في دارنا دبلوماسي شاذ !!
عبدالرضا الساعدي
عجيبة وغريبة شؤون بعض الدبلوماسيات العربية وسلوكياتها مع العراق منذ 2003 ، وأغربها سلوكيات وممارسات المملكة السعودية التي بعد إصرار طويل ومتعمد على إفشال العملية السياسية في العراق ، عينّت سفيرا لها في بغداد يسمى (ثامر السبهان، )
وممن لا يعرف هذا الشخص ( الدبلوماسي ) حق المعرفة ، نقول بإيجاز شديد هو العميد الركن ثامر السبهان أحد أركان الأمن الذين ساهموا في نشر المد التكفيري الطائفي السعودي في المنطقة، لاسيما في سوريا ولبنان، وهو أحد صنّاع المجاميع التكفيرية وأهمها “جبهة النصرة” الفرع الرسمي للقاعدة في بلاد الشام، إضافة الى دوره في تشكيل جبهة معادية للمقاومة ومحور المقاومة في لبنان.
تخيلوا أن يكون هذا الرجل هو من تختاره السعودية ليمثل الدبلوماسية في بلدنا ونحن نقاتل أمثال هذه الأصناف البشعة التي أوجدها هذا الشخص المشبوه وأمثاله ، لكي يمارس دورين لا صلة قرابة بينهما : العمل الدبلوماسي والعمل الإرهابي ، بينما العراق يعاني الأمرّين منذ عقود من عقليات وسياسات بعض الدول وفي مقدمتها المملكة السعودية التي كثيرا ما دسّت أنفها الكريه في شؤوننا الداخلية لأجندات وأهداف معروفة ؛ وها هو اليوم ممثلها الدبلوماسي السبهان الشاذ يدسّ أنفه النتن في شؤون العراق ، العراق الذي يقاتل داعش المدعوم من قبل دول عدة أهمها السعودية ، هذا الشاذ يهاجم ، في عقر دارنا ، أبرز الدول المساندة للعراق وشعبه في محاربة خطر داعش وهي جمهوية إيران الإسلامية التي وقفت جنبا إلى جنب مع العملية السياسية ومع قضايانا المصيرية الملحّة منذ اليوم الأول في 2003 وحتى اللحظة ، في الوقت الذي تخلت دولة (السبهان ) من آل سعود ودول العربان الأخرى التابعة لنفوذهم ومالهم ، تخلت عن هذا الدور الشريف والمبدئي والإسلامي الحق ، بل مارست العكس تماما وبما هو أبشع وأقبح دور لها وهو قتل الناس الأبرياء يوميا من خلال الإرهابيين المجندين من قبلهم ..
وكما هاجم هذا المخابراتي السبهان ،من قبل، قوات الحشد الشعبي ودورها في مقاتلة داعش (ينعق ) أيضا هذا المأزوم قائلا ‘‘ تريد إيران الفوضى وتدمير العرب من خلال صناعة صراع شيعي سني وهي لا تؤمن بالشيعة العرب وهم كذلك لكن للأسف لديها أدواتها التي تعبث بها وتحركها.!!!” وليس غريبا موقفه هذا فهو يحاكي ويناغم موقف زميله الشاذ الآخر عادل الجبير، في مؤتمر صحفي عقد ه مع نظيره البريطاني: “إن كانت إيران تريد الأمن والسلم في العراق فلتكف يدها وتنسحب!!.”!
هذه هي دبلوماسية الشواذ التي تمارسها دول التطرف مستعينة بأدوات مفضوحة ك(الجبير ) و(السبهان) حيث سياسة دس الأنوف في شؤون الغير من دون وجه حق ، من أجل إشعال حرائق الفتنة والكراهية والقتل بين الدول المجاورة وبين طوائف ومكونات الشعب الواحد ..
لهذا نقول إن مثل هذا الشخص يخالف كل الأعراف والقيم الأخلاقية والدبلوماسية كما يسيء لسياسة العراق ولشعبه وأمنه ، فهو شخص غير مرغوب فيه سياسيا وشعبيا وينبغي طرده من ديارنا التي (يدبك) فوق سطحها من دون حياء أو خجل ،في الوقت الذي تتحدث الأخبار عن نوايا قادمة لتأسيس ملحق عسكري سعودي في بغداد وربما ملحقات أخرى لهم في المناطق المحررة من داعش ، كي يطبخ السبهان وأمثاله ما يشتهيه من أصناف الدسائس والإرهاب السعودي على أرضنا التي تدفع ثمن ما تخطط له هذه العقليات المخربة والشاذة.