الدول العربية و السعودیة وفق الرؤية الغربية
“اريد ان ارى ابن سعود سيداً على الشرق الاوسط، وكبير كبراء هذا الشرق على ان يتفق معكم اولاً، ومن ثم عليكم ان تأخذو ما تريدونه منه”، هي العبارة التي قالها تشرشل البريطاني الى لحاييم وايزمن زعيم الصهيونية آنذاك. فما يريده الاستعمار من عائلة سعود الحاكمة هو الامر نفسه الذي يراد من الكيان الاسرائيلي، هما كيانين اختلقا للقضاء على مكامن القوة للمنطقة العربية وتحويلها الى واقع تحتله الفوضى والضعف ليسهل نهبه خيراته وامكاناته. فما هي الادوات والوسائل التي يستخدمها آل سعود كما الكيان الاسرائيلي لتحقيق الهدف؟ واين موقع السعودية من المخطط الاستعماري بين الامس واليوم؟ وللاختصار سنحاول الاشارة الى وقائع اليوم من دون الشواهد التاريخية من الماضي والتي يعود بعض منها الى العام 1915.
النفط في خدمة خلق صراعات وتعطيل العملية السياسية وضرب الاقتصاد
يستفيد الاستعمار من السعودیة لتمرير مشروعه عبر جر الأخيرة في دعم الإعتداءات على الدول العربية او تنفيذها بشكل مباشر، فمن العدوان على الشعب اليمني وجيشه والذي مضى عليه حتى الان اكثر من 14 شهراً، الى احتلال البحرين وقمع مطالب الشعب هناك، مروراً بإدارة ودعم العناصر الاجرامية كداعش والنصرة وغيرها في كل من سوريا والعراق، وتعزيز مخطط السيارات المفخخة الذي يذهب ضحيتها شهرياً مئات الشهداء والجرحى، كل هذا ولإقناع البعض من شعوب المنطقة بما تقوم به، تتحدث ان من تعتدي عليهم لديهم علاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي تريد القضاء على شكل التعاون القائم هذا، علماً ان لا دليل على الاتهامات هذه سوى الاكتفاء بالكلام الاعلامي، فضلاً عن ان تعاون حكومة وشعب مع حكومة وشعب من دولة اخرى لا يعد جرماً بل امراً مطلوباً. مؤخراً ارتسم هذا المشروع من خلال نهب جزيرتي تيران وصنافير لصالح الكيان الاسرائيلي، ناهيك عن التآمر على الشعب الفلسطيني المقاوم بوجه الاحتلال الاسرائيلي، والذي كان فيه آخر فصول المؤامرة من خلال عرض سعودي على الكيان الاسرائيلي بخصوص تمويل مشروع توطين الفلسطينين الذين هجروا من اراضيهم الى دول العالم. كما التآمر على الشعب اللبناني المقاوم ودعم الكيان الاسرائيلي سواء فترة اجتياحه للبنان او بعد طرده منه بدعم العدوان عام 2006.
عرقلة العملية السياسية في المنطقة هي من وسائل الاستعمار التي يلجأ اليها مستفيداً من كيان آل سعود، فهو العائق الاول والأخير للعملية السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وهو احد المحركين للعناصر الاجرامية ” داعش والنصرة” في سوريا لخرق الهدنة في اجواء الانتخابات السورية التي جرت مؤخراً. فبالإضافة الى ان هدف كيان آل سعود من ذلك تمرير مشروع الاستعمار، الى ان تقاطع المصالح ايضاً موجود، فهناك تعارض كبير بين الاسس التي قام عليها النظام السعودي العائلي الحاكم وبين ان تنعم المنطقة بجو ملائم لسير العملية السياسية الديمقراطية. كما ان النفط الذي ينبغي ان يكون وسيلة لاعمار المنطقة وازدهارها اقتصادياً وعلمياً، نرى ان كيان آل سعود استثمره في محاربة الشعوب وحكوماتهم من خلال الانصياع للمخطط الامريكي لخفض سعره، حتى ولو كان على حساب الشعب السعودي الذي تتحدث الارقام عن عجز متزايد في ميزانيته عاماً بعد عام.
الاعلام والمناهج الدراسية
الاستعمار ارتكز ايضاً على الاعلام كوسيلة لخلق الفتن والصراعات، وكيان آل سعود والاسرائيلي المنفذ للمشروع استخدم هذه الوسيلة بقوة، فإعلامهم عمل على خلق نعرات طائفية بين المذاهب والقوميات، وشواهده في كل البلدان الاسلامية والعربية من دون استثناء، الى محاولة تقليب الشعوب على الحركات المقاومة واظهارها على انها ادوات خارجية وتنفذ مشاريع خارجة عن دائرة الوطنية. كما وضعت مناهج تعليمية لتغذية الفكر التكفيري الوهابي ورفض الآخر، وهو ما يعتبر من احد العوامل الاساسية التي اوجدت بذرة العناصر الاجرامية.
تتحدث بعض التحاليل والدراسات عن ان موقع السعودية اليوم من المخطط الغربي يختلف عن الامس بجزئياته، فاليوم وفق المخطط يراد لكيان آل سعود ان يكون بالإضافة الى كونه المنفذ للمخطط الاستعماري، جزء منه ايضاً، وتذهب تحاليل لإعتبار ان هبوط سعر النفط وتحميل آل سعود تكلفة الحروب التي تديرها امريكا في المنطقة سواء بالوكالة او مباشرة، الى ارهاقها في مشروع العدوان على اليمن ومن ثم دخول القوات الامريكية مباشرة الى هناك كلها مؤشرات على ان الهدف نشر الفوضى في كل مكان في المنطقة بما فيها السعودية، ولاحقاً للعمل على اعادة تقسيم المنطقة وفق آلية جديدة تتناسب وطبيعة التغييرات الحاصلة لما يحمي مصالحها وكيانها الاسرائيلي.
المصدر / الوقت