الجيش السوري يفتح معركة جديدة في حلب
سوريا – امن – الرأي –
على مدار الأيام الثلاثة الماضية، كثفت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها على مواقع الفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي القريب من المدينة، وتحديدا في منطقة حندرات ومحيطها وصولاً إلى أطراف حلب الشمالية الغربية، تزامنا مع تعزيزات عسكرية كبيرة استعداداً لعملية عسكرية جديدة، قرر الجيش السوري أخيراً فتحها في ريف حلب الشمالي.
في هذا الوقت، لا يزال الريف المفتوح على تركيا يغلي بعشرات المعارك الجانبية بين مسلحي تنظيم «داعش» من جهة، ومسلحي «الجبهة الشامية» من جهة أخرى، وبين مسلحي «جبهة النصرة» من جهة و «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة أخرى، في حين أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تقودها «الوحدات» الكردية فتح معارك جديدة في ريف الرقة تستهدف مدينة الطبقة.
وأكد مصدر عسكري سوري، خلال حديثه إلى «السفير»، أن قوات الجيش السوري قررت أخيراً البدء بمعركة عسكرية ضد مواقع سيطرة مسلحي «جبهة النصرة» وفصائل «شيشانية» تابعة لها في محيط حلب الشمالي الغربي، بهدف «تنظيف» هذه المنطقة، وتأمين الطوق العسكري المحيط بالمدينة من جهة، وتحضيراً لخطوة لاحقة ستبدأ داخل مدينة حلب، تستهدف حي بني زيد الشهير الواقع في خاصرة المدينة الشمالية .
ويشكل حي بني زيد، الذي تنتشر فيه فصائل عدة أبرزها «جبهة النصرة»، هاجساً لأبناء مدينة حلب، حيث تسببت القذائف التي أطلقت على المدينة الشهر الماضي بمقتل أكثر من 200 مواطن، جلهم من الأطفال والنساء، في حين أصيب نحو 800. وتعني السيطرة على الحي إنهاء ملف القذائف بشكل كبير، وتأمين الأحياء الغربية للمدينة التي تسيطر عليها الحكومة والمكتظة بالسكان.
وفي وقت أوكلت فيه مهمة قيادة العملية العسكرية للعقيد السوري الشهير سهيل الحسن، الملقب بـ «النمر»، لخبرته في التعامل مع الفصائل «الجهادية»، أكد المصدر العسكري أن قوات الجيش السوري تتابع عن كثب تحركات التنظيمات المسلحة في محيط حلب، وبشكل خاص في الريف الجنوبي للمدينة، الذي تتابع «جبهة النصرة» حشد قواتها فيه استعداداً لمعركة مقبلة نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها، موضحاً أن عملية الريف الشمالي تأتي أيضاً بهدف تخفيف الضغط عن الريف الجنوبي الذي سيشهد عملية عسكرية واسعة أيضاً.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه أربعة فصائل مسلحة محلية صغيرة في ريف حلب الجنوبي مبايعة «جبهة النصرة»، ضمن عمليات الحشد المتتالية التي تتبعها «النصرة» في الريف الجنوبي لحلب، وذلك بهدف استباق عملية الجيش السوري على هذا المحور، والتي تهدف إلى السيطرة على طريق حلب ـ دمشق، مرورا بإدلب، والاقتراب من مدينة إدلب وقريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
إلى ذلك، تتابع فصائل ريف حلب الشمالي عمليات الكر والفر في محيط مدينة مارع التي أطبق تنظيم «داعش» عليها. وفي هذا السياق، ذكر مصدر ميداني معارض لـ «السفير» ان معارك عنيفة تشهدها قرية كفركلبين المحاذية لمارع بعد شن مسلحي «الجبهة الشامية» هجوماً عنيفاً على القرية التي سقطت بيد «داعش» قبل أيام، من دون أن تحقق هذه المعارك أي تقدم فعلي على الأرض.
وبث ناشطون معارضون تسجيلاً مصوراً يظهر قيام مسلحين تابعين لـ «الجبهة الشامية» بتنفيذ عمليات ذبح وجز للأعناق، وتمثيل بالجثث، بحق مقاتلين تابعين لتنظيم «داعش» وقعوا في الأسر خلال المعارك المندلعة.
وفي السياق ذاته، أصدرت «المحكمة الشرعية» في مدينة إعزاز، المتشكلة من فصائل «جهادية» عدة، أبرزها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، قرارا يقضي بوقف استقبال النازحين القادمين من قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، إثر هجوم «داعش» على مدينة مارع بسبب «عدم قدرة مدينة إعزاز على استيعاب المزيد من النازحين، والخوف من وجود خلايا نائمة بين النازحين تابعة لتنظيم داعش»، وفق بيان لها.
وفي ريف الرقة، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» بدء حملة عسكرية جديدة في ريف الرقة الشمالي باتجاه منطقة الطبقة شرق نهر الفرات، وذلك بعد أيام من إعلان حملتها العسكرية للسيطرة على الريف الشمالي للمحافظة الواقعة شمال شرق سوريا والمفتوحة على تركيا. وقالت القيادية في «قوات سوريا الديموقراطية» روجدا فلات، في بيان، إنه «في إطار هذه الحملة، سنبدأ بجبهة جديدة، وهي شرق نهر الفرات وصولاً إلى بلدة الطبقة، والسيطرة عليها من عناصر تنظيم داعش، وذلك لتحرير سكان المنطقة من ظلم وإرهاب التنظيم».
وكانت «قوات سوريا الديموقراطية»، التي تعمل بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قد بدأت قبل ثمانية أيام حملة عسكرية نحو مدينة الرقة من ثلاث جهات، الأولى من منطقة عين عيسى والثانية من مطعم النخيل والثالثة بدأت في اللواء 93، تحت غطاء جوي كثيف تؤمنه طائرات التحالف، إلا أن هذه القوات لم تحقق تقدماً كبيراً حتى الآن، حيث تمكنت من السيطرة على بضع قرى وبعض المزارع حتى الآن.انتهى