التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

هل استهداف البنتاغون لزعيم طالبان “الملا منصور” يصب اولا واخيرا في مصلحة داعش؟ 

اعلنت مديرية الامن الافغانية “المخابرات” في بيان لها ان “الملا منصور” لقي مصرعه في الغارة الامريكية التي استهدفت سيارته مساء السبت في منطقة بلوشستان جنوبي غربي باكستان موضحة ان الاخير كان برفقة اثنين اخرين دون ان تقدم تفاصيل اخرى فتصب هذه العملية بمصلحة تنظيم داعش الارهابي الذي يسعى جاهدا الى تقوية نفسه داخل افغانستان وباكستان.

الامريكيون اول من يكشف عن الاستهداف وسط حذر شديد

كان مسؤولون أمريكيون في واشنطن أول من كشف عن استهداف زعيم طالبان، بطائرة من دون طيار، حيث كانوا حذرين في بيانهم واستخدموا كلمات “ربما” و”من المرجح”، مشيرين الى ان غارة استهدفت الملا منصور في هجوم قرب الحدود الباكستانية، مؤكدين ان الرئيس الامريكي “باراك اوباما” أجاز العملية وأعطى أوامر هذه العملية التي ستفتح الباب بمصراعيه لتنظيم داعش الذي سيتوغل وبقوة داخل افغانستان.

وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” قالت في بيان لها إن “الملا منصور” كان “عقبة أمام السلام والمصالحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان”مضيفة أنه شارك بشكل فعال في التخطيط لهجمات شكلت تهديدا للقوات الأمريكية والأفغانية وقوات التحالف، وذكر بيان البنتاغون أن “منصور” له دور نشط في التخطيط لهجمات “شكلت تهديدا للمدنيين وقوات الأمن الأفغانية وقواتنا وشركائنا في الائتلاف”. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن “الملا منصور” كان “يشكل خطرا على القوات الأمريكية وعملية السلام في أفغانستان”.

التصريحات الحكومية الافغانية على مقتل منصور

واعلنت إدارة الأمن الوطني الأفغانية إن “منصور” قتل في منطقة “دالباندي” في إقليم بلوشستان، وهو أول تأكيد رسمي لمقتل زعيم طالبان بينما أكد الرئيس الأفغاني التنفيذي “عبدالله عبدالله “في بيان له الأحد مقتل منصور في الغارة الجوية السبت وعبد الله هو أعلى مسؤول أفغاني حتى الآن يؤكد مقتل زعيم طالبان.

وقال “عبد الله” في تغريدة له على موقع تويتر إن “زعيم طالبان الملا منصور قتل في غارة بطائرة بدون طيار في كويتا بباكستان في الساعة الرابعة من مساء السبت حيث استهدفت سيارته في الهجوم بمنطقة دال باندين.”

من هو الملا منصور؟

بعد إعلان وفاة “الملا عمر” الزعيم الروحي لحركة طالبان أفغانستان في 2013 نصبت الحركة “أختر منصور” أو الشهير بـ”المُلا منصور” زعيما لها في يوليو/ تموز 2015.

قاد منصور “إمارة أفغانستان الإسلامية”التي شكلتها طالبان عام 1996 والتي كانت قبل الغزو الأمريكي تدير البلاد بصفتها حكومة منتخبة شرعية.

كان “منصور” وزير الطيران المدني والنقل في حكومة “الملا عمر” منذ 1996، ويُعد أحد المقربين من الاستخبارات الباكستانية التي لم تعارض انتخابه زعيما للحركة في 2015 و قاد منصور العمليات العسكرية لطالبان في أفغانستان ضد قوات التحالف الدولي بزعامة واشنطن في حربها التي شنتها على افغانستان.

ولد منصور بين عامي 1963 و1965، ولا تزال بعض الحقائق حوله غامضة، إلا أنه ينتمي إلى عشيرة إشاكزي القوية من قبيلة دوراني التابعة للبشتون، وينحدر من قندهار، المركز السياسي والثقافي للبشتون الأفغانيين، وأصبح حاكما لولاية قندهار الواقعة تحت سيطرة طالبان عام 2007.

يذكر انه وفي أول رسالة مسلجة له بعد توليه زعامة الحركة رسميا في 31 يوليو/تموز 2015 تعهد “الملا منصور” بالسير على خطى “الملا عمر” داعيا إلى وحدة الحركة ومواصلة القتال ضد الحكومة، حيث وصف عملية السلام مع حكومة أفغانستان بأنها “دعاية للعدو”.

وأضاف: “الانقسامات في صفوفنا لا تخدم سوى أعدائنا وتسبب لنا الضرر… هدفنا وشعارنا هو تطبيق الشريعة وإقامة نظام إسلامي، وسنواصل جهادنا حتى تحقيق ذلك… وينبغي أن نفوز بقلوب الناس ومن ثم نستطيع أن نحكم قلوبهم”.

وكان الملا منصور قد اصدر تحذيرا الى زعيم تنظيم داعش يحذره من انشاء قواعد التابعة للتنظيم في افغانستان، في محاولة من جانبه لعدم تكرار تجربة تنظيم “القاعدة”، على حد وصف أحد المقربين منه.

ويمثل “منصور” جناح الحركة المعتدل الذي لا يعارض عقد اتفاقية سلام مع الحكومة الأفغانية، وانتُخب معه مساعدان هما: المُلا “هيبة الله أخوندزاده”، و”سراج الدين حقاني” الذي يقود شبكة تعتبر مقربة من باكستان إلى درجة أن الجيش الأمريكي وصفها في 2011 بأنها الذراع المسلحة لجهاز الاستخبارات الباكستاني القوي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

بمصلحة من يصب مقتل الملا منصور؟

يتسائل نقاد لماذا اتت عملية الاغتيال الامريكية هذه بهذا الوقت بالذات ولصالح من يصب القضاء على قوة حركة طالبان في ظل توغل تنظيم داعش في العديد من دول العالم كسوريا والعراق ومحاولاته في باقي الدول العربية، يبدو أن هدفه القادم والذي بدأ هذا التنظيم وبشكل محوري بالتركيز عليه هو أفغانستان وباكستان…وسحب البساط من تحت حركة طالبان المسيطرة على كلتا الدولتين، وذلك من أجل تحقيق هدفه المزعوم في دولة الخلافة الإسلامية…ولذلك سيحاول هذا التنظيم الارهابي جاهدا استغلال الفرصة التي أتيحت أمامه حاليا والتي قدمت له على طبق من ذهب من قبل امريكا فان مقتل “الملا منصور” قد يؤدي الى انقسام واحداث شرخ في صفوف حركة طالبان هذه الفرصة التي سينتهزها تنظيم داعش الارهابي.

بدوره اعتبر “مايكل كوجلمان” الخبير لدى معهد ودرو ولسون في واشنطن انه لا شك في أن موت الملا نعمة بالنسبة لتنظيم داعش وسيوفر سببا إضافيا لعدد كبير من عناصر طالبان المستائين لترك الحركة والانضمام إلى تنظيم داعش”.

رفض طالبان نهج داعش الأكثر تطرفا

رغم أن حركة طالبان ينظر إليها على أنها تتبع أسلوبا متطرفا، إلا أن تنظيم “داعش”الارهابي أظهر أسلوبا أكثر وحشية وتطرفا لدرجة أن حركة طالبان ترفض نهجه المتطرف.

حيث أكد المحلل السياسي الباكستاني “أحمد القرشي” أن التنظيمات المتشددة في باكستان وافغانستان رفضت تطرف داعش الزائد ونهجه خاصة أن هذا التنظيم يحاول نشر فكره بالعنف في تلك المنطقة مبينا أن حتى المدنيين الذي شهدوا حروبا منذ أربعين عاما باتوا غير قابلين لدخول أي فكر متطرف على بلادهم.

وقال القرشي ان “الجماعات المتشددة في افغانستان وباكستان وهي منتشرة جدا في تلك المنطقة ترفض تشدد داعش الذي يحاول نشر فكره”.

فيرى مراقبون أن حركة “طالبان” تقف الان امام مفترق طرق وقد تتفكك، وتتراجع قدرتها على السيطرة على عناصرها لمصلحة تنظيم داعش الارهابي الأمر الذي سيشكل صداعًا أمنيًا وسياسيًا لباكستان، و ربما لدول الجوار الأفغانين من الصعب التعايش معه فيبقى السؤال مطروحا وبقوة عن ازدياد التخبط الامريكي وما ستمسي عنه افعاله الغبية التي يظن الامريكي نفسه انه ماكرا بها فالخدمات الامريكية لتنظيم داعش في المنظقة باتت مكشوفة للجميع.

يذكر ان جميع دول العالم لها حضارات منذ آلاف السنين ما عدا دولتان هما أصغر دولتان عمرا في العالم الولايات المتحدة الأمريكية التي تأسست قبل 500 عام على جثث الهنود الحمر السكان الأصليين لأميركا هذه الدولة التي تسمى انها الولايات المتحدة الأمريكية والتي لا تشبه أي دولة في العالم ( باستثناء الكيان الاسرائيلي) لا في نشوئها الذي قام على جبل بدم الهنود الحمر و لا في سلوكها السيء الذي بدأ و منذ نشاتها و توطيد أركانها على العمل بسلسلة من التدخلات العسكرية و العمليات الإرهابية التي بدأت في القارتين الأمريكيتين فراحت تتدخل في هذا البلد أو ذلك و سرعان ما امتد في غضون الحرب الباردة و ما تلاها ليشمل مختلف القارات و تحول إلى سياسة استراتيجية و نهجا لها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق