الفلوجة.. مثلث الهجوم ومربع الإنتصار
بدأت معركة الفلوجة تقترب شيئا فشيئا من الحسم العسكري لصالح الجيش العراقي المدعوم بمتطوعي الحشد الشعبي.
فقد اعلن القادة الميدانيون ان مدينة الفلوجة أصبحت مهيأة للإجتياح ابتغاء تطهيرها من عصابات داعش، بل ان ثمة قوات مسلحة اقتحمت مركز المدينة تمهيدا لدخول الجيش في مواجهة يرى بعض الخبراء العسكريين بأنها قد تكون شرسة بسبب الموقف الدفاعي للجماعات المتطرفة.
وفيما تبذل القوات المسلحة العراقية جهودها لإجلاء السكان المحصارين من قبل التكفيريين، تمارس المحافل السياسية والإعلامية الطائفية المحلية والإقليمية حربا دعائية ضارية ومسمومة في آن معا، للضغط على الأهالي من اجل حثهم على مساندة عصابات “داعش” من جهة، وبهدف إخافتهم من مغبة سقوط الفلوجة بأيدي ابناء الحشد الشعبي من جهة اخرى.
قائد الشرطة الاتحادية العراقية صرح في حديث لـ “السومرية نيوز”، بإنه “تم تطهير كل المدن والقرى والاقضية والقصبات المحيطة بمدينة الفلوجة والتي بلغت اكثر من 28 منطقة لحد الآن”، مشيرا الى أن عروس تلك المناطق كانت مدينة الكرمة”.
وأضاف أنه “تم تضييق الخناق مئة بالمئة على مدينة الفلوجة ولا يوجود اية طرق امداد لـ “داعش”، والكثير من افراده ممن يمتلك روح الهزيمة، انهزم الى داخل المدينة”، موضحا أن “معلوماتنا الاستخبارية تفيد بأن عناصر التنظيم يتعاملون بتشدد أقل مع المواطنين لكسب ودهم في هذه المرحلة بسبب فقدانهم السيطرة على مقاتليهم، ولم يبق غير قليل من المتشددين من العرب والاجانب وسوف يتم القضاء عليهم عند تحريرمدينة الفلوجة”.
وأشار الى “إلقاء منشورات على مدينة الفلوجة لإبعاد المواطنين عن مواقع القتال وكذلك لعدم السماح للعدو باستخدام الأبرياء كدروع بشرية”، مؤكدا “نحن جادون لإنهاء معاناة اهلنا واخواننا داخل مدينة الفلوجة لكون العدو يجبرهم على القتال، رغم عدم امتلاكهم خبرة القتال وكون الكثير منهم من المدنيين غير المعنيين فيما يخص امور القتال الا ان العدو يحاول ان يصنع منهم دروعا بشرية”.
من الواضح ان مثلث الهجوم على الفلوجة الذي يتألف من محاور الصقلاوية والكرمة وجزيرة الخالدية القريبة من قاعدة الحبانية الجوية، يمثل بنظر المراقبين الاستراتيجيين الارضية الطبيعية لتطهير هذه المدينة من عصابات “داعش”، فيما يراهن الجيش والحشد العراقيان على عامل السرعة الخاطفة لإنهاء هذه المهمة الخطيرة، باعتبار ان الفلوجة هي معقل التكفيريين على مستوى العراق ككل بل هي ـ وبصرف النظر عن سكانها المسالمين ـ كانت قد تحولت الى “رأس أفعى” في كل العمليات الارهابية التي يتم ضخها الى بغداد وباقي المناطق الحساسة والساخنة في العراق.
ومن المؤكد أن القادة السكريين في الدولة العراقية حريصون ايضا على تحرير اهالي الفلوجة الذين ضاقت بهم السبل بسبب الحصار الداعشي عليهم طيلة العامين الماضيين، وذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك الاسبوع القادم، ما يفسر اقتحام مركز الفلوجة امس الإثنين 30 أيار، لحسم الموقف عاجلا وبما يقلص من نسبة الخسائر في الأرواح والممتلكات المدنية للمواطنين العزل.
وتلعب الحرب النفسية دورا اساسيا في مباغتة العدو التكفيري الذي يبدو بانه فاقد لزمام المبادرة في هذه المواجهة، ما ربما يجعل افراده وبخاصة من ذوي الجنسيات العربية والأجنبية أكثر تهورا ومشاكسة ورعونة في القتال وهو ما يحمل القيادة العراقية مسؤوليات اكبر واكثر تحسسا لإحتواء ذلك بأقل الخسائر.
على ان التفجيرات الانتحارية التي تعرضت مناطق الطارمية والشعب ومدينة الصدر ببغداد والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء بين شهيد وجريح ومشوه امس الإثنين تعزز القناعة بضرورة انتزاع فتيل قنبلة الفلوجة الموقوتة بأسرع الوقت، مع ضرورة فضح دواعش السياسة الذين بدأوا يفقدون صوابهم وهم يشاهدين انهيار معقلهم العسكري المكين بايد عراقية وطنية بامتياز ولاسيما ابناء عشائر محافظة الانبار الذين دفعوا ثمنا غاليا نتيجة للتمدد التكفيري غربي العراق.
بقلم: حميد حلمي زادة