التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الحرب الداخلية تتآكل المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية 

في وقت يشتد الخناق على الجماعات الارهابية في منطقة الغوطة الشرقية وتزامنا مع الحملة التي يشنها الجيش السوري والقوات المساندة له على أوكار الارهابيين في تلك المنطقة، تنقل وسائل اعلامية مقربة من هذه الجماعات أخبارا عن اشتداد الخلافات والمعارك الداخلية بين الفصائل المعارضة الموجودة في تلك المنطقة.

فقد نقلت وسائل الاعلام المقربة من الجماعات المسلحة المعارضة خبرا يفيد بوقوع اشتباكات عنيفة بين مسلحي جماعة “جيش الاسلام” و “وفيلق الرحمن” وذلك يوم الخميس الماضي في منطقة الغوطة الشرقية. هذا وكتبت مواقع سورية من بينها موقع “سوريا دايركت” ونقلا عن صحفي مستقل على حد تعبيرهم ودون الاشارة لاسمه أن “الوضع في الغوطة مخجل والناس في حالة صدمة وينتظرون ليعرفون ما الذي يحصل” كما نقلت قناة orient الداعمة للجماعات المسلحة خبرا مفاده أن الاشتباكات التي وقعت الخميس راح ضحيتها سبعة مقاتلين من جيش الاسلام إضافة إلى سقوط خمسة مدنيين جراء المواجهات بين الجماعات المسلحة في الغوطة.

وبناء على البيان الذي وزعه اسلام علوش، المتحدث الرسمي باسم جيش الاسلام، أكد أن المواجهات بين المجموعات بدأت صباح الخميس عندما نفذ مقاتلوا فيلق الرحمن وجيش الفسطاط بمساندة جبهة النصرة (الفرع السوري للقاعدة) أحرار الشام وفجر الأمة هجوما على مواقع جيش الاسلام في ستة قرى بالغوطة الشرقية.

وهنا إشارة إلى أن الغوطة الشرقية تقع تحت سيطرة جيش الاسلام بشكل عام ومركزهم في مدينة دوما. وهذه المجموعة (أي جيش الاسلام) كانت قد تشكلت عام 2013 برعاية ودعم سعوديين وبقيادة زهران علوش الذي قتل فيما بعد بغارة جوية للنظام السوري. وجيش الاسلام هو ائتلاف من مجموعات وخلايا سلفية وآلاف العناصر الارهابية المدربة والمنظمة ويعتبر التنظيم الأكبر والأكثر تنظيما بين المجموعات المسلحة المنتشرة على طول الأراضي السورية. ولكن وبناء على تقارير صحفية تشير المعلومات أن جيش الاسلام وبعد مقتل مؤسسه وقائده زهران علوش بتاريخ 25 كانون الثاني ديسمبر من العام الماضي فإن الانسجام بين المجموعات التي شكلت جيش الاسلام قد ضعف وبدأت الخلافات الداخلية تتصاعد فيما بين هذه المجموعات مما أضعف من قدرات التنظيم بشكل ملحوظ.

ويأتي بعد جيش الاسلام فيلق الرحمن كالتنظيم الأقوى على أرض الغوطة الشرقية. وقد ازدادت قوته بعد أن انضم لصفوفه مجموعات كانت قد انفصلت عن جيش الاسلام بسبب خلافات داخلية. كما أنها ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الطرفان فقد وقعت عدة مواجهات بين الطرفين كان آخرها منذ حوالي الشهر حيث اتهم فيلق الرحمن جيش الاسلام بأنه يخطط لاغتيال أحد مشايخه.

وبالعودة إلى ما نقلته وسائل إعلامية مقربة من الجماعات المسلحة فقد نقل موقع “سورية دايركت” نقلا عن عضو في جيش الاسلام قوله “فيلق الرحمن وجيش الفسطاط يريدون انهاء جيش الاسلام وبسط نفوذهم وسيطرتهم على كامل الغوطة الشرقية ومحاصرة جيش الاسلام في مدينة دوما”. كما نقل الموقع نفسه عن أحد أعضاء الجيش الحر قوله أن الغوطة الشرقية ستكون أمام مواجهات أقوى خلال الأيام المقبلة، وهذا الأمر سيضر بالثقة الدولية بمجموعات المعارضة الغير متطرفة وسيجعلنا أمام أضرار وحصار دولي. وفي نفس السياق من الانشقاقات والانشقاقات المقابلة انتشر مقطع فيديو على مواقع الانترنت لفصيل الدفاع الجوي التابع لفيلق الرحمن يعلن فيه انشقاقه عن الفيلق وانضمامه لجيش الاسلام.

أما أحرار الشام الذي يتهمها بيان جيش الاسلام بالمشاركة في الهجوم على مراكزه وبالتعاون مع فيلق الرحمن فقد نفت أي تدخل لها في المواجهات وغرد خالد أبو أنس الشخص الثاني في التنظيم على تويتر قائلا ” أحرار الشام لم تشارك في المواجهات التي وقعت في الغوطة، ونحن نطلب من جميع اخواننا من الطرفين انهاء المواجهات فورا”.

هذه الحرب والمواجهات الداخلية بين المجموعات الارهابية المسلحة تقع في وقت يشن ومنذ أيام الجيش السوري بمؤازرة القوات التي تسانده وعلى رأسها مقاتلوا حزب الله حملة عسكرية مكثفة على مراكز التنظيمات في غوطة دمشق الشرقية. هذا وقد أكد موقع المصدر الاخباري أن الجيش السوري قد بدأ منذ ليل الجمعة المرحلة الثانية من العمليات العسكرية التي تستهدف تقسيم الغوطة الشرقية بهدف محاصرة المجموعات المسلحة فيها، وبالفعل فقد تمكن الجيش والقوات الموالية له من تحرير مناطق واسعة منها قرية بالا القديمة مقتربا من قرية دير العصافير التي تعتبر مركزا أساسيا لجيش الاسلام.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق