التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

بالأسماء.. القيادات التي فارقت اردوغان في السنوات الاخيرة 

وكالات – سياسة – الرأي-
انتقد سعيد الحاج، الباحث في الشأن التركي، عملية الانتقال التي تحدث في السلطات التركية والتي أحدثها هو استقالة أحمد داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء وحزب العدالة والتنمية.

وتحدث الحاج عن بعض القيادات التي كانت بجوار أردوغان خلال السنوات الماضية، والذين لم يعد لهم دور الآن، قائلاً: “في محاضراتي عن التجربة التركية على مدى سنين أقدم جزئية بين الفرد والمجموعة”، وأذكر فيها إلى جانب أردوغان القائد وثعلب السياسة وداهية الانتخابات كلاً من:

1- عبدالله غل، الهادئ المبتسم القادر على استيعاب التيارات الأخرى، مرشح التيار الإصلاحي في حزب الفضيلة قبل الانشقاق، وأول رئيس لحزب العدالة والتنمية وأول رئيس وزراء منه، ثم وزير الخارجية ثم رئيس الجمهورية.

2- بولند أرينتش، الحقوقي والمحامي والبرلماني لأكثر من 20 سنة متتالية، الرصين صاحب الصوت الهادئ، رئيس البرلمان ثم نائب رئيس الحزب ونائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، وأحد الأصوات النادرة التي كانت تجرؤ أن تناقش أردوغان وتعارضه.

3- علي باباجان، عبقري الاقتصاد، وصانع قفزة تركيا الاقتصادية، الوحيد الذي لم يغب عن أي وزارة (قبل الحكومة الأخيرة)، وأصغر وزير في تاريخ تركيا إن لم تخنّي الذاكرة، الأول على دفعته في الجامعة، والشخص الذي حرصت مؤسسات دولية على التأكد من وجوده ضمن الحكومة، أو على الأقل عدم استبعاد رأيه لتضمن سلامة سير الاقتصاد في تركيا.

4- أحمد داود أوغلو، المنظــِّر السياسي والمفكر وصاحب “العمق الاستراتيجي”، ومهندس السياسة الخارجية لتركيا الحديثة بقيادة العدالة والتنمية، الذي انتقل سريعًا من مستشار لرئيس الوزراء، ليصبح وزيرًا للخارجية، قبل أن ينتخب عضوًا في البرلمان (عكس العرف في تركيا) أو حتى عضوًا في العدالة والتنمية، ثم رئيسًا للوزراء، خلفاً للقيادة التاريخية المؤسسة متمثلة بأردوغان.

5- حاقان فيدان الرجل العسكري الذي تحول إلى مستشار في وزارة الخارجية، ثم إلى رئاسة جهاز الاستخبارات، فأزعج اختياره “إسرائيل”، ثم كان له الفضل الأكبر في حماية الحكومة -وأردوغان- من السقوط إثر “الانقلاب القضائي” ضمن الصراع مع جماعة كولن، أو التنظيم الموازي، ولم يستطع أردوغان تحمل استقالته للترشح للبرلمان، فأعاده عن قراره (لعدم القدرة على الاستغناء عنه).

الآن، أنظر في كل هذه الأسماء فلا أجد في المشهد القيادي أحدًا سوى أردوغان، أردوغان وفقط، ومن خلفه على مسافة بعيدة فيدان على استحياء.

وبغض النظر عن توصيف ما حصل ويحصل (لأن الكثيرين مولعون بالتصنيفات) وعن أسبابه، فإنه غير صحي أبدًا على مسيرة العدالة والتنمية، على مستوى حمايته من التفرد في القرار، أو فقدان الانسيابية في الانتقال القيادي بعد أردوغان، إذ لا قيادات وازنة تماثل ثقل هؤلاء موجودة في الجوار. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق