التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

معركة خان طومان الكبرى .. تنتظر الترويج .. وجماعات الإرهابية تستخدم غاز الكلور في الفوعة وكفريا 

على وقع تشابك ميداني معقّد، وفي ظل فشل الهدنة الدولية في إثبات نفسه على الساحة الحلبية، ترجح كفّة الإشتباك على كفّة تثبيت الهدنة في المدنية الشمالية في سورياً، في أريافها الشرقية والشمالية والجنوبية، ومن داخل المدينة، على حدّ سواء، في ظل معطيات تؤكد بأنّ الاستعدادات العسكريّة أُنجزت والمعركة الكبرى تنتظر ساعة صفرها.

فالهجوم الكبير الذي شنّه ما يعرف بـ”جيش الفتح” على بلدة خان طومان الإستراتيجية، دفع بالجيش السوري للتحضير لعملية جديدة تستهدف إستعادة هذه البلدة التي تقع في منطقة جبل سمعان، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غرب مدينة حلب، وتتمتّع بأهمية جيوسياسية بسبب إنفتاحها على بلدات وقرى ريف حلب الجنوبي؛ حيث تستطيع التحرك بسرعة نحو الوضيحي في الجنوب، أو نحو منطقة أورم الكبرى في الجنوب الغربي من ناحية، وقربها من مدينة حلب، الأمر الذي يجعلها على تماس مباشر بالمدينة من ناحية آخرى.

يدرك الجيش السوري جيّداً هجمات جبة النصرة وحلفائها لن تقتصر على بلدة خان طومان، بل ستحاول هذه الجماعات التقدم نحو بلدة الحاضر إلى الجنوب في عمق ريف حلب الجنوبي، والوصول إلى الحاضر الوصول إلى العيس ورسم الصهريج، والاقتراب كثيرا من الطريق الدولي الاستراتيجي الذي يربط بين مدينتي حلب وحماة، مرورا بخان شيخون وسراقب في محافظة إدلب.

مصادر عسكرية تؤكد أن الجيش قارب على الانتهاء من الاستعدادات العسكرية، وبدأ فعلا المرحلة الأولى من استعادة البلدة؛ والتي تتمثل بتنفيذ عملية تمهيد ناري مكثف تجاه مواقع الفصائل داخل البلدة.

وقد نجح الجيش فعلا أيضا في استعادة المبادرة الهجومية في البلدة الاستراتيجية؛ إضافة إلى إفشاله محاولات “جبهة النصرة” وحلفائها تحقيق خرق إضافي خارج سيطرتهم، وخصوصا منعهم من الوصول إلى مستودعات خان طومان وزيتان.

ويضرب الجيش في نفس الوقت الأجزاء الغربية من مدينة حلب، وبخاصة حي جمعية الزهراء على خط المواجهة، للحيلولة دون تمكن الفصائل من الدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش في الأحياء الغربية لمدينة حلب؛ لأن ذلك سيضع المسلحين في موقعين متباعدين، ولكنْ مهمين: الأول غرب مدينة حلب، والثاني شرقها وشمالها الشرقي. وعبر الأحياء الغربية، تستطيع فصائل ما يعرف بـ”جيش الفتح” التحرك نحو ريف حلب الجنوبي والغربي؛ والثاني عبر الأحياء الشمالية؛ حيث تستطيع هذه الفصائل التحرك نحو الشمال باتجاه الحدود التركية عن طريق خط الكاستيلو.

الجيش السوري يسعى للسيطرة على المناطق الشرقية والمناطق الشمالية من مدينة حلب، وبالتالي فك الحصار الذي تفرضه المعارضة على الشيخ مقصود. وفي حال نجاح الجيش في ذلك، فإن الجماعت الإرهابية؛ إما أن تصبح محاصرة داخل المدينة، أي بين فكي كماشة القوات الحكومية في منطقة حندرات شرقا والقوات الكردية في حي الشيخ مقصود غربا؛ أو تنسحب إلى خارج المدينة باتجاه الشمال نحو إعزاز.

كما أن سيطرة الجيش على كامل المدينة تعني وفق المعايير العسكرية، الحصول على جبهة أمامية وخلفية في نفس الوقت؛ حيث تصبح المدينة منطلقا سهلا للجيش نحو الأرياف الأربعة للمحافظة، في وقت تصبح فيه المدينة قاعدة رجوع وحماية خلفية لقوات النظام أمام أي هجوم طارئ ومفاجئ من المعارضة.

ولأجل ذلك، لا بد للجيش من تحقيق هدفين: السيطرة على خان طومان وتأمين المسافة بين هذه البلدة وحدود مدينة حلب الجنوبية؛ والسيطرة على المناطق الشمالية الشرقية من مدينة حلب، وخصوصا طريق الكاستيلو نحو شمال البلاد.

وتكمن أهمية الطريق في ناحيتين: الأولى أنه الخط الرئيس لإمداد الجماعات المسلحة واستمرار تواصلها بين شمال مدينة حلب ومدن وبلدات الريف الشمالي وصولا إلى تركيا؛ حيث منه يتواصل الدعم التركي لتلك الجماعات؛ والناحية الثانية أن هذا الطريق يمنح الفصائل سرعة الحركة والارتداد، ويمنحها أيضا أفضلية في توجيه الضربات السريعة، كما يحدث في حالة الشيخ مقصود.

150 قذيفة وصاروخ يحوي غاز الكلور على الفوعة وكفريا

ليس بعيداً عن حلب وإنتهاكات الجماعات المسلّحة، وفي محافظة إدلب المجاورة، لازل سكان مدينتي الفوعة وكفريا اللتان تعانيان من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار يقبعون تحت نيران الجماعات الإرهابية التي أطلقت بالأمس، في آخر خرق لإطلاق النار، حوالي 150 قذيفة وصاروخ على البلدتين المحاصرتين بريف إدلب، مستخدمين أنواعاً جديدة من الصواريخ، بعضها يحوي غاز الكلور، ما تسبب بحالات صحية صعبة ودمار هائل في الأبنية السكنية.

لا تقتصر الاوضاع الصعبة في المدينتين على الصعوبات في الجانب الإنساني وحسب بل ما زالاتا تتعرضان لقصف من قبل الجماعات المسلحة التي لم تلتزم بهدنة وقف إطلاق النار.

ففي أخر خرق للإتفاق أطلقت المجموعات المسلحة، أكدت مصادر من داخل المدينتين سقوط ما بین 130 و 150 قذیفة ، تراوحت أنواعها بین “فیا” و “حمم” وقذائف معروفة بمدفع جهنم، إضافة إلى العشرات من قذائف الهاون وصواریخ “فیل” معدّلة یصل مداها إلى 3 کیلومترات، أطلقها المسلحون من بلدتی بنش ومعرتمصرین المجاورتین.”

ولوحظ بأن المسلحين قاموا بتعدیل قذائف جهنم لتصبح ذات قدرة تدمیریة أشد وسرعة أکبر. وفي حين رصدت قبلاً مدة 8 ثواني بین صوت الإطلاق وصوت الانفجار، إلا أن المدة الزمنیة اليوم أصبحت بین الصوتین 3 ثوانی فقط، ما یدل على تطویر جرى فی القذیفة.”

ويتحدث السكان أن بعض قذائف جهنم تحوی مادة الکلور لزیادة الفعالیة فی الانفجار، وحتى إن لم تنفجر القذیفة سیکون لها مردود مؤذی على الأهالی نتیجة استنشاقهم مادة الکلور المنبعثة من القذیفة، في حين تسبب القصف بأحداث دمار هائل فی المبانی ما أسفر عن جرح 17 شخصاً معظم جراحهم خطیرة وأغلبها فی الرأس، إضافة إلى احتجاز العدید منهم تحت الأنقاض، حیث سارع المتطوعون وطواقم الإسعاف فی البدة، لانتشال العالقین.”

وأفاد المصدر أن الجیش السوری ورداً على استهداف الإرهابیین لبلدتی الفوعة وکفریا، قصف مواقع المجموعات الإرهابیة فی بلدة الزبدانی بریف دمشق.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق