التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الاسلحة الكيميائية مقابل تحرير الموصل 

يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي لم يكتف بتفننه بقتل الأبرياء من الشعوب العربية، فبعد الحرق والذبح والتفجير والإغراق وغيرها من الأساليب الوحشية التي استعملها هذا التنظيم في قتاله في مختلف الجبهات التي يقاتل فيها، قد يلجأ داعش إلى أسلوب خطير آخر محرّم دولياً، ولا يقل وحشية وعنفاً وعدم اكتراث عن أساليبه السابقة ألا وهو الأسلوب الأخطر الأسلحة الكيميائية.

الكيميائي لردع العراقيين من تحرير الموصل

جاء في أحد التقارير التي نشرتها صحيفة “ديلي تلغراف” عن احتمال لجوء تنظيم داعش إلى الأسلحة الكيميائية، إذا حاولت القوات العراقية مهاجمة مدينة الموصل، التي يسيطر عليها، منذ عامين تقريباً.

وفي التقرير الذي أوردته الصحيفة ذكرت أن القائد العسكري الأسترالي في قوات التحالف “روجر نوبل” قال في حديث للصحيفة إن “دفاعات الموصل تعززت بخنادق وآلاف الألغام، وإنه يتوقع أن تواجه القوات العراقية المدعومة بالغارات الجوية للتحالف انتحاريين”.

كما أوضح “نوبل” لجوء عناصر التنظيم إلى الهجمات الكيميائية، مثلما فعلوا ضد القوات الكردية، مشيرا إلى أن الأسلحة الكيميائية تمثل جهة في المعادلة وأن الجيش العراقي يستعد لذلك.

ولفتت الصحيفة الى ان عناصر التنظيم متهمون بإطلاق غاز الخردل، أكثر من مرة، على مقاتلي البيشمركة الكردية، الذين يتقدمون من الشمال، بينما يتقدم الجنود العراقيون من الجنوب.

وأشارت الى انه على الرغم من أن الأسلحة الكيميائية لم تتسبب في إصابات كبيرة في العراق حتى الآن، فإن احتمال استعمالها يثير ذعر القوات البرية.

وذكرت ان التنظيم استولى على كميات معتبرة من غاز الكلورين الصناعي، ويعتقد أنه يملك الخبرات لصناعة غاز الخردل، كما يعتقد أنه استولى على أسلحة كيميائية في سوريا.

سبق لداعش أن استعمل الكيميائي في هجماته

المعلومات التي وردت في التقرير عن امكانية استعمال داعش للكيميائي ضد العراقيين لم تكن للمرة الأولى فقد سبق وكشفت تقارير عدة أن التنظيم قد لجأ لهذا الأسلوب المحرّم دولياً في مناسبات عدة سابقاً.

فقد كشفت وحدات حماية الشعب الكردية ومنظمات حقوقية، أن داعش استخدم قذائف كيميائية في حزيران الماضي، في هجمات شنها التنظيم على منطقة تسيطر عليها القوات الكردية في مدينة الحسكة، وعلى مواقع أخرى للوحدات جنوب بلدة تل براك الواقعة شمال شرق المدينة السورية. هجوم داعش الكيميائي أدى إلى إصابة 12 من المقاتلين الأكراد، وأشارت الوحدات في بيان لها إلى أنها “لم تتمكن من تحديد نوع المادة الكيميائية التي تم استخدامها.”

وفي ذلك الوقت صرّح المسؤولون أنهم تمكنوا من تفكيك وإبطال مفعول عشرات العبوات التي تحتوي على هذا الغاز الكيميائي، وقد نشروا مقاطع فيديو وصور بهذا الشأن.

وفي تصريح خبير تفكيك المتفجرات “طاهر حيدر” جاء التالي “إن تنظيم داعش يستعمل غاز الكلور السام في العبوات المحلية الصنع التي يقومون بزرعها على جانبي الطرقات، وتتسبب عند انفجارها بحالات اختناق والتهاب في البلعوم.”

وتحدث خبير تفكيك المتفجرات عن حادثة اضطر فيها وفريقه إلى تفكيك قنبلة من هذا النوع، أصدرت غازات صفراء اللون، أحسوا بعد استنشاقها مباشرة بأعراض هذا الغاز الكيميائي السام، مضيفا أن تفجيرا مماثلا في تكريت صدر منه اللون ذاته، مما يعني أنه يحتوي غاز الكلور، حسب إفادته.

وصرحت الباحثة في مركز الخدمات الملكية المتحدة للدراسات والأبحاث “جنيفر كول”: أن غاز الكلور قاتل والغرض من استعماله من طرف تنظيم “داعش” هو بث الرعب في صفوف العراقيين.

وأضافت “جنيفر كول” أنه من السهل الحصول على غاز الكلور من العديد من المصادر الصناعية، مؤكدة أنه سام للغاية ويتسبب بصعوبة شديدة في التنفس وقد يتسبب بالموت في حال استنشاقه لفترة طويلة.

وأفادت الباحثة أن انفجار العبوة في الهواء الطلق يسهل اختفاءه وينتج عنه حالات اختناق فقط.

الجدير بالذكر أن البريطانيين استخدموا غاز الكلور في الحرب العالمية الأولى، ووافق مجلس الأمن الدولي مؤخرا على مشروع قرار صاغته أمريكا يدين استخدام المواد الكيميائية السامة مثل الكلور في المواجهات العسكرية وضد المدنيين.

فهل تتنبه القوات العسكرية العراقية للتحدي الجديد الذي يواجهها؟ وهل تعير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أهميةً لهذه الجرائم الانسانية التي تقدم عليها هذه المنظمات الارهابية وتعمل على حصرها ومنع تدفق الأسلحة إليها؟ نترك المعركة المقبلة في الموصل تجيبنا عن أسئلتنا، وتضيء للرأي العام العراقي والعالمي على ازدواجية المعايير التي تطبقها الأمم المتحدة في تعاملها مع الملفات الدولية في زمن الإرهاب والظلم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق