التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

السيسي يبحث عن “كامب ديفيد” جديد 

أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إستعداده لدعم المبادرة الفرنسية لإستئناف مفاوضات التسوية بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، قائلاً إن الجانبين أمام فرصة تاريخية لإحلال السلام في الشرق الأوسط على حد تعبيره، رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثير من المراقبين لتحقيق التسوية في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة.

ودعا السيسي في خطاب له عقب إفتتاحه لمحطة كهرباء في محافظة أسيوط “وسط مصر” إلى إستئناف مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي للوصول إلى ما أسماه “إتفاقية سلام” مستقرة وناجحة على غرار إتفاقية “كامب ديفيد” التي وقّعها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات مع الكيان الإسرائيلي في آذار/مارس عام 1979.

وقال السيسي إن “إتفاقية السلام” لم تكن متوقعة من أي أحد خلال الفترة التي سبقتها وأنها فتحت باباً جديداً للسلام في المنطقة”، مشيراً إلى أن “إتفاقية سلام جديدة على غرار كامب ديفيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستنهي أزمات المنطقة”.

وطالب الرئيس المصري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتوحد والمصالحة لضمان قيام دولة فلسطينية، داعياً في الوقت نفسه أحزاب الكيان الإسرائيلي إلى التوحد وراء هدف قيام ما أسماه سلاماً حقيقياً في المنطقة يعطي أملاً للفلسطينيين ويوفر أمناً لهم”.

وقال السيسي إن تطوير العلاقات المصرية – الإسرائيلية لتصبح “أكثر دفئاً” مرتبط بإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أنه قد إلتقى مع محمود عباس خلال الأيام الأخيرة وتحدث معه بهذا الخصوص.

وكان وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك إيرولت” قد إلتقى رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل عدّة أيام في تل أبيب وتباحث معه بشأن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للتسوية مع السلطة الفلسطينية، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن نتنياهو لم يعر أهمية لهذه المبادرة لأنه يريد إستئنافاً فورياً للمفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” أعلن قبل أيام تأجيل مؤتمر دولي كان مقرراً في الـ 30 من مايو/أيار في باريس بهدف إحياء محادثات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي التي كانت تدعمها أمريكا والتي إنهارت في نيسان/ أبريل عام 2014 بعد تسعة أشهر من إنطلاقها وتبادل الطرفان الإتهامات بإفشالها.

في هذه الأثناء أشارت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن بينها القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى إحتمال قيام نتنياهو بزيارة إلى مصر في الأيام القادمة، مشيرة كذلك إلى إحتمال أن يرافقه في هذه الزيارة “إسحاق هرتزوغ” زعيم الجناح المعارض في الكيان الإسرائيلي الذي سارع إلى الإشادة بتصريحات السيسي ووصفها بالمهمة.

ووصف موقع “والا” الإسرائيلي تصريحات السيسي بأنها نادرة لكونها المرة الأولى التى يخاطب من خلالها الإسرائيليين وبشكل مباشر ويدعوهم للتسوية مع الفلسطينيين.

في نفس السياق، أشار متابعون إلى أن السيسي تلقى رسائل من رؤساء وزعماء عدّة دول غربية في مقدمتهم الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” والمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” مفادها أن توجهه للرأي العام في داخل الكيان الإسرائيلي بصورة مباشرة له تأثير أكبر من أي توجه أجنبي.

وغداة إعلانه إستعداده القيام بدور الوسيط بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي أجرى الرئيس المصري ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات في القاهرة أكد خلالها الأخير “أهمية دور مصر كشريك إقليمي”. وقال المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية “مارك تونر” إن كيري أكد خلال اللقاء إلتزام واشنطن بمساعدة مصر في المجالين الإقتصادي والأمني.

ويعتقد الكثير من المراقبين بأن الرئيس المصري يواجه أزمات حقيقية على الصعيدين الداخلي والخارجي، بينها الإعتراضات والإنتقادات المتواصلة لطريقة وصوله إلى السلطة، حيث يصفها الكثيرون بأنها كانت بمثابة إنقلاب عسكري تمكن من خلاله الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين التي كان يرأسها محمد مرسي وذلك بعد سنة واحدة فقط من إنتخابه في 30 حزيران / يونيو عام2012، بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية التي لا زالت تواجهها مصر رغم محاولات السيسي تقليص تأثيراتها الإجتماعية والسياسية والأمنية من خلال عقد إتفاقيات مع دول نفطية في المنطقة في مقدمتها السعودية كما حصل مؤخراً من خلال تنازل القاهرة عن جزيرتي “تيران” و”صنافير” في مدخل خليج العقبة مقابل معونات مالية سعودية وهو ما أثار سلسلة من الإحتجاجات الواسعة في الأوساط الرسمية والشعبية المصرية.

ويرى المحللون أن دعوة السيسي لتفعيل محادثات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي وتأييده للمبادرة الفرنسية في هذا المجال يهدف في الحقيقة إلى إعادة مكانة مصر في المنطقة من جانب، والتخفيف من الضغوط التي تواجهها حكومته في مختلف المجالات من جانب آخر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق