التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ذكرى ل63 لنكبة فلسطين 

القاهرة – الرأي – رباب سعيد-
تحل علينا هذه الأيام الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين يوم المأساة الإنسانية بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج ديارهم وهدم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948 وهى السنة التى تم فيها طرد الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه ووطنه لصالح الدولة الصهيونية المحتلة.
ويذكرنا هذا اليوم بجريمة الاغتصاب التي مارسها اليهود تحت مرأى ومسمع العالم الغربي وتم فيها طرد ما يقرب من 750 الف فلسطينى وتحويلهم الى لاجئين كما شهدت الجريمة حدوث عشرات المجازر وأعمال النهب ضد الشعب الفلسطينى وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية وتحويلها إلى مدن يهودية وطرد معظم القبائل البدوية التى كانت تعيش فى النقب وتدمير الهوية الفلسطينية ومحو الاسماء العربية وتبدلها الى اسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية وخلق مشهد اوربى.
أن النكبة ليست ذكرى مرت وانتهت ولم تكن جريمة استهدفت اللاجئين وحسب فالنكبة هى سياسة اجرامية وجريمة مستمرة منذ 63 عام يدفع خلالها الشعب الفلسطينى كله ضريبة الإنتماء والهوية دما واشلاء وتشريدا ومعاناة.
على الرغم من أن السياسيين اختاروا 15/5/1948لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات ومدن فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.
قبل 63 عاماً ضاعت فلسطين التاريخية بعد ان زرعت بريطانيا ومن ورائها الغرب الاستعماري فيها كياناً غريباً وأمده بكل أساليب الحياة والبقاء, جاعلاً منه قاعدةً استعماريةً متقدمةً في قلب الوطن العربي, حيثً بدأت مأساة الفلسطينيين مع التشرد والشتات والمهاجر, بعد أن أعملت فيهم العصابات الصهيونية تقتيلاً و تهجيراً واغتصاباً في عشرات المدن الفلسطينية , ومنذ ذلك الحين أولدت واحدة من أبشع مآسي التاريخ الحديث حينما اقتلع شعبٌ كاملٌ من أرضه, وأحلت إسرائيل محله شعباً أخر جلبته من كل بقاع العالم, بعدما نسجت في وعيه أساطير وخرافاتٍ توراتية حول أرض الميعاد, في كل عامٍ منذ 63 سنة يستجمع لاجئون في الداخل والمهاجر شتات ذاكرتهم , يحيوا ذكرى نكبةٍ لا تزال فصولها تتبدى عاماً بعد عام , ويعيدوا كتابة الرواية الفلسطينية لهذه المأساة.
في كل عامٍ يسترجع اللاجئون ذكرى فلسطينهم في يافا البرتقال و حيفا الرواية وعكا السور و ناصرة المسيح, وقدس الأقداس والجليل والمثلث ,و اليوم يستذكر اللاجئون فلسطينهم في فوضى ربيعٍ عربي غير مسبوق, أطاح بأنظمةٍ وأقام أخرى, ومصالحة فلسطينية أنهت فرقة ثلاث سنواتٍ عجاف ونيف, أراد اللاجئون من ذكرى النكبة هذا العام أن تكون النسخة الفلسطينية من الفعل الثوري العربي.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق