التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

التضليل الاعلامي الغربي : شريك الارهاب في سوريا 

لم يعد خفياً حجم التضليل الإعلامي الذي يمارسه الغرب وتحديداً واشنطن، بحق الشعب السوري والأزمة في سوريا. بل إن القيام بفبركة الصور وتزييف الحقائق والعمل على تزوير المعلومات، أصبح سمة السياسة الغربية تجاه الملف السوري. وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات، لا سيما فيما يخص ملف الإرهاب، خصوصاً أن أوروبا لم تعد بعيدةً عن المشهد، فيما الحملة التضليلية الداعمة لتسليح الإرهابيين أو التغطية على أفعال بعض الجماعات تحت مسمياتٍ سياسية عديدة، ما تزال قائمة. فماذا في حجم التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي؟ وكيف فضحته أصواتٌ نخبويةٌ غربية؟ وكيف أثبتت الوثائق الجديدة، دعم الغرب للمسلحين؟

في وقتٍ يُمارس فيه الإعلام الغربي سياسة التضليل، خرجت أصواتٌ فضحت ذلك، مُعبِّرةً عن استيائها من الممارسات الغربية، لا سيما السياسية، والتي تدعم خيارات واشنطن. فيما بيَّنت هذه الأصوات، زيف الإعلام الذي يسير مع الريح السياسية. وهنا فقد خرجت أصوات تشير بوضوحٍ للحجم الذي يحظى به الإرهاب من دعم، من قبل أمريكا ودول الغرب لوجستياً تحت مُسمَّيات الإعتدال وتكشف أبرز الوسائل التضليلية التي تستخدمها الدول في حربها ضد سوريا. ولكي لا يكون كلامنا مجرد اتهام، حيث توجد شهاداتٌ عديدة، نورد أهمها خدمةً للمطلب:

تعتبر أهم شهادةٍ أحدثت ضجةً في الوسط الغربي والعالمي، ما خرج به منذ فترة الباحث الأسترالي البروفيسور تيم أندرسون، والذي أكد في كتابه الجديد تحت عنوان “الحرب القذرة ضد سوريا”، بأن القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة تستخدم كل أساليب التضليل والخداع في هذه الحرب التي تشنها ضد سوريا منذ سنوات بهدف تدميرها وتحقيق أهداف واشنطن الصريحة والواضحة في إنشاء ما يُسمى الشرق الأوسط الجديد وإخضاع بلدان المنطقة لسيطرتها.‏‏ وفي تفاصيل توثيقه لما يجري، يوضح أندرسون أن الحرب التي تشنها القوى العالمية ضد سوريا اعتمدت على مستوى تضليل شامل لم يشهد العالم مثله في الذاكرة الحية، شارك فيه الإعلام، مبيناً أن واشنطن وحلفاءها حاولوا التغطية على تورطهم في الحرب باستخدام حشود من آلاف الإرهابيين الذين يقاتلون بالوكالة. وهو الأمر الذي قد يكشف بحسب الخبراء، السبب الحقيقي للدعم الذي يتلقاه الإرهاب من الغرب، على الرغم من تهديده لهم. وفي تفاصيل هذه المؤامرة يكشف الباحث الغربي أن حلف شمال الأطلسي حاصر سوريا وقامت الدول الخليجية بتسليح وتمويل جميع الميليشيات الإرهابية الوكيلة، بغض النظر عن الأسماء التي تُطلق عليها. وأضافت إليها عشرات الآلاف من إرهابيي الدول الأخرى، حيث أصبح هؤلاء أوراق واشنطن وحلفاءها في سوريا والمنطقة. ولفت اندرسون إلى أن القوى الغربية بقيادة واشنطن، وفي إطار سعيها الثابت لتدمير الدولة السورية اعتمدت مستوى جديداً من التضليل الشامل وخاصة عبر الإعلام، حيث صوَّرت نفسها على أنها منقذ الشعب السوري. فيما عملت من جهة أخرى على تشويه سمعة الحكومة السورية، وترويج الإدعاءات المُزيَّفة وتوجيه الإتهامات الباطلة إلى الجيش السوري.‏‏ أما الشعوب الغربية، فكانت ضحية هذا التضليل، برأي الباحث حيث تعرضت للخداع من قبل حكومات بلدانها التي تزيف الحقائق وتقلب المفاهيم.
ومنذ أيام، أكد المحلل السياسي التشيكي “فاتسلاف داندا” في مقالٍ له نشره في موقع “بروتي برودو” التشيكي، بأن عودة الأمن والإستقرار إلى سوريا مرتبط بشكل قوي بتوقف الدعم الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية فيها. مشيراً إلى أن مطالبة سوريا وروسيا بإغلاق الحدود التركية السورية لمنع وصول الإرهابيين والسلاح إلى سوريا يعتبر أمراً بالغ الأهمية. ولفت الى أن كل المحاولات التي بُذلت من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية مع دول خليجية لا سيما السعودية وقطر ودول غربية أخرى لإسقاط الدولة السورية، أخفقت تماماً رغم الدعم القوي الذي تلقته التنظيمات الإرهابية الموالية لتلك الدول للقيام بذلك على مدى خمسة أعوام.
بالإضافة الى ما تقدم، فقد أحدثت وثائق جديدة سُرِّبت حول نشاطات الـ (CIA) والجيش الأمريكي، جدلاً واسعاً في الغرب، لا سيما بعد أن طال دوله الإرهاب. وهنا نُشير لما يلي:

أعدت وكالة الإستخبارات الأمريكية بالإضافة الى شركائها الإقليميين، خطة خلال شهر نيسان المنصرم، تهدف لتزويد ممثلي ما يُسمى “المعارضة المعتدلة” في سوريا، بمنظومة أسلحة من شأنها أن تساعدهم على ضرب طائرات القوات السورية ومواقع المدفعية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين في وكالة المخابرات. الأمر الذي ساهم في خرق الهدنة، وتقييد الحلول السلمية، تحديداً من قبل جبهة النصرة ومجموعات مسلحة أخرى تُصنفها واشنطن كمعارضة “معتدلة”، وهو ما ظهر جلياً، عقب هجوم هذه المجموعات على نقاط للجيش السوري في ريف حلب الجنوبي.
وربطاً بما سبق، كشف موقع “غلوبال ريسيرش” الكندي، أن وكالة الإستخبارات الأمريكية لا تزال ترسل آلاف الأطنان من الأسلحة الإضافية إلى ما يسمى “المعارضة” المسلحة في سوريا. واعتمد الموقع على وثيقة يملكها من مجموعة “أي أتش أس جاينز” الإستشارية البريطانية المتخصصة في شؤون الدفاع، والتي وجدت طلبين على موقع “فيديرال بيزنس أوبورتشنتيز” التابع للحكومة الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة، تبحث فيهما عن شركات شحن لنقل مواد متفجرة من أوروبا الشرقية إلى ميناء العقبة الأردني، نيابة عن قيادة النقل البحري العسكري التابعة للأسطول الأمريكي. وأفادت “غلوبال ريسيرش” بأن السفينة كانت محملة بقرابة ألف طن من الأسلحة والذخيرة، من بلغاريا ورومانيا وكرواتيا، وغادرت انطلاقاً من رومانيا في الخامس من كانون الأول الماضي إلى أغالار في تركيا ومن هناك إلى ميناء العقبة في الأردن، فيما غادرت السفينة الثانية وهي محملة بأكثر من ألفي طن من الأسلحة والذخيرة في أواخر آذار المنصرم وسلكت المسار نفسه حتى وصلت إلى العقبة في 4 نيسان الماضي. وهو الأمر الذي جرى خلال ما سُمي بفترة الهدنة.
إذن لم يعد دعم الإرهاب أمراً سرياً من قبل الغرب وواشنطن. فيما يمارس الإعلام التضليل، خدمةً لأصحاب السياسة. لكن التجربة التاريخية أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك، أن العواقب الوخيمة المصاحبة لتزويد الإرهابيين في سوريا بالسلاح، لن تقتصر على سوريا وحدها، إنما امتدت في صورة هجمات تستهدف الغرب ومصالحه. وهو الأمر الآخر الذي يطرح العديد من التساؤلات. فيما يبقى التضليل الإعلامي الغربي، شريكاً للإرهاب في سوريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق