التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

التسريبات تفضح المساعي الغربية للشيطنة النظام السوري عبر تضحية الأبرياء 

كلما تقدمت الأيام بالأزمة السورية، تكشّفت معها المزيد من الحقائق حول حجم التآمر والدور التضليلي الذي لعبته الدول الغربية إلى جانب بعض الدول الإقليمية، بهدف نشر الارهاب لاسقاط النظام السوري، خدمة لمشروع صنع شرق أوسط جديد ينسجم مع المصالح الغربية، إلا أن الضحية الكبرى لهذا التأمر على سوريا كان وما زال الشعب السوري الذي يدفع ثمن مطامع الدول الغربية من أمنه واستقراره وقوت يومه.

وقد لعبت الآلة الاعلامية التابعة للدول المتآمرة على سوريا، دوراً هاماً في نشر الأكاذيب والزيف والتضليل وتوظيف الاخبار الكاذبة لاستصدار مواقف دولية ضد النظام السوري، وحشد وتعبئة الرأي العام، واستجلاب الارهابيين بحجة الدفاع عن الأبرياء. وبالرغم من أن أيادي الأنظمة الخليجية في قطر والسعودية كانت واضحة في هذا المجال، إلا أن الدور الغربي كان أكثر دهاء واستتاراً في توجيه الحرب الاعلامية على سوريا، والتأثير على المسار العسكري بما يخدم مصالحه، بل في افتعال مجازر ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء واتهام النظام السوري لاستجلاب التدخل الدولي.

وقد ظهرت عدة تسريبات غربية، وصفتها أوساط اعلامية بالفضيحة، كشفت عن ممارسات منظمة وممنهجة قامت بها أمريكا وبريطانيا، لشيطنة النظام السوري ودعم الجماعات الارهابية المسلحة، وفيما يلي نذكر بعضاً من هذه التسريبات:

دور الحكومة البريطانية في إدارة وتمويل الدعاية الإعلامية للمجموعات المسلحة في سوريا

فقد كشفت صحيفة الغارديان اللندنية أن الحكومة البريطانية تشن حرب معلومات في سوريا من خلال تمويل الحملات الإعلامية لبعض المجموعات المسلحة، وذلك من خلال إدارة وتمويل مكتب صحفي يقدم خدمات إعلامية لهذه الجماعات الارهابية، وأضافت الصحيفة أن من استأجرتهم وزارة الخارجية البريطانية لإدراة المكتب، ينتجون تحت إشراف وزارة الدفاع “أشرطة الفيديو والصور والتقارير العسكرية والبث الإذاعي ويطبعون المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية بشعارات المجموعات المسلحة ويديرون بشكل فعال المكتب الصحفي لهم وتعمم المواد في الإعلام العربي المرئي والمسموع وتنشر على الإنترنت مع إخفاء أي دليل على تورط الحكومة البريطانية. وتظهر وثائق التعاقد التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان أن الحكومة عرضت المشروع باعتباره “وسيلة للحفاظ على موطئ قدم في سوريا إلى أن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني”. وأنفقت الحكومة البريطانية على هؤلاء المتعاقدين الذين يديرهم مستشار الاتصالات الدولية في وزارة الدفاع ريجستر لاركن نحو 2.4 مليون جنيه استرليني وهم يعملون في اسطنبول على تقديم الاتصالات الاستراتيجية والحملات الإعلامية لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا.

الدور الأمريكي في الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية

في آب 2013، استيقظ العالم على موجة من أشرطة الفيديو والصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحكي قصة مجزرة مروعة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال، ماتوا نتيجة تعرضهم لهجوم بغازات سامة، في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. اتهمت المعارضة النظام السوري بهذا الهجوم، وسارعت واشنطن وحلفائها إلى توجيه أصابع الاتهام للنظام السوري، مهددة بشن عدوان على سوريا. ثم انتهت هذه التهديدات بتسوية روسية تقضي بأن تتخلى دمشق عن ترسانتها الكيميائية.

لم تمض عدة أشهر حتى كشف الصحفي الاميركي المخضرم سيمور هيرش، والحائزعلى جائزة بوليتزر فى الصحافة -أعلى جائزة صحفية فى العالم- عن مفاجئة من العيار الثقيل، وهي أن إدارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” أخفت أدلة تشير إلى انّ “جبهة النصرة” تملك الوسائل التقنية والامكانيات لإنتاج كميات كبيرة من غاز السارين، وأن واشنطن تلاعبت بالأدلة لاتهام الأسد، وحمل تركيا بشكل مباشر مسؤولية التدبير للمجزرة.

ومنذ عدة أيام كشف “هيرش” المعروف بعمله الاستقصائي منذ أن غطّى مجزرة “ماي لاي” خلال حرب فيتنام وفضيحة سجن أبو غريب في العراق، في حديث مع موقع Alternet.org، معلومات إضافية تفيد بتورط وزيرة الخارجية الاميركية السابقة والمرشحة الديمقراطية الى الانتخابات الرئاسية المقبلة “هيلاري كلينتون”، في نقل الاسلحة الكيميائية من ليبيا الى سوريا، حيث كشف ان السفير الاميركي في طرابلس “كريستوفر ستيفنز” الذي قتل في الهجوم على القنصلية ببنغازي، كان على علم بعملية نقل السلاح الليبي، كما التقى مسؤولين في السي اي ايه وشركة الشحن التي نقلت السلاح.

وقال “هيرش” ان تقارير للاستخبارات البريطانية اكدت ان الهجوم بغاز السارين لم يأت من القوات السورية، مشيرا الى ان واشنطن عقدت اتفاقا مع السعودية وقطر وتركيا يقضي بان يكون التمويل من هذه الدول، بينما تقوم الاستخبارات الاميركية والبريطانية بالحصول على السلاح الكيميائي من الترسانة الليبية ونقلها الى سوريا.

“هيرش” كشف ايضا ان الرئيس الاميركي “باراك اوباما” اراد اغراق سوريا بالارهابيين للمساعدة في تنفيذ مخطط ضربها، وان الادارة الاميركية لا تفعل شيئا ازاء دعم السعودية للارهابيين حيث تحصل جماعة جبهة النصرة الارهابية على اسلحة حديثة، فيما تلعب تركيا لعبة مزدوجة بحسب تعبيره من خلال تقديم الملجأ لجماعة داعش الارهابية وفتح حدودها للارهابيين لنشر الدمار على مساحة سوريا.

اسرائيل شريك في حملة التضليل

زعمت مصادر عسكرية واستخبارية إسرائيلية، أن نظام “بشار الأسد” عاد لاستخدام السلاح الكيماوي في حربه ضد معارضيه، ونقل المعلق العسكري “عاموس هارئيل”، عن تلك المصادر قولها إن هناك ما يدل على أن جيش “الأسد” استخدم سلاحا كيماويا أعد “مخبريا” ضد مقاتلي داعش في الغوطة الشرقية، في ريف دمشق. فيما اتهمت مواقع اسرائيلية نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط حزب الله باستخدام السلاح الكيماوي ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وزعمت المواقع الاسرائيلة نقلا عن ما اسمتهم “معارضين سوريين” أن السلاح الكيماوي استخدم في بعض أحياء حلب.

لا شك بأن ما كُشف حتى اليوم من تسريبات عن علاقة الغرب واسرائيل بالتضليل الاعلامي وفبركة الأحداث ودعم الارهاب ومساعي تشويه صورة النظام السوري، ما هو إلا غيض من فيض ما ستكشف عنه الأشهر أو السنوات المقبلة، وسيكتب التاريخ أن الشعب السوري تعرض إلى أكبر مؤامرة في العصر الحديث من قبل دعاة الحرية، الذين تاجروا بدمائه وأمنه وسلامته، بهدف تغيير وجه المنطقة لصالحهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق