“معاريف” تكشف كواليس العلاقات بين “إسرائيل” والدول العربية “السنية”
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن معطيات جديدة تشير إلى توثيق العلاقات بين كيان الاحتلال، وبين الدول العربية السنية، مشيرةً إلى أن غالبيتها تتم تحت غطاءٍ من السرية، وهذا الأمر لا يروق للمسؤولين في “تل أبيب”.
وجاء في تقريرٍ مطول للصحيفة أعدته سارة ليفوفيتس :” رويدًا .. رويدًا؛ تتوثق العلاقات بين “إسرائيل” وبين الدول العربية السنية (السعودية، مصر، الأردن والإمارات الخليجية)، ولكن يجب التذكر أن كل شيء يبدأ وينتهي بالفلسطينيين”.
وأوضح التقرير أنه “على مدار عامين وبالخفاء يلتقي ثلاثة إسرائيليين، بثلاثة سعوديين، فقد انعقدت اللقاءات في العاصمة الإيطالية روما، وفي جمهورية التشيك، وبالهند، وتحدث الستة عن تطور التحديات المشتركة بين البلدين، وعن إيران كـ”عدو مشترك”، وعن الاستقرار الإقليمي”.
وأشار إلى أن “اللقاء ترأسه عن الجانب الإسرائيلي المقرب من رئيس حكومة الاحتلال دوري غولد، فيما ترأسه عن الجانب السعودي الجنرال أنور عشقي، المقرب من العائلة الملكية في بلاده، وسفير السعودية في واشنطن سابقًا”.
السعوديون والإسرائيليون كانوا متحمسين على السواء، “ليس كل يوم تلتقي السعوديين” قال أحد الإسرائيليين ممن شاركوا في المحادثات. “فجأة ترى السعوديين أذكياء للغاية، ضليعين في أساليب العالم، أشخاص لديك ما تتحدث عنه معهم، انفعلوا عندما شاهدوا إسرائيليين يتحدثون بنفس روح الرؤيا المشابهة لرؤيتهم، فجأة تفهم أن اتفاق سلام مع السعودية ليس أمرًا مستبعدًا”، تابع يقول.
واستطرد المصدر الإسرائيلي المسؤول:” نحتاج إلى ظروف مناسبة وسيحدث الأمر، لن يحدث ذلك غدًا، ولكن ليس الأمر فيما وراء جبال الظلام، عندما خرجنا من اللقاءات قلنا لبعضنا لدينا هنا شرق أوسط فيه الكثير من الأمل بمستقبل أفضل”، على حد قوله.
ونوه التقرير إلى أنه “في يونيو عام 2015 أصبحت اللقاءات علنية عندما تصافح غولد وعشقي بمناسبة في مركز بحوث في واشنطن، “حقًا يمكن أن يحدث التعاون”، أعلن عشقي أمام الكاميرات، “هناك الكثير من المصالح المشتركة”، بعده قال غولد، بعد ذلك بعدة أيام عُين غولد مديرًا عامًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وزار عشقي القدس قبل حوالي عام بدعوة من السلطة الفلسطينية، وصلى في المسجد الأقصى.
وتشير الصحيفة إلى أنه “لا يمكن التنصل من المصالح التي تطورت مؤخرًا بين “إسرائيل” وبين الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج الفارسي المسماة “دول التحالف السني”، يشهد على ذلك الاستطلاع الذي أعد قبل عدة أشهر في السعودية، ووجد أن معظم السعوديين قلقون من إيران أكثر من قلقهم من “إسرائيل”. العلاقات تتراوح ما بين الأمل والخيبة، وقادة عرب وإسرائيليون يتبادلون الأشواك والورود؛ ولكن المسؤولين الإسرائيليين يسافرون إلى العالم العربي بمستويات غير مسبوقة”.
وبينت الصحيفة أن “مبعوث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتسحاق مولخو، زار القاهرة أكثر من مرة مؤخرًا، وافتتح غولد مجددًا السفارة الإسرائيلية في القاهرة قبل عدة أشهر، فيما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى مؤخرًا وفدًا من الزعماء اليهود، وعلى رأسهم ملكولم هونلاين – المقرب من نتنياهو – حتى أن السيسي قال إنه يتحدث إلى نتنياهو في بعض الأحيان مطولًا. وأبلغت مصر “إسرائيل” مسبقًا أنها تنوي أن تعيد جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، فيما كشف وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، مؤخرًا أن مصر تساعد “إسرائيل” في الحوار مع حركة حماس”.
وطبقًا لـ”معاريف” فإن مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومن بينهم رئيس جهاز “الموساد”، زاروا الرياض. كما أن الوزير الإسرائيلي السابق وزعيم حزب “يوجد مستقبل” يائير لابيد التقى في نيويورك برئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، كما التقى الأخير بوزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون في المؤتمر الأمني الأخير بميونخ؛ بل إن الفيصل صرح أخيرًا بأن العرب رفضوا محاولات المصالحة في الماضي، بينما اليوم الإسرائيليون من يرفضون الخطوات السلمية.
وبحسب التقرير فإنه “في بداية العام التقى وزير البنى التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس في أبو ظبي بمسؤولين من دولة الإمارات، وغولد أيضًا زار الدولة قبل عدة أشهر، وافتتح هناك الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية، وحسب مصادر أجنبية؛ مرتان في الأسبوع تحدث رحلتا طيران بين أبو ظبي و”إسرائيل”. لاعبا كرة الطائرة الشاطئية الإسرائيلييْن أريئيل هيلمان وشون فايغا، لعبا مؤخرًا في قطر، لم يشعر الاثنان بأي عداء من أي نوع تجاههما، “كان الأمر وكأنك تسافر إلى أوروبا” تذكر هيلمان، “رغم أن حارسين كانا ملتصقين بنا، لكن لم تحدث أي مشكلة، صادق شرطي محلي على بطاقات دخولنا إلى قطر خلال خمسة دقائق، وأثناء اقامتنا هناك تفسحنا في المركز التجاري، وأكلنا في مطعم محلي دونما خوف، قطر تبدو مثل القدس فيها كل شيء: نساء منقبات ورجال بالجلاليب، ولكن فيها أيضًا رجال بأزياء غربية، الطعام في المطاعم متنوع والأسعار أرخص منها في “إسرائيل”. بالنسبة لنا كان الأمر وكأنه أي مباراة أخرى”.
وحسب موقع “ميدل ايست إي” التقى رئيس جهاز “الموساد” بالملك الأردني عبد الله الثاني، وحسب نفس المصدر فقد اتصل رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت، بملك الأردن، وتحدث إليه بشأن التدخل الروسي في سوريا. غولد شارك قبل حوالي نصف عام بمؤتمر في الأردن، نائب رئيس الأركان يائير جولان، قال الأسبوع المنصرم لمجموعة من المراسلين الأجانب في “إسرائيل” إن “أذرع المخابرات الإسرائيلية توصل معلومات إلى مصر والأردن بهدف مساعدتهما في الحرب على “داعش”، التفاهمات حول ما أسماه بـ “جبل الهيكل” (المسجد الأقصى) تبلورت مؤخرًا بين “إسرائيل” والأردن، “إذا ما استمرت هذه التوجهات، فإنها ستخلق خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط”، كما قال البروفيسور يورم ميتال من جامعة بن غوريون.
وتقول “معاريف” إن “زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، قد انتبه إلى الشرق الأوسط الجديد الآخذ بالتشكل أمام ناظريه، “الخطر المركزي الذي يواجه حزب الله” قال قبل عدة أسابيع “هو تحسن العلاقات بين “إسرائيل” والدول السنية”.
ولفت التقرير إلى تصريحات وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قبل عدة أسابيع حين ادعى أن “إيران تشكل خطرًا على دول الخليج (الفارسي) والاستقرار في الشرق الأوسط أكثر مما تشكله “إسرائيل”. فيما قال عبد الله السمار – وهو دبلوماسي سعودي سابق – لـ “وول ستريت” إنه لو كان من أصحاب القرار لما تردد لحظة في التعاون مع “إسرائيل”.
ونبهت الصحيفة إلى أن وزير ما يسمى بـ”الاستيعاب” الإسرائيلي زئيف الكين يوافق هذا التوجه، ففي لقاء مع موقع إخباري سعودي قال بداية العام إن “إيران تشكل تهديدًا مشتركًا لـ”إسرائيل” والسعودية”. إننا “لا نخلق شرق أوسط جديد؛ إنما نقاتل أعداءً مشتركين، ومثل هذه الحروب لا تؤدي دومًا إلى تعاون شامل، وإنما إلى تعاون يخص نقاطًا بعينها”، قال إلكين لـ”معاريف”.
“خشية إيران وعدم التحمس المشترك لسياسات الولايات المتحدة في كل ما يخص هذا الملف؛ يقود إلى التعاون بين “إسرائيل” ودول الخليج (الفارسي)”، كما يقول يوئيل جوزنسكي من مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
ويضيف: “حقًا هناك سبب للتفاؤل، لدينا اليوم بؤرة ضوء، إنها عملية تدريجية استغرقت عدة سنوات، في الفترة الأخيرة شاهدنا تحسنًا في العلاقات عبّر عنها من بين الكثير من الأمور بالتوافق على إعطاء العلنية للعلاقات مع “إسرائيل”. إذا كان المسؤولون السعوديون في الماضي لا يمكنهم الظهور سوية مع قادة إسرائيليين؛ فقبل عدة أشهر جرى اللقاء بين عشقي وغولد علانية، في هذه الأثناء تحسن العلاقات – إذا كانت قائمة أصلًا – فهي من وراء الكواليس وهذا جيد؛ فعندما تخرج هذه العلاقات من الدولاب وحسب خصائص الشرق الأوسط فإنها لن تصبح قائمة بعدها”.
ويقول الران ملول من شركة “عيرف ماركيتس” التي تساعد رجال الأعمال الإسرائيليين في المتاجرة بالدول العربية: “كل شيء جرى تحت الأرض .. التصريحات تسبب فقط أضرارًا للشركات الإسرائيلية”.
إليكم نموذج: رحلة الطيران بين “إسرائيل” وأبو ظبي – حسب “ميدل ايست إي” مرتين كل أسبوع تحلق طائرة “اير باص” من “تل أبيب” إلى أبو ظبي ثم تعود، الطائرة تمر عبر المطار في الأردن، والذي لا يعلن عن مرور الطائرة في مجاله الجوي، بعد توقف قصير تحلق الطائرة إلى أبو ظبي دون أن يعلن عن هبوطها في البلد الخليجي.
تحت ستار من السرية؛ التجارة مع بعض الدول السنية – وسيما الخليجية منها – تزدهر، “خسارة أن الدول العربية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب من الشجاعة لتحول العلاقات الاقتصادية إلى شيء رسمي”، كما يقول عضو الكنيست ورئيس الشاباك السابق آفي ديختر.
وأضاف: “ليس لدى الزعماء في المنطقة الشجاعة للقيام بخطوات ستكون في النهاية جيدة لهم”، مشيرًا إلى أن “الرئيس المصري أنور السادات كان زعيمًا شجاعًا، أما الباقين فجبناء”.
“جبناء أم لا، العلاقات التجارية آخذة بالارتفاع؛ ذلك أن الحاجة والواقع يتغلبان على السياسة” يقول ملول. في دكان المجوهرات في الماس “ليف لفايف دبي” رغم أن الأتراك يقفون أمام الهاتف عندما سألت إذا ما كان بالإمكان أن أرسل الالماس إلى “إسرائيل”، لكن صناع الجواهر الإسرائيليين دُعوا إلى كونغرس الماس الذي سيعقد الشهر المقبل في دبي؛ بل إن وزير النفط والمعادن السعودي علي النعيمي قال مؤخرًا إن بلاده مستعدة لتصدير الذهب الأسود لأي مكان في العالم، بما في ذلك “إسرائيل”.
وتقول “معاريف” :” العلاقات التجارية بين “إسرائيل” ودول الخليج (الفارسي) تنفذ في الأغلب عبر تركيا وقبرص، الإسرائيليون الذين يعملون بشكل مباشر مع دول الخليج (الفارسي) لا يعلنون عن موطنهم بصراحة. موقع “الشرق” التابع لألماس “ليف لفايف” يربط بين “ليف لفايف” نيويورك ولندن ودبي ولا يذكر أي كلمة على الجواز الإسرائيلي لمالك البيت. مئات الإسرائيليين يسافرون كل عام إلى الشرق على متن “قطر اير ويز” عبر مطار الدوحة، يهبطون ويقيمون هناك عدة ساعات بجواز سفر إسرائيلي دون أي خوف”.
ونقلت الصحيفة عن صائغ عمل بالماضي في دبي قوله :”ليس مريحًا أن تعمل معهم، الأمر مرهق للغاية، كنت اضطر إلى دفع شيكاتهم في دول أخرى، وإذا قرر صائغ في دبي أن يحصل على بضاعة مني ولكنه لا يرغب في دفع ثمنها لي فليس لديّ الكثير لأفعله، لا تتداول اليوم الكثير من الماسات الإسرائيلية في دول الخليج (الفارسي)”، في بورصة الماس يقولون إن العلاقات بين الصاغة الإسرائيليين ودول الخليج (الفارسي) موجودة وقوية، “لا شك في أننا نتاجر معهم”، قال مسؤول في البورصة.
في بداية الثمانينات كانت “إسرائيل” قد تاجرت مع دول الخليج (الفارسي)، مصنع بسكويت إسرائيلي كان من بين الأوائل الذين باعوا فيها المعجنات، والذروة كانت في التسعينات عندما دشنت “إسرائيل” مكاتب مصلحة في قطر وعُمان، رجال أعمال بارزين مثل اسحق تشوفا ومسؤولين من بنك “هبوعليم” سافروا إلى دول الخليج (الفارسي) بحثًا وراء فرص استثمارية، ايتان ورتهايمر دعي إلى قطر لحضور مهرجان الخيول العربية، الحليب والمنتجات الزراعية والمنتجات الخشبية والأجهزة الالكترونية والمخصصات الغذائية الحربية تدفقت من “إسرائيل” إلى دول الخليج (الفارسي)، القطريون بحثوا عن لاعبي كرة القدم الإسرائيليين ليعززوا قوة فرقهم، شاركت “إسرائيل” في معرض للسلاح في قطر، رجال أعمال من دول الخليج (الفارسي) تتبعوا آثار الصفقات في “إسرائيل”، البنوك في دول الخليج (الفارسي) فحصت امكانية الاستثمار بالأسهم الإسرائيلية في بورصة “تل أبيب”؛ بل إن إحدى العائلات الحاكمة في الإمارات الخليجية أبدت اهتمامها بشراء شقق ترفيهية في “إسرائيل”.
وبحسب تقرير “معاريف” :” في العام 1995 فترت العلاقات بسبب خيبة الأمل الناتجة عن التباطؤ في العملية السلمية، ومن حينها شهدت العلاقات مدًا وجزرًا، الممثلية الإسرائيلية في عُمان أغلقت عام 2000، وخلال الانتفاضة الثانية بعد ذلك بثماني سنوات أغلق مكتب المصالح الإسرائيلية في قطر في أعقاب عملية “الرصاص المصبوب” (العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008)، وقبلها بثلاث سنوات مولت قطر بناء ملعب في سخنين”.
العلاقات مع الدول السنية سرية في أغلبها، رغم أنها تكشف ما بين الفينة والأخرى، قبل حوالي أسبوعين غرد محلل سياسي سعودي مقرب من العائلة المالكة على “تويتر” باسم “مجتهد” أن الرياض تشتري طائرات من “إسرائيل” من خلال جنوب افريقيا. وحسب الـ “اتلنتيك” الأمريكية فقد اقترحت “إسرائيل” على السعودية منظومة “القبة الحديدية” التي تساعدها في حربها باليمن؛ بل إن “إسرائيل” أيدت الهجوم السعودي على اليمن.
وكشف التقرير أن وزير الجيش الإسرائيلي السابق أيهود باراك صاحب أسهم في شركة “سيالوم” للتقنيات والتي تبيع عتادًا أمنيًا للسعودية وعُمان، فيما تاجرت شركة “رادوم” لإنتاج أنظمة الطائرات مع إحدى دول الخليج (الفارسي). رجل الأعمال الإسرائيلي – الأميركي متاي كوكبي، ومن خلال شركة “آي جي تي” وقع على عقد الدفاع عن حدود وآبار النفط في إحدى دول الخليج (الفارسي). وحسب مصادر أجنبية فقد استخدمت دبي عتادًا أمنيًا إسرائيليًا لتشخص رجال “الموساد” الذين شاركوا في قتل القيادي في حماس محمود المبحوح.
وحسب ما ورد في “ميدل ايست إي” فقد نفذت الأردن، ومعها “إسرائيل” مؤخرًا، مناورات جوية مشتركة في الولايات المتحدة، وتواجهوا مع طائرات روسية على الحدود السورية، “كان الروس مصدومين عندما فهموا أنه لا يمكنهم التعامل معنا”، تفاخر الملك عبد الله في الكونغرس الأميركي قبل عدة أسابيع.
وحسب موقع “ديفينس وورلد” فقد أرسلت “إسرائيل” طائرات غير مأهولة إلى الحدود السورية مع الأردن لجمع معلومات، وأرسلت 16 طائرة “كوبرا” إلى الأردن. العلاقات الأمنية مع مصر وثيقة بالمثل، حسب تقرير المكتب البريطاني للأشغال والتحديث والتدريبات فقد باعت “إسرائيل” لمصر منظومات قتالية الكترونية.
وبحسب التقرير فإن “قنوات الاتصال بين مصر و”إسرائيل” مزدحمة على مستوى نقل المعلومات، في اتفاقية السلام بين مصر و”إسرائيل” يوجد ملحق عسكري مفصل، حتى لحد انتشار مرابض المدفعية في كل نقطة في سيناء. خلال سنوات، وفي كل مرة، كان ذيل طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي يدخل إلى مصر؛ كان المصريون يكتبون التقارير عن خرق شروط اتفاق السلام، وكذلك كنا نفعل نحن عندما يتسللون هم إلينا. في العامين الأخيرين أدخلت مصر إلى سيناء جيشًا كاملًا، إلى الأماكن التي يحظر عليهم فعل ذلك فيها حسب اتفاقية السلام ووافقت “إسرائيل”. إنه تغيير دراماتيكي هدفه مساعدة مصر في حربها على “داعش” في سيناء، والذي من شأنه أن يتحول إلى مشكلة ما. لنفترض أن المصريين سيخضعون الإرهاب في سيناء ويتركون هناك قوات رادعة؛ هل ستوافق “إسرائيل” حينها على ذلك؟ ليس أكيدًا، في الأثناء ما تزال تدور هنا في المنطقة متغيرات كانت قبل عامين غير مفهومة وبدت ضربًا من ضروب الخيال”.