ابتزاز إسرائيلي ورضوخ امريكي ؛ فما هي الذرائع ؟
يتطلع نتنياهو وادارة كيانه إلى فتح قنوات ابتزاز جديدة مع الحليف الامريكي بعد الفشل في حث المجتمع الدولي على عدم ابرام الاتفاق مع ايران، قنوات الابتزاز هذه يلازمها حاجة الكيان في آن معاً لرفع مستوى الدعم الامريكي له، وفي هذا الاطار تجري منذ اشهر جولات مباحثات بين الكيان الاسرائيلي والادارة الامريكية في هذا الخصوص للحصول على حجم اكبر من المساعدات الامريكية لتصل الى 50 مليار دولار سنوياً ولمدة عقد، آخر جولات المباحثات تمثلت بجلسة خاصة جمعت وزير الأمن موشيه يعلون مع وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في واشنطن، يضاف الى ذلك الزيارة الاخيرة لنتنياهو الى واشنطن والتي التقى فيها اوباما مباشرة بعد قطيعة استمرت لاشهر بالاضافة للقائه اعضاء في الكونجرس، الجدير ذكره ان الزيارة وصفت بانها باردة من الطرف الامريكي عززها الحاجة لتعزيز المصالح المشتركة، تجدر الاشارة ايضاً الى ان حجم المساعدات الامريكية للکيان الاسرائيلي يبلغ 50 بالمائة من مجمل المساعدات الامريكية المقدمة لتمويل مشاريعها في دول العالم.
بالرغم من الخلافات حول رفع مستوى الدعم وما رافقه من عدم تطابق الرؤية حول جملة من المواضيع والقرارات في الفترة الاخيرة وما صاحبها من قطيعة بين اوباما ونتنياهو الا ان اعضاء مجلس الشيوخ وقعوا وبأكثر من 80 بالمائة رسالة لحث اوباما على الإسراع بالتوصل لاتفاق بشأن حزمة مساعدات دفاعية سنوية جديدة للكيان الإسرائيلي تزيد قيمتها عن الحالية، في هذا الاطار سنحاول من خلال سرد بعض النقاط الاضاءة على بعض القضايا المرتبطة بجوانب الخلاف ودوافعه لدى الطرفين.
ابتزاز سياسي لمصادرته في الداخل والخارج
بذريعة الاتفاق النووي وفي اجواء الانتخابات الرئاسية الامريكية ومع الاقتراب من الانتخابات الاسرائيلية وبهدف تحصيل مزيد من الدعم الامريكي، يعمل نتنياهو على وتيرة الابتزاز السياسي لمصادرته في الانتخابات الاسرائيلية لإبراز نفسه وحزبه على انهما المدافع الابرز عن كيانه، وامريكيا لتحصيل مزيد من الدعم. في هذا السياق يتهافت المرشحون الامريكيون في الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتحصيل مزيد من الاصوات، وهذا ما برز مؤشره مؤخراً في الرسالة الموقعة من مجلس الكونجرس والتي كان فيها تيد كروز المرشح عن الحزب الجمهوري ضمن 51 جمهورياً وقعوا الرسالة.
صحيح ان اليهود يشكلون 2.5 بالمائة من الشعب الامريكي وهي نسبة ضئيلة الا انهم يسيطرون على أهم المؤسسات الاقتصادية الأمريكية، وعلى رأسها منظمة “الإيباك” الأهم تأثيراً في مقدرات السياسة الأمريكية، هذا ومعظمهم من اصحاب رؤوس الاموال أو من العاملين في وسائل الإعلام، وفي هذا الاطار نشير الى وجود 44 سفيراً من عدد السفراء الامريكيين هم من اليهود بالإضافة الى توليهم بعض المناصب الوزارية المهمة.
ولعل ابرز واهم التوجيهات التي تقود الادارة الامريكية للحفاظ على ارضاء الكيان الاسرائيلي والاستمرار في دعمه بوتيرة متصاعدة هو كونه اداة مهمة واساسية لامريكا في منطقة الشرق الاوسط لجهة حفظ مصالحها وتوازن قوى الصراع لما يحفظ ضمانها.
الاتفاق النووي الذريعة الابرز، تدهور اقتصادي وقلق متنامٍ
يعيش الكيان الاسرائيلي موجة قلق من تنامي القدرة الشعبية في المنطقة من لبنان الى فلسطين فسوريا والعراق واليمن وغيرها والرافضة لوجود كيان مختلق محتل للاراضي الفلسطينية ومعزز للمؤامرة الغربية عليه، هذا القلق المتنامي هو ما يدفع الكيان لطلب المزيد من الدعم الامريكي له لتنمية قدراته العسكرية في مواجهة شعوب المنطقة، هذا الطلب يعززه ذريعة الاتفاق النووي باعتبار ايران جزءاً اساسياً في المحور الشعبي المقاوم والرافض للمؤامرات الغربية على المنطقة.
الازمة الاقتصادية المتصاعدة داخل الكيان الاسرائيلي ايضاً هي من مبررات دافع الطلب الاسرائيلي بمزيد من المساعدات، فهناك معلومات مسربة من الصحافة الاسرائيلية تشير إلى ان اجتماعات جرت بين وزير المالية وقيادة الجيش الاسرائيلي لبحث امكانية تقليص ميزانية الجيش والمعاشات التقاعدية وقضايا اخرى.
في خصوص الطلب الاسرائيلي برفع مستوى الدعم فإنه ارتكز وفق المحادثات الجارية على الجانب الهجومي اكثر منه الدفاعي، فقد اشتمل الطلب اضافة الى الجانب المادي على تزويد الكيان بمزيد من طائرات “اف 15” ومروحيات “في 22” وصواريخ اكثر دقة لإكمال العمل على منظومة “حيتس 3” للاعتراض الصاروخي.
وتشير المعلومات وفق الصحف الامريكية الى ان الكيان الاسرائيلي كلف امريكا منذ العام 1973 ما معدله 1600 بليون دولار وفق الارقام المعلنة، مع الاشارة الى وجود حديث عن مساعدات اكبر بكثير خارج الاطار المعلن، ومؤخراً موّلت امريكا القبة الحديدية بمليار جنيه ونظام حيتس المضاد للصواريخ بـ2.4 مليار دولار.
المصدر / الوقت