التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

في وطن الأزمات من يصنعها ومن يستثمرها..؟ 

في تاريخ العراق الحديث، قبل ان يتم استبدال النظام (الملكي) بآخر حمل عنوان: الجمهورية، لم تكن تصريحات ممثلي السلطة، او تصريحات الذين سيسهمون بأحتفالات الاطاحة بها، من الاعتراف بأن المرحله (الراهنة) تتسم بالخطوره، وانها حقبة شديدة التوتر وعلى المحك وتضع البلاد فوق بركان او ستجرها الى المجهول..! فبعد عام ١٩٥٨ بدأت الأزمات تتالى الواحدة بعد الاخرى بظهور عدد من اللاعبين المؤثرين في تحولات البلاد فأحداث كركوك والموصل ستتوج بقيام حرب شبه اهلية اتخذت تسميات مختلفه بحسب صلتهم بها… لكنها لم تكن لتخلو من الاشارة الى خطورة الوضع وتصاعد الازمات في اقتتال كان، -ببساطه- يمكن تلافيه كما سيحصل ابان حكم الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف ثم لتشهد البلاد عند نهاية حكم الزعيم عبد الكريم قاسم مواجهات دامية اعادت البلاد الى الصفر.
من ثم بعد فتره وجيزة ستتكرر التصريحات التي تتحدث عن بلوغ الأزمة ذروتها، فقبل ١٩٦٨ وبعدها وقبل حرب الثمان سنوات وبعدها وقبل مأساة الكويت وبعدها وصولاً الى ماقبل عام الاحتلال وبعده، ومع تغير الازمات وظهور لاعبين جدد فأن التصريحات ستتخذ اللهجة ذاتها…
لأن المواجهات والتهديدات والخطر كلها لها صلات بما يجري في دول الجوار والعالم فالبلد سيعيش ازمات متجددة، والمستقبل مرة ثانية سيكون في مواجهة المجهول .
وبمعنى ما ، فأننا اليوم والمشهد ليس بحاجة الى الشرح وبعد قرن من التحولات الساخنه والأشد سخونة لم يشهد الوطن استقراراً يتجاوز حالة التوتر والترقب والأستعداد وشد الأحزمة والأنذارات… الخ .
فالخطر يحدق في الوطن ومصيره تاره من الداخل وتاره من الخارج وفي الغالب تشترك اكثر من كتلة في صياغة المشهد ودفعه نحو ذروته، الوطن في خطر..! والتصريحات في كل مرة تستند الى ما يجري فوق الأرض من مواجهات وأزمات ومآزق تنتظر الحل وتنتظر الانقاذ ايضا ً!
فعندما لم يعد هاجس التقسيم وتحول القرى الى دويلات والمحافظات الى اقاليم والاقاليم الى دول مستحدثة.. كانت الخسائر باهظة في الارواح وفي الثروات وفي التنمية وهكذا تستعيد التهديدات المعلن عنها عبر الفضائيات والتصريحات لتتحدث عملياً واستناداً الى الوقائع عن خطر التدخلات الخارجية وعودة البلاد الى المواجهات وجر الوطن الى المجهول .
ومرة اخرى تأتي التصريحات ومن الأطراف ذاتها التي اسهمت بالتحولات، تتحدث عن الخطر القادم وعن مصير الوطن ومستقبله كي يعيد التاريخ نفسه بأنتظار حصول معجزة في عصر غادرته المعجزات !

د. ماجد اسد
07822700044- 07703444510
[email protected]

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق