غزة: مؤتمر وطني في ذكرى النكبة يدعو لإنهاء الحصار وتعزيز صمود المقدسيين
فلسطين ـ امن ـ الرأي ـ
دعا المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت، ظهر اليوم السبت، قادة الأمة العربية والإسلامية والشعوب إلى إنهاء الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر المؤدية إليه، وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني لاسيما في القدس المحتلة، ودعم المشردين في الشتات.
جاء ذلك في إطار التوصيات، التي تضمنها البيان الختامي للقاء الوطني العاشر للمؤتمر، الذي جاء هذا العام بالتزامن مع الذكرى الثامنة والستين للنكبة، تحت عنوان (الانتفاضة طريقنا)؛ ونظم في فندق الكمودور، على شاطئ بحر مدينة غزة.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أهمية استعادة الوحدة الوطنية، ونبذ حالة الفرقة والانقسام.
بدوره، حذّر رئيس المؤتمر وعضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمود الزهار، الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأوضح أن هذا المؤتمر يتزامن مع انتفاضة القدس المتواصلة، تأكيدًا على رفض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن الثوابت الوطنية حق مقدس لا يمكن التنازل عنه.
وجدد الزهار تأكيده على حق العودة لأراضينا المحتلة، حتى آخر شبر فيها، مشددًا بالقول “لن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين”.
بالمقاومة تعود الأرض
من جانبه، أكد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلم، أن “الشعب الفلسطيني يريد حقوقه كافة فيما يتعلق بالأرض”, مشددًا على أن “فلسطين كلها لنا، ولن تعود من أنياب الغزاة المحتلين إلا بالمقاومة”.
وقال الأب مسلم في كلمة بثت عبر تقنية “فيديو كونفرانس”:”إن سعي السلطة الفلسطينية للوصول إلى المؤسسات الدولية، وإقامة مؤتمر للسلام هو اعتراف بوجود “إسرائيل” على أرض فلسطين، وهذا ما يرفضه الشعب”.
وأضاف: “نقف في نفق مظلم لا نرى طريق النور من خلاله، ولا نشاهد قائدًا يُنير لنا الطريق، لذلك علينا أن ننتزع قرارنا من أيدي قادتنا قبل أن تضيع فلسطين للأبد”.
وشدد الأب مسلم على أن الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله لفلسطين استطاع أن يهز الأرض والأشجار والأحجار، لكنه لم ولن يستطيع أن يهز الأيدي القابضة على الرشاش أو الأيدي التي تحفر الأنفاق. ولفت إلى أن “العدالة في هذا العالم تنتزع انتزاعًا، ولا تعطى أو تمنح لأحد”.
السلطة الحقيقية بعد التحرير
من ناحيته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن التحديات تفرض على الفلسطينيين دعم انتفاضة القدس وتعزيز روح المقاومة لمواجهة المحتل ومستوطنيه، ومواجهة التدنيس الذي يقومون به بحق المسجد الأقصى المبارك.
وشدد مشعل في كلمة له عبر “فيديو كونفرانس” على ضرورة توحد الفلسطينيين في ظل كثرة الملفات الساخنة في المنطقة “لنجعل قضيتنا على رأس الأجندة الإقليمية، وهذا لن يكون إلا بوحدة شعبنا وجدية قرارات قيادته”، كما قال.
ونوه إلى بين الفلسطينيين “قواسم مشتركة عظيمة، ووثقناها في اتفاقات، لكنها تحتاج إلى إرادة، خاصة أننا أمام تحديات”، مستعرضًا رؤية حركة حماس نحو الشأن الوطني الداخلي، والتي تقوم على ترسيخ واستعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، ووحدة النظام السياسي في إطار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف مشعل “قناعتنا أن السلطة الحقيقة بعد التحرير، وليس قبلها، فلا دولة في غزة وحدها، ولا دولة في الضفة وحدها”، مشدداً على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء مؤسساته ومرجعياته السياسية على أسس ديمقراطية، وعلى أساس الانتخابات مع الشراكة في المسؤولية والمصير.
وذكر بثوابت الشعب الفلسطيني وهي التمسك بالأرض ووحدتها، ووحدة الشعب الفلسطيني، مضيفًا “لا يحق لأحد أن يختزل قضية فلسطين بجزء من الأرض أو الشعب”.
وقال مشعل: “لا شرعية للاحتلال، ولا للاستيطان رغم تقادم الزمن، واختلال موازين القوى لا يعطي للمحتل شرعية، وبالتالي لا شرعية له ولا اعتراف بهذه الشرعية”.
ونبه إلى أن “فلسطين ليست مجرد أرض عادية، بل هي أرض مقدسة مباركة لها عمقها الديني والحضاري، وبالتالي يترتب على ذلك أن هذه الأرض بهذه البركة والقداسة لا يصح لأحد أن يصادر حق هذا الجيل، ولا الأجيال اللاحقة لأنها قضية مرتبطة بشعب وأجيال وأمة عظيمة”.
وجدد مشعل تأكيده على أن مقاومة الاحتلال حق مشروع وواجب وطني وديني، مشددًا على أنها “طريقنا الاستراتيجي للتحرير”، ومشيرًا في السياق إلى دفاع “البعض عن التنسيق الأمني”.
بوصلتنا تشير للقدس
أما عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، أن “إسرائيل” لن تفلح في كسر صمود المقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أن ما يجري في المنطقة العربية اليوم يهدف لرسم حدود جديدة.
وأوضح الهندي، أن الشرق الإسلامي اليوم تمر فيه أحداث كبيرة حروب ومؤامرات وتغيرات ورسم حدود جديدة، ويتحدثون عن الشرق الأوسط الجديد الذي تكون فيه “إسرائيل” هي المهيمنة والمسيطرة، وفلسطين منسية غائبة.
وشدد على أن المقاومة في فلسطين دورها إعادة الأمة إلى الصواب والحقيقة، قائلاً: “نشعر بقيمة دورنا ورسالتنا أكثر من أي وقت مضى، فقد كتب لنا شرف أن نواجه العدو المركزي للأمة “إسرائيل” بشرف في كل حال من الأحوال، ويجب أن نواجه هذا العدو في كل المراحل سواء كنا ضعفاء أو أقوياء، فلا عزة لنا إذا لم نواجه “إسرائيل””.
وتابع الهندي: “عندما تدخل الأمة في دوامة بنزاعاتها تحتاج إلى من يصوب لها البوصلة، ويؤكد لها على العدو المركزي للأمة وهي “إسرائيل”، منوهًا إلى أنه “إذا تخلى العرب والمسلمون عن القضية الفلسطينية فسيكونون هم أول الخاسرين”.
وأكد أن الشعب الفلسطيني، شعب صغير بإمكانيات ضعيفة، وشعب محاصر يتنكر له القريب والبعيد، لكنه يشعر بالعناية الإلهية في وطنه، فيواجه المحتل، ويحقق انتصارات، مضيفاً أن “إسرائيل” التي يظن البعض أنها بوابتهم لواشنطن لا تستطيع أن تحمي نفسها من فتيان وفتيات الانتفاضة العزل.
وشدد الهندي على أن “واجبنا هو الحفاظ على فلسطين، وأن يستمر شعبنا في المقاومة والانتفاضة رغم الجراح، وأن تستعيد الوحدة على أساس الحفاظ على المقاومة والثوابت، والاتفاق على استراتيجية وطنية ترشدنا لمواجهة العدو، بعد فشل خيار المفاوضات التعيس”.
كما شدد على ضرورة دعم شعب الانتفاضة، والأسر الفقيرة والمحتاجة، مبيناً أن الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز كل الصعاب، ومستعد للتضحية رغم اختلال القوى وانعدام المصير.
ونبه الهندي إلى أنهم في حركة الجهاد الإسلامي فلسطين واجبهم وتكليفهم، وبوصلتهم تشير نحو القدس، وأوراقنا على هذا الأساس، ولا أساس غيره، مهما كلفنا من تداعيات، لافتًا إلى أن هذا هو واجبنا الشرعي والوطني، تجاه أمتنا وشعبنا.انتهى