خبير إيراني : اوباما يحاول اجراء عملية قيصرية لحل الأزمة السورية قبل نهاية ولايته
أثار الإعلان الأمريكي عن إرسال 250 جنديا من القوات البرية إلى سوريا موجة من ردود فعل متباينة ويتسائل البعض عن إستراتيجية واشنطن في سوريا. ويمكن القول أن الأمريكا تحاول جاهدة لقيادة جغرافيا الفعل وردة الفعل من جانب القوات العالمية والإقليمية الفاعلة في سوريا وإدارتها خدمة لمصالحها.
وقال الخبير الإيراني “مهدي مطهرنيا” في حوار خاص مع موقع الوقت التحليلي والإخباري أن سوريا أصبحت ساحة رئيسية لصراع القدرة الخفي والعلني بهدف تغييرالنظام العالمي في المستقبل؛ حيث أرسل الإتحاد الأروبي و بريطانيا، وفرنسا وألمانيا أكبر جنرالاته إلى سوريا وتركت الشرق هذه المهمة على عاتق دول المجازفة فضلا عن التواجد الروسي والإيراني فيها ومحاولات كل من التركيا والسعودية للتدخل في الشؤون السوري.
ويمكن القول في ظل الواقع الراهن أن واشنطن تجعل من سوريا حلبة لإستنزاف قوة الأطراف العالمية وزيادة تكاليف القوى الإقليمية لتوفير الظروف لصالحها في المباراة النهائية للحصول على لقب القوة العالمية الكبرى. واليوم تعمل أمريكا بعد توفير الفرصة المناسبة لحل الأزمة السورية تدريجيا في ظل الإتفاق النووي الإيراني، أن تخلق موازنة في قواعد اللعبة عبر إرسال 250 جنديا من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي إلى سوريا في خطوة أولى لتحقيق هذا الهدف.
ليس خفيا على أحد أن السعودية وتركيا تتحملان تكاليف باهظة في سوريا وإيران توظف الأموال وقواتها الذين يسمون “مدافعي الحرم” لمساعدة النظام السوري كما تقذف روسيا أطنان من قذائفها في سوريا رغما عن العقوبات الإقتصادية الناشئة عن الأزمة الأوكراينية لئلا يخسر قدرتها في هذا البلد؛ والحال قامت أمريكا بإرسال 250 جنديا إلى بلد الدم والنار في محاولة لتوفير الظروف المناسبة لبسط القدرة وسيطرتها.
وتسيطر الحكومة السوريه حاليا على الواقع الداخلي بفضل المساعدات الإيرانية والروسية ويتابع الرئيس السوري “بشار الأسد” خطته لمشاركة عدد من القادة المعارضين في الحكومة المقبلة رغم عدم قبولها من جانب المعارضة. ويجدر الإشارة أن الأطراف الدولية يؤكدون على ضرورة إقصاء “الأسد” منذ عام 2013، لكن المهم في القضية السورية متابعة مستقبل المعادلات السياسية في هذا البلد إستنادا إلى الآراء الشعبية وأكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نفس المضمار دوما دعمها المسيرة القانونية وقبولها بخيار الشعب السوري.
ولا يوجد اليوم خيارا بديلا للرئيس “بشارالاسد” وقد يكون هذا من حسن حظه أنه لايوجد بين قادة المعارضين خيارا مناسبا ليحل مكانه. ويبدوا من جهة أخرى أن أمريكا تريد إنهاء الأزمة السورية عام 2016 وعلى هذا قررت قادة البيت الأبيض أخذ زمام المبادرة فورا و بصورة جادة وقد تشهد نهاية حكم أوباما في البيت الأبيض القيام بخطوة هامة في مجال حل الأزمة السورية وإن كان إمكانية الحل النهائي للأزمة في الفترة الحالية ضعيفة.
ويأخذ كل من الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية حصتهم في سوريا حسب قدرته ويجب على هذه الأطراف القبول بمعادلة “الربح ـ الربح” ولايقبل نظام القدرة العالمي معادلة الخسارة- الربح. ولذلك يبدوا أن السؤال حول حصول الأطراف الأخرى على إمتيازات ليس إلا سؤالا خادعا ويجب القول في النهاية أن المستقبل سيشهد تضافر الجهود لحل الأزمة السورية سياسيا وإن كان الموازنة العسكرية عنصرا هاما في تسريع محاولات الجهات الدبلوماسية من أجل حل الازمة في سوريا.
المصدر / الوقت