقت الذي كان يحتشد فيه الآلاف احتجاجاً على خطواته الأخيرة، كان يتحدث إلى مجموعة من الشباب المصري عن ما وصفه بالمخططات الجهنمية، لزعزعة استقرار مصر من الداخل.

من جهتها، تؤكد الكاتبة في مقالها، أنه لا وجود لمؤامرات غربية على مصر بحسب رأيها. وأن الإطاحة بمبارك في 2011 جاءت على يد الشعب الذي كان قد سئم من أفعاله. كما تعتبر الكاتبة، أن الشعب كان السبب أيضاً في نجاح انقلاب 2013، لأنهم سئموا من محاولات محمد مرسي في الإستيلاء على كافة السلطات، والمماطلة في إجراء الإصلاحات الديمقراطية، بحسب تعبيرها. ثم تختم الكاتبة بالقول إن ما لا يُدركه السيسي، هو أن ما سيُسقط حكمه، ليس مؤامرة داخلية أو خارجية، بل سيكون هو نفسه السبب في سقوط حكمه بحسب رأيها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق