حملة المقاطعة الشعبية المصرية للشركات المتعاملة مع الكيان الاسرائيلي
حملة المقاطعة الشعبية المصرية للشركات المتعاملة مع الكيان الاسرائيلي اعلنت الاحد الفائت بدء حملتها ضد شركة الأمن البريطانية جي 4 إس، في هذا السياق صرح رامى شعث، عضو مؤسس الحملة: “أن الحملة تعد أكبر تحالف فى تاريخ مصر لمقاطعة الكيان الاسرائيلي، وطالب المشاركون في الحملة وهم تيارات سياسية وحزبية باتخاذ إجراءات فعالة لمقاطعة شركات والمؤسسات المالية العاملة مع إسرائيل كشركة G4S، كما طالبوا بتفعيل قرارات الجامعة العربية المتعلقة بهذا الشأن.
هذا والشركة البريطانية توفر معدات أمن وأنظمة حماية للسجون الإسرائيلية كيتسيعوت ومجيدو ودامون وعوفر، حيث يقبع آلاف الأسرى الفلسطينين فيها. وتطرقت الحملة الشعبية إلى دور تلك الشركة، في الحواجز الإسرائيلية على الحدود، وإنشاء أكاديمية أمنية في داخل الاراضي المحتلة.
ووفق بيان حملة المقاطعة الشعبية المصرية فقد جاء ان الشركة البريطانية متورطة بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني منذ عام 2002 عندما قامت بشراء ٩١.٩٪ من الأسهم المالية لشركة هاشميرا والتي تعتبر أكبر شركة أمن إسرائيلية، وتزامنت عملية الشراء تلك مع توكيل بعض مسؤوليات جيش وشرطة الاحتلال إلى شركات أمن خاصة كي يستغل الكيان الاسرائيلي وجود هذه الشركات ليبرئ نفسه من انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا التحرك الشعبي المتزايد سواء في مصر او غيرها من الدول العربية والاسلامية والذي امتد مؤخراً الى جامعات ومؤسسات واندية اوروبية وغربية يطرح السؤال حول الاسباب التي تدفع بالحالة الشعبية للتوجه نحو اساليب المقاطعة، والنتائج المترتبة عليها في ظروف اليوم؟
دوافع انتشار حملة المقاطعة الشعبية وبالخصوص العربية
اولاً: المقاطعة الشعبية بوجه الكيان الاسرائيلي المحتل للأراضي الفلسطينية يعبر عن حالة نضوج فكري شعبي يرتسم بضرورة تخطي العوائق التي تضعها الأنظمة العربية الحاكمة وحتى الغربية في منع الشعوب من مقاومة الكيان، ففي الحين الذي تفتقد فيه شعوب العالم الاسلامي والعربي لأساليب مواجهة الكيان عسكرياً- وطرده من الأراضي الفلسطينية التي احتلها- بسبب قمع الانظمة العربية لارادة الشعوب، نرى ان الحركة الشعبية بدأت تتجه الى وسائل اخرى في المواجهة والتصدي.
كما ان ذلك تعبير واضح وجلي عن حالة عدم الرضا الشعبي لسياسات هذه الحكومات، وفقدان الأمل الشعبي منها بالقيام بواجبها اتجاه القضية الفلسطينية وطرد المحتل الاسرائيلي منها. وبالتالي هو مؤشر لبداية تغيير كبير في شكل المنطقة الذي سيكون فيه الرأي والحكم للإرادة الشعبية، ولعل الثورة المصرية بوجه مبارك وان لم تؤتي اكلها الا انها بداية الطريق.
ثانياً: بالرغم من المشكلات الداخلية الاقتصادية والامنية والسياسية التي تعيشها شعوب العالم العربي الا اننا نرى الشعوب العربية تتخطى مشكلاتها اليوم لتذهب بالتركيز على القضية الفلسطينية كقضية مركزية، وهو يعكس الوعي العربي الاسلامي بأن مشكلات المنطقة بأسرها سببها الكيان الاسرائيلي المختلق، وأن القضاء عليه يعني قضاء على الجزء الاكبر من هذه المشكلات.
نتائج المقاطعة الشعبية
اولاً: على المدى البعيد فمن شأن المقاطعة الشعبية ان تضعف الكيان الاسرائيلي كخيار لدى حكومات الاستعمار الغربي في تحقيق مطامعها في المنطقة، وعلى المدى القريب فهو كفيل بإشعال اليقظة العالمية وبالتحديد لدى الشعوب الغربية، وهو ما بدأ يعطي مفعوله في السنوات الأخيرة، فالمقاطعة الشعبية قبل ان تكون ورقة ضغط اقتصادية، هي حركة اعلامية توعوية لشعوب العالم من ان هناك كيان مختلق غاصب للأراضي الفلسطينية يلقى الدعم من حكومات الاستعمار الغربي ويجري القلاقل في المنطقة العربية بل والعالم ويجب مواجهته.
ثانياً: من نتائج المقاطعة الشعبية على المدى البعيد والقريب هو انه كفيل بتركيز الاهتمام على ضرورة الوحدة والتآلف في مواجهة الخطر الحقيقي وهو الکیان الاسرائيلي، وبالتالي نبذ الخلافات الوهمية التي لا وجود وواقعية لها، كما وأنها كفيلة للقضاء على مشروع جماعات الفكر الاجرامي التكفيري لأن هذه الجماعات لا يمكن لها النمو في ظروف من الآلفة والتوافق. والمقاطعة الشعبية مثمرة في اجبار الانظمة الحاكمة على التوجه نحو الإصلاح والتطلع الى خيارات وإرادة الشعوب. ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالكيان الاسرائيلي على المستوى الاقتصادي وانخفاض نسبة الوافدين الى الاراضي الفلسطينية المحتلة من يهود دول العالم.
المصدر / الوقت