حمام دم بين المسلحين في سوريا
سوريا ـ امن ـ الرأي ـ
تستمر حالة الاقتتال بين الجماعات المسلحة في سوريا، بالتزامن مع تصعيد دموي كبير في مدينة حلب، وسريان هدنة في مناطق أخرى كشمال اللاذقية وريف دمشق.
واللافت فيما يجري على الساحة، هو أنه وبالرغم من هدنة وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وبين الجماعات المسلحة، فقد استمر تبادل النار بين المسلحين أنفسهم، لا سيما في الريف الدمشقي، مما يدل على أن هؤلاء لايستطيعون العيش دون قتال ودم، الأمر الذي يعطي إشارة بأنهم غير جديرين فعلاً بأية مفاوضات مستقبلية، لأنهم مجرد قتلة حتى فيما بينهم.
ففي ريف دمشق اندلعت اشتباكات عنيفة على جبهة ”أوتايا” في ”الغوطة الشرقية” بين ميليشيا “جيش الإسلام “و ميليشيا “جيش الفسطاط” ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات من الطرفين، إضافةً لحدوث اشتباكات عنيفة بين الجماعات المسلحة على أطراف مدينة ”دوما” من جهة البساتين الزراعية،و في ادلب تم اغتيال ما يُسمى بقائد قطاع ”حماة” في ”فيلق الشام” الملقب “أبو النصر” ، حيث عثر على جثته وجثة مرافقه في حرش قرية ”جوزف” في ”ريف إدلب”، كذلك دفعت موجة الاغتيالات التي استهدفت “حركة أحرار الشام” في الريف الإدلبي إلى استنفار مقاتليها، في جميع مواقعها، إلى جانب تشديد الإجراءات الأمنية حول المقار والمعسكرات التي توجد فيها، وصولاً إلى الحدود التركية، بالتوازي مع شنّها حملة اعتقالات في مناطق نفوذها شملت أقرباءً لمقاتلين في تنظيم “داعش”، حيث شهد الأسبوع الماضي عمليتَي تفجير واغتيال، طاولتا الحركة إذ أدّى تفجير دراجة نارية مفخخة، يقودها انتحاري، استهدف أحد مقارها في مدينة “بنش إلى مقتل حوالى /15/ مسلحاً، بينهم /4/ قياديين، أبرزهم قائد أركان الحركة ” ماجد الصادق” والقائد العسكري لـ”لواء الحسين” المدعو “أبو جابر”، إضافةً إلى إصابة /30/ آخرين على الأقل، كما وقعت عملية اغتيال أخرى أسفرت عن مقتل القائد العسكري في “لواء أنصار الحق” التابع للحركة المدعو ” سعود العساف” مع /3/ من مرافقيه، وذلك في تفجير عبوة ناسفة بسيارته على طريق بلدة “معصران”، التابعة لمنطقة “معرّة النعمان” جنوبي إدلب، فيما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة أحد قضاة القضاء الشرعي في حلب المدعو ” أبو حسين جوخة ” في “حي الصالحين” ما أدى لإصابته إصابة بالغة.
الهدنة بحسب بعض المراقبين وفرت الفرصة لتلك الجماعات من أجل قتال تنظيم داعش، والهدف من ذلك أن تثبت تلك الميليشيات لأمريكا والغرب والأنظمة الخليجية أنها تستطيع الاعتماد عليها كأدوات لاحقةً لمحاربة التنظيم المتشدد، الأمر الذي سيجعل تلك الأنظمة تدعمها بمزيد من السلاح والمال لاحقاً بحجة قتال داعش من أجل قتال الجيش العربي السوري لاحقاً، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين المسلحين و تنظيم “داعش” على محاور “جبال الافاعي” و ”الضبعة” في جبال القلمون الشرقي تمكن خلالها المسلحون من استرجاع العديد من النقاط التي سيطر عليها التنظيم مع سقوط قتلى وإصابات من الطرفين، كما جددت الجماعات المسلحة في منطقة “بادية الشام” بالقرب من القلمون الشرقي استهداف مواقع “داعش” في ”جبال الضبعة” وبالقرب من ”بئر القصب” بالرشاشات الثقيلة و المتوسطة أثناء محاولتهم التسلل بإتجاه مواقع المسلحين .
وفي حلب دارت اشتباكات بين المسلحين و تنظيم “داعش” على الجبهة الجنوبية لمدينة ”مارع” في محاولة تسلل للتنظيم، حيث تمكن المسلحون من إعطاب آلية لداعش خلال تلك الاشتباكات، بالإضافة لتمكنهم من تدمير راجمة صواريخ للتنظيم في قرية ”أم حوش” بعد استهدافها بقذائف المدفعية، وفي ذات السياق قام مسلحون بقتل وإصابة عدد من عناصر تنظيم “داعش” بعد استهدافهم بصاروخ من نوع ”تاو” على أطراف قرية ”كفرغان” في ريف حلب الشمالي، كما استهدف المسلحون بقذائف الهاون مواقع لتنظيم “داعش” في قرية ”تلالين” بالريف الشمالي، من جهة أخرى تحدثت صفحات المعارضة أن المسلحين استعادوا السيطرة على قرية ”إيكدة” في الريف الشمالي بعد اشتباكات مع التنظيم. انتهى