سياسي جزائري: الديمقراطية في تونس أصبحت أمراً واقعاً
اعتبر الأمين العام لحركة البناء الوطني الجزائري أحمد الدان المشارك في فعاليات المؤتمر العاشر للنهضة التونسية أنّ أهمية هذا المؤتمر ترجع إلى عدة أسس منها التراكمية العددية وحالة التقييم التي دامت سنتين.
وأكد احمد الدان في حوار خاص لوكالة فارس للأنباء أن المؤتمر العاشر للنهضة يعد سابقة في الفعل السياسي بالنسبة للإسلاميين إذ صاحبه دعاية إعلامية فرضت عليه أمرا واقعا حيث تتكلم النهضة اليوم عن تطور نحو التخصص وأولوية اقتصادية لأنهم أكملوا معركة الهوية والحريات عبر الدستور والتحالفات والإجماع الوطني ضد الإرهاب ولكن الدعاية الإعلامية تتحدث عن فصل السياسة عن الدعوة وفصل الحزب عن مفهوم الإسلام السياسي سيضعهم ضمن اكراهات جديدة تهدد وحدتهم الهيكلية، معتقدا أن المؤتمر حمل خطاب أولوية الدولة وهو ما سيصطدم حسبه بالوضع غير المستقر التي لا تسلم فيها الأطراف المناوئة لهذه الأولوية.
واعتبر الدان أن المؤتمر يتجه نحو ليبرالية اقتصادية تقفز على الطبقة الوسطى وهذا ما سيصنع للنهضة إرباكا داخل تونس من جهة وداخل حلفائها القدماء من جهة أخرى مُبرزا أن الجانب الشكلي كان محكما وتجديديا ولكن المضامين لم تعرف تفاصيلها بعد وما تسرب منها أن الغنوشي سيبقى رئيسا بدون منافس وهذا يقلل من مصداقية الدعاية حول التجدد وحول الديمقراطية ويعكس تخوفات من مرحلة ما بعد الزعيم.
وبخصوص الديمقراطية التوافقية التي يتغنى بها الكثيرون أكد الأمين العام لحركة البناء الوطني أنها باتت أمرا واقعا لان النهضة هي أكبر قوة انتخابية على الأرض والمحيط الإقليمي، خاصة ان الجزائر وفرنسا تدعمان هذا الخيار وتهديدات الخريف العربي يجعل الشعب التونسي يطمئن إلى التوافقات.
كما قال إن النهضة ستمر بتجربة عسيرة جدا خصوصا مع التحدي الدعوي الذي سيعرض نفسه والتحدي الأمني الذي سيغير الأولويات للجميع إن لم تستقر ليبيا واعتقد أن الدول العربية التي لم تتعرض للاهتزاز عليها مرافقة النهضة لان استقرار تونس ضمن برنامج النهضة سيعطي بديلا سياسيا تصالحيا يستوعب الكثير من احتياجات المرحلة بالنسبة للإسلام السياسي وبالنسبة للأمة كلها.
وختم قوله إن ثورة الربيع العربي أصبحت تهدد الاستقرار الإقليمي كله، معتبرا أن “الإخوان المسلمون ومنهم النهضة يملكون القدرة على العودة وتحقيق توازنات ليست ضد الاستقرار بل هي صمام أمان ولولا حرب بعض الدول الخليجية ضد الإخوان لكان نموذج النهضة هو الغالب”.انتهى