باحث عسكري: التهدئة المؤقتة التي طرحها الجيش تجديد لوقف الأعمال القتالية
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
كشف الباحث السوري في الشؤون الاستراتيجية الدكتور تركي حسن أن ما أعلن عنه من نظام تهدئة مؤقتة في سوريا هو اختبار لمحاولة تجديد اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم خرقه مؤخراً من قبل الميليشيات المسلحة على عدة جبهات كان أعنفها جبهة حلب المشتعلة حالياً والتي يستهدف المسلحون مدينتها بالقذائف الصاروخية بشكل همجي أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى من سكانها المدنيين.
ولفت حسن إلى أن أهمية إعادة النظر في هذا الاتفاق يأتي لتخفيف الضغط على الجيش السوري وحلفائه ومساعدته على تكثيف الجهود ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تتزعم باقي الميليشيات وضربها في مراكزها مما يؤدي إلى ضرب قيادة تلك المليشيات وإضعاف معنوياتهم وقطع إمدادهم والقضاء على العقل المدبر ناظم الخطط لهم.
وأشار حسن إلى أن إعادة سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية أمر يساهم في دفع عجلة الحل السياسي إلى الأمام في مباحثات جنيف المقبلة التي ستستكمل قريبا، إضافة إلى تأمين جو من الهدوء والاستقرار للمواطنين وتعزيز الأمن في غالبية المدن والقرى السورية، مؤكداً أن التوتر الأمني على الأرض ينعكس سلباً على طاولة الحوار السياسي، وأن موافقة الدولة السورية على اتفاقيات التهدئة ووقف القتال دليل على سعيها نحو الحل السلمي، وحرصها على وقف سفك الدم السوري.
كما أوضح أن إمكانية استغلال الميليشيات المسلحة لهذا الاتفاق لتعزيز تسليحها أمر مكشوف، مبيناً أن هذه التحركات ستكون مرصودة من قبل الجهات المختصة بهذا الشأن القادرة على تحديد أماكن تلك التحركات ووجهاتها وهي قادرة على السيطرة عليها.
و ختم مؤكدا على أن الدولة السورية تقوم بواجبها وتسعى للتهدئة وحماية الشعب وتثبيت الأمن، لكنها قادرة وجاهزة للتصدي لأي خرق يمكن أن يفرغ هذه الاتفاقيات من مضمونها الهادف، وهذا ما كانت تقوم به عند خروقات المسلحين سابقا.انتهى