للـ “BBC” وكل لسانٍ أمريكي: هذه هي مبادئ الإمام الخميني السبعة…
في وقتٍ يعيش فيه العالم والشعوب تحت رحمة الظلم والإستكبار الأمريكي، حيث تخرج أمريكا كل يومٍ بلباس القاضي والحكم، تُحدِّد مصالح الأمم كما تشاء، اختار قائد الثورة الإسلامية وولي أمر المسلمين، الإمام السيد علي الخامنئي(دام ظله)، ذكرى رحيل الإمام الخميني(ره)، ليُوجِّه رسالةً لكل الشعوب في العالم، ضمَّنها خطابه الإستراتيجي. ولعل العارف بتوجهات السياسة الأمريكية، وحقيقة المباني التي تنطلق منها، يُدرك أهمية خطاب القائد، في ظل واقعٍ تعيشه الأمة، حيث تختلط الأمور على الكثيرين، لا سيما فيما يخص ملفات محاربة الإرهاب، وتحديد العدو من الصديق، وتوجيه مصلحة المسلمين، والإلتفات الى مظلومية الشعوب في الشرق والغرب. كلها عناوين، جعلت المرشد الأعلى للثورة، يلتمس الحاجة لإعادة توجيه الخطاب، ضمن إطارٍ وضعه الإمام الراحل(قدسره). لكن ما يمكن التماسه من الخطاب، ليس فقط رسالة السيد القائد للشعوب، بل الحديث المُفصَّل عن مبادئ الإمام الخميني، والتي تتمحور بأسرها حول مواجهة الإستكبار الأمريكي. وإن كانت تلك المبادئ بالنسبة للكثيرين واضحة، فإن محاولات البعض الترويج لعكس ذلك، لا سيما قناة “BBC”، تجعل من الضرورة الرد. وهو الأمر الذي يقع على عاتق الإعلام المقاوم. ليس من باب الدفاع عن شخصية الإمام الراحل، بل من باب منع مُخطط الشياطين، الساعين للترويج للسياسات التي تتماشى مع مصالحهم، في زمنٍ خرج فيه بعض المتأسلمين كآل سعود، ليكونوا أداة النيل من معالم الثورة الإسلامية. فكيف يمكن التماس ذلك؟ ولماذا تحتاج الشعوب في العالم لتلك التوجيهات؟
لم يكن خطاب العام، خطاباً يتحدث فيه الإمام الخامنئي عن شخصية القائد المُخلَّد فحسب، بل كان خطاباً بحجم المناسبة وتاريخها الى جانب تحديات اليوم. لأن السيد الخامنئي هو أكثر المتألمين من أثر السياسة الأمريكية بحق الشعوب في العالم، أراد من كلمته أن تكون رسالةً يمكن أن يفهمها الجميع. وهو الذي أدرك أن من حق الإمام الخميني(قدسره) علينا، أن نُعيد التذكير بمبادئ تضمنتها سياسة الإمام الراحل الإستراتيجية. خصوصاً في وقتٍ خرجت فيه بعض وسائل الإعلام الغربية وتحديداً “BBC” في حملة من أجل النيل أو تشويه صورة الإمام، عبر صياغة أخبار تُشكِّك بنظرته المعادية لأمريكا.
وهنا فإن المبادئ السبعة الواضحة، تُختصر كما يلي:
ترسيخ الإسلام المحمدي الأصيل ونبذ الإسلام الأمريكي: وهو الأمر الذي سعى اليه الإمام الراحل، من خلال الترويج للدين الإسلامي المبني على أسسٍ علمية مرسَّخة وكاملة في الحوزات العلمية. ونبذ إسلام علماء السلطة وعملائها. الى جانب محاربة إسلام القاعدة ومتفرعاتها مثل داعش والنصرة. وهنا فإن السياسة الأمريكية التقت مع القذارة البريطانية، في خلق بعض الأصوات الكاريزماتية، والهادفة الى الترويج للإسلام الأمريكي. بل خصَّصت لهم عدداً من الفضائيات، والتي بات يعرفها الجميع، وهي تبثُّ من أمريكا وبريطانيا. وهو ما يجب الإلتفات له.
الإتكال على الوعود الإلهية وعدم الوثوق بالمستكبرين: حيث من الخطأ الكبير الوثوق بأمريكا. من هنا كان لا بد من الإتكال على القوة الإلهية فقط، وهو ما تجلى في صراحة الإمام الراحل، في اتخاذه لمخاوفه الثورية. وهو الأمر ذاته الذي يجعلنا نُدرك أهمية توجيهات الإمام الخامنئي الأخيرة فيما يخص المفاوضات النووية الإيرانية، وضرورة الإيمان بخداع واشنطن للشعوب.
الإيمان بإرادة الشعب ومعارضة الإستئثار الحكومي: لقد فسح الإمام الخميني المجال أمام الشعب الإيراني في المجالات الإقتصادية، وجعله المسؤول عن أموره فيما يخص مقدراته التي يمتلكها. وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على المنحى السياسي حيث انه وطوال عهد الإمام، جرت الإنتخابات في مواعيدها المحددة ودون تأخير. كما أن الإمام الخميني، كان أول من نادى لتأسيس التعبئة الشعبية في المجال العسكري والسياسي، حيث كان الشعب صاحب قراره في السلم والحرب، وأداة التعبير عن خيارات السلطة السياسية.
مساعدة الفقراء في الأمة: كان الإمام أول من أكد على ضرورة الخروج من مبادئ الإقتصاد الأمريكي الرأسمالي ومحاربته. حيث حذَّر المسؤولين من عيش القصور، وكان حازماً في صرف أموال بيت المسلمين. كما سعى لنبذ الأرستقراطية واقتلاع جذور الفقر من المجتمع.
الدفاع عن المستضعفين في العالم: كان الإمام الخميني أول من أطلق تسمية الشيطان الأكبر على أمريكا، ولذلك كان واضحاً في موقفه تجاه سفارة أمريكا التي اعتبرها وكر تجسس. كما أن الإمام قام بدعم الشعب الأفغاني المُستضعف في وجه الإتحاد السوفيتي. وهو الذي دعم الشعب الفلسطيني حين تخاذل العرب. وأطلق شعار الوقوف مع أي مظلومٍ أينما حل الظلم به. فكان تأسيس حزب الله اللبناني.
الإعتقاد بالإستقلالية الوطنية ونبذ الخضوع لنظام السلطة: من هذا المنطلق استطاع الإمام صنع النظام الإسلامي. فأكَّد على ضرورة أسلمة الجامعات من أجل إنقاذ الشباب من الشعور بالتبعية. كما عارض تطبيق الأنظمة الغربية والإرتهان لها. وجعل دستور البلاد قيد مجلسٍ من الخبراء المجتهدين. وكان استقلال البلاد همَّه الأساسي، وعلى الأصعدة كافة.
الوحدة الوطنية والإلتفات الى المؤامرات التي تهدف للفتنة: كان الإمام حازماً فيما يتعلق بالخلافات لا سيما بين المسلمين. فلا مشكلة بالإختلاف، فيما لا يجوز الخلاف بين المسلمين. وهو الأمر الذي حدَّد معياره، عبر جعل أمريكا وسياساتها العدو الأكبر ومحاربتها همَّ المسلمين جميعاً. فكانت الشراكة بين الأديان أولويته الدائمة.
إذن، تبدو واضحةً مبادئ الإمام، لا تحتاج للتأويل أو التفسير. فيما محاولات البعض النيل من شخصيته العظيمة، وعدائه التاريخي لأمريكا، لن تنطلي على أحد. فهو مؤسِّس مقولة “أمريكا الشيطان الأكبر”. ولأن الإمام الخامنئي(دام ظله) ينتمي لمدرسة الإمام الخميني الراحل، فقد تضمَّن خطابه مبادئ الإمام بلغة العصر الحالي، رداً على أمريكا وكل ألسنتها. فلا الإسلام الأمريكي مقبولٌ ولو تحدَّث به صهاينةٌ بلباس الدين، ولا الفكر الوهابي مقبولٌ ولو أطلقه من يجاور الحرم الشريف. فالشعوب باتت تُدرك الحقائق. وما محاولات البعض، السعي للتشويه، إلا دليل عجزٍ وإفلاس. فالشعوب كلها باتت تحمل شعارات الإمام المناهضة لأمريكا. ولعل الغرب سيستفيق يوماً على من ينادي بإعتماد فكر الإمام كمشروعٍ تغيري. إذ لا يوجد في التاريخ السياسي المعاصر من استطاع تطبيق نظريات الإسلام بطرقٍ عملية تصلح في كل زمانٍ ومكان. وهذه هي الحقيقة التي يخافها أدمغة التخطيط في واشنطن وتل أبيب. فيما ستبقى روح الإمام تلاحقهم أينما كانوا. وللـ “BBC” وكل لسانٍ أمريكي نقول، هذه هي مبادئ الإمام الخميني السبعة، وستبقون أنتم الشيطان الأكبر.
المصدر / الوقت