كاتب فلسطيني: منطق المقاومة وأهدافها وأساليبها تتنافى قطعياً مع منطق المعتدلين
فلسطين ـ امن ـ الرأي ـ
أكد الكاتب الفلسطيني ايهاب زكي أهمية دعوة السيد نصر الله للشعب الفلسطيني بعدم الرهان على من خذلوهم منذ 70 عاما وأن أبناء محور المقاومة سيبقون معهم، ورأى أن الدعوة من المفترض أنها من البديهيات، حيث لا يمكن الرهان على من خذل فلسطين حد التواطؤ، لكنها تأتي في زمن انقلاب المفاهيم والتعمية على الإفهام.
واعتبر “زكي” أن دعوة السيد نصر الله تحمل في مضمونها ثلاث رسائل واضحة العناوين، عنوانها الأول وهو الأهم أن الشعب الفلسطيني بعمومه، حيث أراد السيد أن يقول من خلال دعوته بأن المعركة ليست لها أي طابع ديني أو مذهبي أو قومي، إنما هي معركة سياسية وفي القلب منها فلسطين، بين من يريدها عربية إسلامية وبين من يريدها عربوناً يقدمه للقوى الاستعمارية مقابل حماية العروش.
وأردف “زكي” : أما الرسالة الثانية فهي للفصائل الفلسطينية وخصوصاً حركة حماس، حيث تبدو أنها أقرب لما يسمى بمحور الاعتدال العربي والذي تعتبره “إسرائيل” بدورها هدية السماء لها وكنزها الاستراتيجي، حيث أراد السيد أن يقول بأن منطق المقاومة وأهدافها وأساليبها تتنافى قطعياً مع منطق المعتدلين، وتتعارض معه حد الاصطدام، وأن الطريق القويم هو إعادة تصحيح البوصلة، وهنا يشير السيد بدقة الى أن هذا من باب النصح وليس من باب التهديد، حيث أنه قال بأن محور المقاومة سيبقى مع فلسطين بغض النظر عن المواقف واختلافها”.
واضاف، أما الرسالة الثالثة وهي الأقل أهمية فهي للسلطة الفلسطينية، حيث تثار في الآونة الأخيرة أنباء عن محاولات سعودية لتعديل ما يسمى بـ “المبادرة العربية”، وشطب حق العودة من ضمن بنودها، فأراد السيد القول بأن الرهان على المرجفين لن يأتي إلا بالحلول الاستسلامية.
وعن الإصرار على إحياء عيد التحرير والمقاومة و أهميته، أشار الكاتب الى أن عادة ما تفتخر الأمم والشعوب بانتصاراتها وتُجل دماء أبنائها التي حققت النصر، ونحن في حالةٍ يرثى لها من إدراك المصير كأمة، إذ يصل بنا الحال لنتساءل بهذا الشكل عن ضرورة إحياء محطاتنا التاريخية الفاصلة، لدرجة أن يضطر السيد نصر الله للتنويه لأهمية ذلك، فلم أسمع عن أممٍ لا تحتفل بأعياد تحريرها أو استقلالها، مهما كانت هذه الأمم والدول صغرت أو كبرت، وهو أمر طبيعي لإبقاء الذاكرة حية ومتقدة وبالتالي مقتدرة على تربية جيل قادر على حماية النصر.
وأضاف “زكي” أهمية عيد التحرير فهي لا تُعد ولا تُحصى، حيث أننا اليوم نعيش في عصر الطفرات التكنولوجية ووسائط الاتصال، وليس من السهل في هذا الفضاء الواسع والمجهول في نفس الوقت أن تُترك الأجيال الناشئة عرضة للطبيعة الاستهلاكية والبليدة لأغلب المواد التي ينثرها الفضاء، فهذه المواد المقصودة تضع أجيالنا في خطر التيه، وعيٌ مشوه وأخلاق قشرية وهدمٌ لكل الروادع الدينية والاجتماعية وتسخيفٌ لمفاهيم الأوطان وسخرية من جلالة التضحيات، وحقن الأجيال بفيروس الذاتية والأنانية والسعي الحصري لامتلاك الكماليات بغض النظر عن النتائج والوسائل.
وختم “زكي “، إن أهمية هذه الاحتفالات هي كبح لهذا الجموح وتصحيح بوصلة الجيل، ومنحه قضية يدافع عنها ويحميها، فالأجيال بلا قضية هي مجرد آلات أخرى في هذه المطحنة السوقية.انتهى