متى يُدرك العرب أهمية طهران الإقتصادية؟!
خَطَت الجزائر خطوات مهمة لإستعادة العلاقات الإقتصادية مع طهران، سفيرها في إيران أكد إن علاقة البلدين تنمو بشكلٍ مُبهر، فبعد فترة أتسمت بالبرود العاطفي الإقتصادي أبان “العقوبات” على إيران، جددت الجزائر همتها، وشحذت طاقاتها، للإستفادة من دور طهران المحوري.ومن المؤكد أن الإتفاقيات التي وقعها مبعوث الحكومة الجزائرية في طهران، لا تخضع لقاعدة الصدفة، فالولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان وزير خارجيتها جون كيري أكدت، أن لا عقوبات على المصارف التي تتعامل مع طهران، بل وأفرجت “للتأكيد وبث الإطمئنان” عن جزء من أموال طهران المجمدة لديها، فمتى نتعض!
شركات السيارات، الصناعة والمناجم، والتبادل التجاري وتبادل الخبرات، كانت أهم التفاهمات التي وقعها وزير الصناعة الجزائري مع نظيره الإيراني، وبالفعل، فإن الجزائر ماضية على غير عادة الدول العربية، إلى التفكير برفاهية مواطنها على حساب الخرافات السياسية، فالسياسة الحقيقية، هي تلك التي تخدم المواطن لا التي تقلص من فرص معيشته.
كوننا عرب، يجعلنا نفتخر برصانة عقولنا ورجاحتها، لا العكس، فتأريخنا يتحدث عن عبور المحيطات والجغرافيا البرية، لنكون محوراً في عالم التجارة على مر العصور، ماذا يحدث الآن! أليس العرب أولى من باكستان بالإستفادة من نهضة طهران الإقتصادية؟ ولو كنا في الصين واليابان وإيطاليا، ألم نكن أول من يتصل بطهران طمعاً بنشوتهم المالية؟ لماذا تقف السياسة حائِلاً بيننا وبينهم؟ ونحنُ لم نستفد منها شيئاً يذكر، فلا نزال نتراجع ولا تزال طهران تتقدم، ألا يكفي؟!
العراق وسوريا ولبنان وعُمان قبل الجزائر، حاكت الواقع ورضخت للأمر، لا يمكن التغاضي عن فورة الإقتصاد الإيراني، وستنسحب الدول العربية كلها خلفهم، لكن السؤال متى سيتم ذلك؟! هل بعد أن يغزو العالم كله طهران طالباً تعاونها الإقتصادي؟! هل كُتبَ علينا أن نكون في أخر القائمة دوماً؟!
دعوة صادقة أوجهها لرجال الأعمال العرب، للشركات العربية، لرؤوس الأموال والتجار، أن يضغطوا على حكوماتهم لتأسيس شراكة تجارية حقيقية مع طهران، والقفز على سلوك المقاطعة سيء الصيت والنتائج، فطهران لا تنتظر، بل تتقدم دوماً متجهة إلى آخر سلم الكمال، ولو وصلت مع شركائها الجدد في كل أنحاء العالم، أين سنكون نحن؟! هل سألنا أنفسنا هذا السؤال!
بقلم : هارون الصائغ