هنية: المتواطئون في حصار غزة يتحملون مسؤولية حرق أطفالنا.. وحركة “فتح” ترد
فلسطين – امن – الرأي –
اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ظهر اليوم السبت، أن “المتواطئين في حصار قطاع غزة مسؤولون عن حرق أطفالنا، وأكبادنا، ومستقبلنا، كما تحرق طائرات الاحتلال الإسرائيلي الأرض والبيوت”.
وقال هنية خلال كلمةٍ له قبيل تشييع ضحايا عائلة الهندي الذي قضوا الليلة الماضية جراء حريق بمنزلهم في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، :”إنه في الوقت الذي كانت فيه طائرات الاحتلال تقصف مناطق في القطاع تكريسًا لإرهابهم، وعدوانهم، جاءت الفاجعة باستشهاد هؤلاء الأطفال الثلاثة، الذين استشهدوا في ظلال معركتنا مع الاحتلال، وفي ظلال معركتنا مع الحصار”.
وكشف عن “طرح حركة حماس العديد من الحلول لحل مشكلة الكهرباء بالقطاع المحاصر إلا أن المتواطئين أفشلوها”. واتهم السلطة الفلسطينية في رام الله بإفشال وإيقاف بعضها، وذكر منها: رفع جهد الخط المصري، وخط الغاز لمحطة توليد الكهرباء، والربط الثماني، الذي وافق البنك الإسلامي للتنمية على تغطية تكاليفه إلا أن هناك من أرسل بألا يتبنى هذا المشروع.
وكشف هنية عن أن فكرة إنشاء ميناء في غزة، قوبلت بالرفض من قبل السلطة برام الله، موضحًا أن الأتراك وصلوا فيها إلى نقطة متقدمة في صالح القطاع.
وشدد على أن “جريمة الحرق جاءت إثر الحصار والتواطؤ والمؤامرة على غزة وأهلها”، مشيرًا إلى أن “اتصالات عديدة وصلته من أبناء شعبنا الفلسطيني بالداخل والخارج، ومن العديد من المدن الأوروبية، ممن تابعوا هذه الفاجعة، وشعروا بالألم لهذه المصيبة، عبروا خلالها عن غضبهم على الذين يحاصرون القطاع”.
واستهجن نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” ما تُتهم به حركته من أنها المسؤولة عن هذه الجريمة”، موضحًا أن “البعض يرتكب الجرائم ثم يُلصقها بالغير”، متسائلًا في السياق: “لماذا تتحمل الحركة المسؤولية، وهي التي قدمت قادتها، وأبناءها دفاعًا عن غزة؟!”.
وواصل هنية تساؤلاته باستهجان شديد: “كيف تتحمل حركة حماس المسؤولية وهي في ميدان المقاومة؟، من الذي يفرض على غزة الضرائب وأبرزها “ضريبة البلو”؟!!، في إشارةٍ واضحة منه لحكومة التوافق التي يترأسها رامي الحمد الله.
ونوه إلى أن “الضغط الجاري على جماهير شعبنا، وعلى حركة حماس، هدفه دفع غزة للاستسلام، وأن ينفض الناس عن إسلامهم والمقاومة، لكن غزة لن تركع إلا لله”.
ونظمت جنازة عسكرية للأطفال الثلاثة، حيث حملهم مقاومون فلسطينيون على الأكتاف في موكب تشييع مهيب. وقال هنية : “هذا شرف لهؤلاء الأبطال أن يحملوا ضحايا الحصار على أعناقهم”.
بدورها، اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أن مأساة عائلة الهندي أسبابها مركبة من الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة المنكوبة، إلى الحصار الذي يشتد على غزة الجريحة، إلى أزمة الكهرباء المفتعلة التي يتحمل وزرها كل من يتجاهلون نداءاتنا بإنهاء الأزمة والتجاوب مع الحلول المطروحة التي قدمتها اللجنة الوطنية لبحث أزمة الكهرباء.
وقالت الحركة في بيان صحفي عممه مكتبها الإعلامي ووصل مراسل وكالة أنباء فارس نسخة منه،: “نحن جميعًا نتحمل المسؤولية عن مأساة حرق أطفال عائلة الهندي”، مضيفًا: “إذا كان العالم صم آذانه عن مأساة الحصار، وإذا كانت الجامعة العربية لا تُحرك ساكنًا لإنقاذ شعبنا ورفع المعاناة عنه، فإن هناك ما يمكن أن نفعله كسلطة وفصائل”.
وكان قطاع غزة قد استفاق صباح اليوم السبت، على فاجعة مقتل ثلاثة أطفال أشقاء – بينهم رضيع – جراء حريق اندلع بمنزلهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بسبب استخدام الشمع بديلًا عن الكهرباء، حيث وصل عدد الأطفال المتوفين حرقًا إلى 30 منذ عام 2010.
من جانبها، حملت حركة فتح، اليوم السبت، حركة حماس، المسؤولية الكاملة عن استشهاد أطفال عائلة الهندي الثلاثة، وعن الوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه أهالي غزة.
وأوضح المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح عممه على وسائل الإعلام، أن حماس تمنع الحكومة الفلسطينية من العمل في غزة، وتقوم بجبي أموال الكهرباء، والضرائب لصالح عناصرها فقط دون الاكتراث بمعاناة أهلنا في القطاع، وترفض تحويل الأموال لوزارة المالية، إضافةً إلى استغلالها لنسبة كبيرة من كهرباء غزة لصالحها وصالح قياداتها، دون دفع أي ثمن مقابل ذلك.
وقال القواسمي: “إن الشعب الفلسطيني يعلم يقينًا أن حركة حماس منعت حكومة الوفاق الوطني من عملها في غزة”، مُذكرًا بـ”احتجازهم للوزراء، وعدم ترحيبهم بقدوم حكومة رامي الحمد الله مؤخرًا من عقد جلستها في القطاع، بينما تقوم وبشكل ممنهج على تحميل الحكومة والرئيس المسؤولية عن الوضع الإنساني، بينما هي المسؤولة عن ذلك بفعل سياستها الرافضة لتمكين الحكومة من العمل، وفرض الضرائب التي أرهقت المواطنين، وجباية الأموال لصالحها”.
وأشار المتحدث باسم حركة فتح إلى ارتفاع حالات الانتحار في غزة، عادًا ذلك دليلًا آخر على ما تقوم به حركة حماس من إذلال للمواطنين بالقطاع. ولفت إلى ما أسماها “محاولات حركة حماس لتضليل الشارع الفلسطيني، وتنصلها من مسؤولياتها”، على حد تعبيره.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق