التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

القوات الأمريكية في سوريا؛ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن 

ظن الأمريكي أن استقدام قوات أمريكية برية اضافية الى سوريا سيمرّ مرور الكرام، خاصة أنه راهن على أن الشمال السوري ذو الأكثرية الكردية قد يعطيه دفعاً من منطلق البيئة الحاضنة التي قد لا تعارض هكذا وجود لا بل تحتضنه حتى اتمام مهامه و تحقيق الأهداف المرجوّة من وراء هكذا خطوة بدون أي تهديد، و لكن أهالي الحسكة كانوا على قدر الرهان و بعثوا برسالة للأمريكي مفادها “خيّط بغير مسلّة” باعتبار أن عروبتهم و وطنيتهم و حرصهم على وحدة بلادهم أكبر من ينحازوا لمصالحهم الضيقة بالوقوف مع الأمريكي بخطوته المستفزة و العدوانية ضد سوريا.

أهالي الحسكة يتظاهرون ضد الوجود الأمريكي و يحرقون العلم الأمريكي

كان أهالي الحسكة و كعادتهم على قدر الرهان، و لم يرضوا بوجود أمريكي في مناطقهم باعتباره تواجد أجنبي في بلادهم دون التنسيق مع الدولة و هو ما يعتبر عدواناً في كافة الأعراف الدولية، و في هذا السياق نظمت فعاليات اجتماعية وشعبية في مدينة الحسكة منذ أيام وقفة احتجاجية في ساحة القائد المؤسس “حافظ الأسد” ضد العدوان السافر المتمثل بدخول 150 جنديا أمريكيا إلى رميلان بريف القامشلي.

ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الوطنية السورية واللافتات التي تستنكر الوجود غير الشرعي لهذه القوات على أراضي محافظة الحسكة، مؤكدين أنه لا يختلف عن وجود أي مجموعة إرهابية يجب مواجهتها وطردها من الأراضي السورية، و من اللافتات المرفوعة لافتة كتب عليها: ” نستنكر العدوان الامبريالي الأمريكي على سيادة واستقلال بلدنا سورية بدخول قواتها إلى قاعدة رميلان العسكرية”

و في السياق نفسه أكد محافظ الحسكة المهندس “محمد زعال العلي” أن أبناء المحافظة وقفوا اليوم للتأكيد أن وجود هذه القوات في منطقة رميلان إحدى أدوات التآمر على الشعب السوري لكن سورية بشعبها وقيادتها وجيشها لا يمكن أن تسمح لمن ساندوا الإرهابيين عبر التدريب والتسليح والتمويل بالبقاء في أي شبر من أرضها.

وأكمل “العلي”: “إننا نستنكر هذا الاعتداء السافر على السيادة والأراضي السورية ولا يمكن أن نقبل بأن يدنس الأمريكيون أرضنا بمشاريعهم الجهنمية ونرفض أي طرح لمشاريع التقسيم والفيدرالية التي رد عليها أبناء المحافظة بزيادة التمسك بوحدتهم الوطنية وتكاتفهم”.

و قام المعتصمين و بعد القاء الكلمات وترديد الشعارات المنددة بإحراق العلم الأمريكي مطالبين بانسحابهم من قاعدة رميلان في ريف الحسكة.

هل يكرر الأمريكيون تجربتهم العراقية

بعد التظاهرات الشعبية و الرفض الشعبي المناوئ للوجود الأمريكي في سوريا بات على الأمريكيين أن يحسبوا حسباً لسياسة تأمين الظهر، فهم باتوا الآن في مجتمع يقول لهم بصريح العبارة لا نريدكم بيننا، و نعتبركم غزاة تدنّسون أرض وطننا، رغم أن الأمريكي جاء كعادته بشعارات كمساعدة الشعب السوري و محاربة الإرهاب و غيرها، و هذه المشهد یعود بنا إلى الحرب الامريكية على العراق و التي تلاها تواجد امريكي في العراق تحت شعارات و كليشيهات مشابهة لما نسمعه اليوم في سوريا من مساندة الشعب ومحاربة الارهاب و غيره، و هذه التجربة الأمريكية كانت مريرة جداً ولم يستطع الأمريكيون والجيش الأمريكي التعايش معها في العراق، اذ أن الشعب العراقي لم يقبل يوماً بدخول قوات أجنبية ارض وطنه، و اعتبرها غازية منذ بداية الأمر، و مع الأيام شهدنا حركات و مقاومات عملت على القيام بعمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية طوال سنين تواجدها في العراق، الأمر الذي كبد أمريكا خسائر فادحة في المعدات و الأرواح و بات العراق مقبرة للجنود الأمريكيين، ما دفع أمريكا بسحب قواتها من العراق لاحقاً.

هنا نطرح السؤال التالي: هل هذا الرفض الشعبي السوري في منطقة كردية محسوبة على الأمريكيين كحليف يَعدُ بمشهد تشبه تلك التي حدثت في العراق؟ خصوصاً أن السياسة الأمريكية الخارجية تبدلت منذ قدوم الرئيس “أوباما” الى سدّة الحكم في أمريكا، و التي قلّص فيها الدور الأمريكي العسكري الميداني كثيراً في السنوات التي حكم فيها بلاده؟ و هل تكون سوريا تجربة عراقية أو تجربة أفغانية جديدة لأمريكاو الجيش الأمريكي؟ و كيف سيتعامل المجتمع الأمريكي مع حكومته في حال بدأت العمليات ضد قواتهم في سوريا؟ نترك الأيام القادمة تحدثنا عن كيفية تطور الأحداث في هذا الملف و تجيبنا عن كل تساؤلاتنا السابقة و القادمة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق