التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل موسم الحج آمن بالنسبة للإيرانيين هذا العام؟ 

اداء الحج غير واجب عند الشعور بالخطر، هي العبارة التي شاعت مؤخراً في الحديث عن مشاركة ايران في موسم الحج لهذا العام او عدم المشاركة، في المقابل يتحدث الجانب السعودي عن انه لا يقف سداً بوجه الحجيج من اي بلد كانوا. في هذا المقال سنحاول الإجابة على السؤال التالي، هل الحج آمن بالنسبة للإيرانيين هذا العام؟ وما هي الآليات الممكنة التي من شأنها ان تقرب وجهات النظر وتضع الضمانات لأمن الحجاج؟

انعدام الكفاءة في الإدارة يفرض نفسه، ومؤشر لا يمكن اهماله

تشير الإحصائيات انه وبين العام 1975 الى 2105، وصل عدد الشهداء الى اكثر من 4500 شهيد نتيجة الحوادث التي تقع في كل عام، فضلاً عن عشرات الآلاف من الجرحي، ناهيك عن المفقودين الذين يوضعون خارج دائرة الإحصاء، حتى ان بعض المراقبين اطلق على موسم الحج، موسم الحجاج الشهداء. هذا الواقع من كل عام وبالخصوص ما حصل العام الفائت، فرض على الحجاج الإيرانيين التفكير بجدية لبحث هذه المسئلة مع الجانب السعودي لتوفير امن الحجاج، ولكن من دون تجاوب، بل ان الكثير من التقارير التي يدلي بها الجانب السعودي بعد كل حادثة ترجع الاسباب الى وجود خلايا ومخطط ايراني وراء الأحداث والى ما شابهه من حجج لا تستند الى أي معطيات وتفتقر للأدلة، فمع غياب المعالجة الجدية يذهب الجانب الايراني لإعتبار ان الحج غير واجب عند الشعور بالخطر.

ففي اشارة لأبرز هذه الحوادث على سبيل المثال لا الحصر نذكر العام 2015، حيث استشهد اكثر من 800 حاجاً في منى نتيجة اسباب لا زالت مجهولة ادت الى حالة التدافع، وفي نفس العام استشهد 109 حاجاً واصيب 400 آخرون بجروح بالغة نتيجة سقوط رافعة في المسجد الحرام اثناء قيامها بأعمال بنائية.

وفي العام 2006 استشهد 364 حاجاً في تدافع في موقع رجم الجمرات في منى، كما وشهد العام 1997 استشهاد 343 حاج واصابة 1500 بجروح بعد انطلاع حريق بخيام الحجاج. وفي العام 1990، استشهد 1426 حاجاً اختناقاً في نفق لعبور الحجاج بعد انقطاع مولدات التغذية الهوائية في النفق ولأسباب مجهولة. كما وشهد العام 1987 استشهاد اكثر من 400 حاج بالإضافة الى الاف الجرحى بعد اعتداء شنته قوات سعودية على مراسم للحجاج ينظم في كل عام وبالتنسيق مع السلطات السعودية تحمل عنوان “البراءة من المشركين”، والسبحة في ذلك تطول.

اتهامات تفتقد للدليل، مدعاة تأمل

قد لا يمضي يوم الا وتطلق فيه السعودية اتهامات للجانب الايراني مع غياب الدليل عليها، فمؤخراً ومع اجواء الاقتراب من موسم الحج، اعلن الجانب السعودي عن ان 8 مدن في السعودية شكلت مسرحاً لأضخم عملية تجسس ايرانية، وتجري محاكمة اعضائها حالياً وتضم 30 مواطناً وفق زعم الجانب السعودي، هذا الاتهام رافقه تصريح لجهات امنية بأن الشبكة كانت تعمل على استغلال موسمي الحج والعمرة لتنفيذ اهدافها.

هذه التهم وما شابهها من تهم والتي تضم مسلسلاً يعود بعض منها الى سنوات كثيرة تفتقد حتى الى الحد الادنى من الدلائل والبينات، وترافقها مع اقتراب موسم الحج، يضع الجانب الايراني موضع تأمل ودراسة في جدية الجانب السعودي ومصداقيته لحفظ امن الحجاج، وبالتالي فإن اي حاج ايراني من حقه ان يطرح السؤال التالي، من الذي يضمن لي ان لا تعتقلني الجهات السعودية او تتخذ اي اجراء بحقي تحت عناوين لا واقعية لها؟

تجدر الإشارة الى ان منظمات حقوقية وفي بيان لها اعتبرت ان اقدام الجانب السعودي على محاكمة 30 بينهم ايراني وافغاني بتهمة التجسس لصالح ايران، هي مهزلة للعدالة بحسب وصفهم، وبأنها خطوة تشكل وصمة عار اخرى على النظام القضائي في السعودية، مع غياب الأدلة والاكتفاء بإلقاء التهم.

طروحات ممكنة

يذهب البعض الى الحديث عن تشكيل هيئة اشراف فيها ممثلون عن الدول التي لديها اعداد ضخمة من الحجيج كحل لمعالجة الأحداث الدامية التي تصيب الحجاج والعالم الاسلامي في كل عام، فيما يتحدث البعض عن ان الذهاب الى تشكيل لجنة تحقيق منصفة وعادلة للبحث في الاسباب الحقيقية التي تؤدي الى هذه الكوارث هو الحل، وبالتالي اطلاع المعنيين من شعوب العالم الاسلامي على نتائج هذه التحقيقات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرارها من جهة ومعاقبة المتسببين من جهة أخرى. وسلسلة الطروحات في هذا الخصوص قد تطول، الا ان المهم في هذا اخذ امن الحجاج وسلامتهم في عين الاعتبار بالدرجة الاولى والاخيرة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق