مخطط خليجي ـ تركي في حلب.. أرض الشمال السوري ستحدد سيناريو نهاية الأزمة!
وكالات – سياسة – الرأي –
في صحراء الربع الخالي يتلوى ضب في جحره، وتتلون الحرباء على منبرها، تدب الحياة فجأة في الأحفوريات نافضةً الغبار عن حراشفها راقصةً على أنغام دفوف بدوية، فلقد اجتمعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
حيث أعلنت دويلة الغاز “قطر” أن الأمانة العامة لما تُسمى بالجامعة العربية قررت عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة الأربعاء القادم لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب السورية، بناء على طلب منها.
وفي سياق متصل زعم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن مدينة حلب السورية ستتحرر رغما عن محاصريها، مشيراً إلى أن مساجد المدينة الواقعة في الشمال السوري، “بقيت يتيمة يوم الجمعة الماضية”، وبحسب ادعاءات “أوغلو” فإن “مقاتلات روسية وأُخرى تابعة للجيش السوري أمطرت المشافي والمدنيين الأبرياء بوابل من القنابل، دون تمييز بين أطفال ونساء! طالباً من سكان تركيا الدعاء من أجل تحرير حلب، لافتاً إلى أن شعبه يشعر بآلام الشعب السوري، ولا سيما حلب.
فيما يخص البدوي الأعرابي فإنه لا يوفر مناسبة للتشفي مما يحصل في سورية ومدنها العريقة، ماذا كانت قطر والبحرين والسعودية عندما كانت الدولة الحمدانية في حلب؟ بل كيف كانت ممالك الصرف الصحي في الخليج الوهابي قبل أكثر من مئة عام فقط؟ حجر واحد في قلعة حلب أقدم من كل ممالك النفط والغاز .
ما قاله القطري ليس إلا دلالةً على وجود مشروع خليجي جديد يستهدف سورية في شمالها أي في حلب، قد تكون هناك محاولات لاستصدار قرار أممي عن طريق جامعة العار من أجل تحييد هذه المدينة عن أي قتال بمعنى آخر تحييدها عن النطاق السوري لتكون منطقة محايدة للجميع بحسب البعض ، فيما يرى آخرون أن ما كشفته الدوحة ينبأ عن نية مبيتة لتصعيد الوضع الميداني في حلب، كذلك فإن تزامن ما أعلنته الدوحة مع ما قاله رئيس الوزراء التركي داود أوغلو دليل على وجود مخطط أخواني قطري ـ تركي لجعل حلب جبهة مشتعلة على اعتبار أن الأحلام العصمنلية بمنطقة عازلة قد فشلت حتى الآن، وللأتراك تاريخ مع مدينة حلب منذ أيام السلطان سليم سيء السيط والذكر.
كذلك فإن المخاوف الأمريكية من إعادة حشد الجيش السوري والروس لقواتهما من أجل تنفيذ هجمات عسكرية على نطاق واسع قد يكون مقدمة لسيناريو تصعيدي قادم.
يبقى لنا أن نقول بأن جبهة الشمال وعاصمتها حلب كانت ولا تزال الساحة الأهم بالنسبة لأمريكا وتركيا وأنظمة الخليج (الفارسي)، وهي الوحيدة التي يمكن أن تكون هامشاً لنشاط معادي أكثر من غيرها، إذ سقطت أوهام استهداف العاصمة دمشق، وضُمن أمن الساحل، وعادت حمص بغالبيتها الساحقة، والسويداء تحت عباءة الوطن، فيما بقيت بعض البؤر هنا وهناك لا سيما في الريف الدمشقي، لذلك فإن الشمال سيكون أرض معركة الخلاص القادمة وهي من ستقرر سيناريو انتهاء الأزمة السورية.
علي مخلوف- وكالة أوقات الشام الإخبارية
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق