التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

العرب وايران…الفرص وآفاق الشراكة؛ عنوان مؤتمر دولي في بيروت لبحث فرص التعاون 

انطلق في العاصمة اللبنانية بيروت، المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان:”العرب وإيران في مواجهة التحديات الإقليمية: الفرص وآفاق الشراكة”، في مسعى لتكوین منظور متقارب بین المشارکین بشأن طبیعة التحدیات المشترکة بين الجانبين وجذورها وعوارضها ومخاطرها.

المؤتمر الذي نظمه “المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق” بمشاركة “الجامعة اللبنانية” وجريدة “السفير” ومؤسسة “مطالعات انديشه سازان نور” ومركز “الدراسات السياسية والدولية”، وبالتعاون مع “المركز العربي للدراسات الاستراتيجية” و”المجلة العربية للعلوم السياسية”، بدأ اعماله بمشاركة وحضور حشد كبير من الخبراء والأكاديميين والمفكرين والباحثين والشخصيات السياسية والحزبية والثقافية من ايران الإسلامية ولبنان ومصر والعراق وسوريا وبلدان عربية أخرى.

وحضر المؤتمر السفير الإيراني في لبنان “محمد فتحعلي”، وزير الخارجية اللبناني السابق “عدنان منصور”، النائبان سيمون الخازن و الوليد سكرية، رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق د. عبد الحليم فضل الله، رئيس الجامعة اللبنانية د. عدنان السيد حسين، رئیس تحریر جريدة “السفير” طلال سلمان، رئيس مركز “انديشه سازان نور” الدکتور سعد الله زراعي، رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية الدکتور مصطفى زهراني ورؤساء مراكز دراسات لبنانية وعربية وعدد من أساتذة الجامعة اللبنانية وحشد من الباحثين والمفكرين والخبراء الاستراتيجيين وأساتذة جامعات عربية وإيرانية وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية.

طلال سلمان: هناك من يسعى لاستخدام الخلافات المذهبیة سلاحًا سیاسیًا ضد إیران

من جانبه أكد رئيس تحرير جريدة السفير، “طلال سلمان”، “انه ليس العرب وإيران واحد، لأن العرب ليسوا كإيران دولة واحدة أو جبهة واحدة، ان العرب أشتات لا تجمعهم جبهة، وجامعتهم لها مبني أكثر منها للمتلاقين فيها أكثر من الصورة الجامعة. أما إيران فدولة أمة وحدتها ثابتة وقيادتها تؤكد حيوية الثورة”.

وأضاف “سلمان” هناك معوقات واشكالات تحول دون بناء علاقات مميزة بين ايران والعرب يجب حلها من اجل التلاقي وبناء صفحات جديدة، وأضاف: الواقع أن إيران أمة ودولة وثورة تواجه التحديات الإقليمية والدولية، بقرار واحد وكذلك الفرص في حين يتبعثر العرب في واقعهم البائس الراهن دولاً شتي بقرارات ومتباينة إلي حد التضاد، بالمصلحة الكيانية، أو بأغراض الأنظمة، أو بالتبعية وارتهان القرار للخارج الأميركي أساسًا ومن ضمنه الإسرائيلي.

ورأی سلمان أنه “لا جدال فی أن التحدیات التی تواجه العرب وإیران إذا ما اجتمعوا تفتح فرص وآفاق الشراکة.. ولکن واقع العرب کدول شتی تلغی احتمال المواجهة، إذ أنهم منشغلون – والحدیث عن قیاداتهم وأنظمتهم ولیس عن الشعوب – بمواجهة بعضهم البعض، أو مواجهة إیران أو غالبًا بمواجهة شعوبهم، مما یضیع حکمًا الفرص ویقفل آفاق الشراکة بالخوف من أمیرکا أو الخوف من “إسرائیل” أو بالعجز عن القرار”، وأضاف “لیس سرًا أن أنظمة عربیة عدیدة تفضل المواجهة مع إیران علی مواجهة التحدیات الفعلیة التی یفرضها واجب الانتصار بقدرات الشعوب لبناء الغد الأفضل، بالاستناد إلی التحالف مع أصحاب المصلحة المشترکة ضد الأعداء المشترکین لتقدم الأمتین، معتبرًا أنه من هنا یأتی اللجوء إلی الأسلحة المحرمة کاعتماد المذاهب بدلاً من الدین فی الحرب بین العرب والعرب المسلمین وصولاً إلی استعادة الخلافات المذهبیة واستخدامها سلاحًا سیاسیًا ضد إیران”.

من جانبه أكد رئيس “المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق” في لبنان الدكتور عبد الحليم فضل الله فأكد أن “أهمية هذا المؤتمر انه يأتي في زمن الأزمات”،واعتبر فضل الله؛ “أن التعاون والتضامن بين الفضاءين العربي والإيراني، هو خيار وقدر في آن معا، فإيران هي العمق الإسلامي للعالم العربي وإحدى بوابات عبوره نحو الاقتصادات الآسيوية الصاعدة، والعالم العربي هو العمق الحضاري لإيران وبوابتها الي التفاعل مع القضايا الحيوية والنضالية الكبري، ولأسباب عدة صار هذا التعاون أكثر من أي وقت مضي ممرا إلزاميا لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخنا”.

ثم قدّم الأستاذ منير شفيق مداخلة حول العلاقات العربية – الإيرانية – التركية، فرأى أنه يفترض بالعلاقات ما بين الدول العربية وتركيا وإيران أن تكون محكومة بالأخوة الإسلامية و وحدة الأمة وعدم التنازع، مشدداً على ضرورة التوصل إلى توافق وتفاهم إيراني – تركي – سوري – سعودي – مصري، يمتد بعد ذلك إلى بقية الدول العربية وروسيا.

بعد ذلك، قدّم الوزير السابق الدكتور شربل نحاس مداخلة حول الواقع العربي وإيران فاعتبر أن إيران هي دولة أما العرب فهم مجموعة من البشر المختلفين. وتحدث عن العلاقات اللبنانية والإيرانية المشتركة، فرأى أن مصالحهما على الساحة الإقليمية كبيرة جداً، داعياً إلى بناء دولة لبنانية حديثة.

زراعي: ما یربط إیران والدول العربیة لیس فقط الأسس التاریخیة والثقافیة والدینیة والجغرافیة

استهل الدکتور سعد الله زارعی رئیس معهد “أندیشه سازان نور للدراسات” فی ایران، كلمته بالتأكيد ان الحوار الايراني العربي فی هذا المؤتمر لیس فقط لرفع سوء التفاهم وإنما لإستکمال أسس التعایش بین الجانبين، لافتاً الی ما یجری فی العالم حیث العبور من وضع الی وضع آخر، مؤكداً في الوقت ذاته أن ما یربط إیران والدول العربیة لیس فقط الأسس التاریخیة والثقافیة والدینیة والجغرافیة، بل هناك الأحداث الإیجابیة والسلبیة التی تحصل فی المنطقة وتؤثر علینا”.

وسأل زارعي عن الرؤى المستقبلية للعرب وايران في هذه المرحلة، معتبراً ان هذه المرحلة تجاوزت الثلاثین عاما، وهناك أسئلة تحدد المستقبل وکیف یجب أن یکون، مشيراً الى “أن التهدیدات المشترکة التی تواجه ايران والعرب، والإرهاب الذی قام باسم الدین، وهز الأرض التی نعیش علیها، وان الأضرار التی لحقت من الإرهاب بالدول العربیة أکثر منها ما لحق بإیران.

وأعرب زارعي عن أسفه للحملة الإعلامیة الشدیدة ضد إیران فی بعض الدول العربیة بالرغم من المساعدات التی تدفعها إیران، متسائلاً: عما إذا کانت إیران تعمل علی إضعاف العرب أمام العدو أم العکس؟.مؤکدًا أن مؤسسة ‘اندیشه سازان نور’ ترید التحرک فی مسار تم وضعها جانبا، متسائلا: هل ان الحرب مع إیران یؤدی الی إعادة عز العرب؟. متمنیاً”‘البدء بحوار بین الباحثین ثم ینتقل الی السیاسیین من أصحاب القرار، وهذه فرصة لنا”، مشيراً الى “أن مؤسستنا هی مؤسسة بحثیة استطاعت تنفیذ أبحاث جیدة عن العالم العربي”، متمنیا توسیع رقعة التعاون مع الأطراف المختلفة.

بعد ذلک تحدث رئیس مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة فی إیران، الدکتور مصطفی ظهراني، الذی لفت إلی ” قوة حزب الله ودوره’، مطالبا بالوصول الی ‘حل النموذج الواحد من أجل تحلیل المواضیع التی نحن بصددها”، وتسأل ظهراني ” لماذا نرید التحدث عن لبنان أو سوریا أو غیرها، لأنه لا بد من تحدید الأسباب فی الأمور الإنسانیة، لأن عادة ما تخلط بین الدلیل والسبب”، لافتا الی ان ‘التغییرات فی المنطقة فیها عوامل مادیة. ودعا الی ‘تحدید الأسباب التی أدت الی حصول ما حصل ویحصل، وهذا یشکل بدایة فی مستوی التحلیل لما جری فی العراق أو سوریا علی سبیل المثال، وختم ظهرانی محذرًا من أن المنطقة ستقع فی حروب تمتد إلی خمسین عاما ما لم تتم معالجة أسباب هذه التوقعات.

“دور السياسات الغربية وتدخلاتها في إيجاد بيئة الأزمة”

و عقدت الجلسة الثانية حول “دور السياسات الغربية وتدخلاتها في إيجاد بيئة الأزمة”، وترأسها د. محمد إيراني الذي استعرض عدداً من الوقائع عن التدخلات الغربية في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا الحاضر وعملها في إذكاء الفتن والحروب بين دول المنطقة.

ثم ألقى الدكتور حلمي الشعرواي كلمة المفكر الدكتور سمير أمين الذي تحدث عن إيران والمشرق العربي، فأشار إلى أن إيران تنبهت مبكراً للمؤمرات الغربية وتصدّت لها ولا بد من دعمها في مواقفها في العراق وسوريا. وأشار إلى اصطناع الدول العربیة المطلة علی الخلیج الفارسي بعض المعارك في بعض الدول العربية لإضعاف دور إيران في المنطقة. وشدد على ضرورة مواجهة تحديات عصرنا من خلال التضامن بين شعب إيران والشعوب العربية بهدف هزيمة الاستراتيجية التي تقودها الولايات المتحدة خاصة في سوريا.

ثم ألقى د. عدنان منصور مداخلة حول دور السياسات الغربية، فأكد أن هدف الدول الغربية هو إغراق المنطقة دوماً في الفوضى والفتن وخلق بيئات حيّة حاضنة للأزمات، كي لا تتمكن هذه الدول من تحقيق استقلالها ونموها لا اليوم ولا غداً.

وألقى الدكتور مصطفى زهراني كلمة د. صادق خرازي فتحدث عن العناصر الأساسية لبناء الدولة، ثم تحدث عن السياسة الأميركية المستقبلية وهي التي تركز على السيطرة على العالم من خلال العولمة.

و يستمر المؤتمر ثلاثة أيام حتى 2-6-2016، ويشارك فيه أكثر من خمسين محاضراً من إيران ودول عربية عدة، يتناولون العلاقات العربية الإيرانية ضمن ثلاثة محاور خلال عشر جلسات على مدى ثلاثة أيام، تعالج المخاطر والتحديات الراهنة في البيئة الإقليمية، إضافة إلى الاشكاليات والمقاربات المتبادلة، وصولاً إلى محاولة تكوين فهم مشترك للمبادئ والقيم المشتركة والقضايا الجامعة التي يمكن الانطلاق منها في رسم معالم التسويات وتحديد أشكال التعاون والتضامن بين دول المنطقة ومكوناتها وجماعاتها.

ويسعى المتحاورون من خلال المؤتمر للتوصل الى توصيات ومقررات لتكوين فهم مشترك للمبادئ والقيم المشتركة والقضايا الجامعة التي يمكن الانطلاق منها في رسم معالم التسويات وتحديد أشكال التعاون والتضامن بين دول المنطقة ومكوناتها، وفي هذا السياق تحظي بأهمية خاصة أوجه التعاون بين الفضاء العربي ودول الجوار الإسلامي الذي تمثل إيران ركنًا أساسيًا منه وعمقًا جيوسياسيًا وحضاريًا يمكن الاستناد إلي التفاعل معه في وقف انحدار المنطقة في مسار تدهور لا عودة منه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق