السنة والتصدي لتنظيم داعش الارهابي في العراق
ثمة تحديات تعترض مسار القتال ضد داعش في العراق، في مقدمتها وجود عدة عوامل داخلية مؤثرة على هذا المسار تتجسد بطريقة التعاطي مع المكون السني وادارة الوضع الامني بالاضافة الى الخلافات التي تدب بين العشائر السنية وايضا الخلافات بين السنة والشيعة وموضوع الكرد والمطالبة بالاستقلال.
تتطلب مهمة القضاء على تنظيم داعش وقتا طويلا ، ولابد من وضع استراتيجيات طويلة الامد لاضعاف هذا الكيان المتطرف والحيلولة دون تمدده الى سائر المناطق العراقية والمنطقة والى سائر دول العالم الاسلامي .
دخول المكون السني على خط المواجهة ضد داعش أمر كان لابد منه فهناك مساحات كبيرة من المناطق السنية يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي ولابد من ان يعمل ابناء هذا المكون لتحريرها ناهيك عن ان هذه المشاركة القتالية السنية ضد داعش سيشكل حافزا لبقية القوى الشعبية وسيعزز في النهاية من قوة التيارات المناهضة لداعش .
ان من الممكن تبني استراتيجية لقمع داعش واضعاف قدرته على مدى زمني أقل وذلك من خلال اتحاد كافة القوى الشعبية في الداخل بمختلف توجهاتها القومية والمذهبية، وعلى الصعيد الخارجي من خلال الاستعانة بالقوى الاقليمية الصديقة ؛حيث تشارك ايران التي تعتبر من اللاعبين الاقليميين الاساسيين مشاركة فعلية في الحرب ضد داعش بناء على دعوة من الحكومة العراقية الى دول الاقليم للتصدي للجماعات التكفيرية.
ان المشاركة الفعلية لايران والقوى الاقليمية الحليفة في هذا المجهود ،من شأنه ايجاد تغيير في موازنة القوى داخل العراق والنهوض به للتصدي لهذا التنظيم الارهابي .
مما لاشك فيه ، ان اعادة تعريف واقع المكون السني بمنأى عن اعتباره ضمن المنظومة الاستكبارية تعتبر انجازا استراتيجيا هاما على الاصعدة العقائدية والثقافية والاجتماعية سيضمن نتائج باهرة للمعركة ضد داعش. ويمكن اعتماد التجربة النضالية لحزب الله لبنان ضد الكيان الصهيوني ودعم بعض التيارات السلفية للحزب بعد التحول في مواقفها من هذا الكيان ، نموذجا لاعادة تعريف المكون السني والرهان عليه كجزء من الحل وليس جزءا من المشكلة.
المصدر / فارس