التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

طالبان، القاعدة، داعش، ثم مَن؟ 

منذُ نهاية الحرب الباردة رسمياً عام ١٩٩١، عقب إنهيار جدار برلين وتفكك الإتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة تُبدع بصناعة الموت، بما يُعرف اليوم بالتنظيمات الإرهابية، ومعَ ان تأريخ بعضها يعود إلى ما قبل إنتهاء الحرب الباردة، إلا أن الكشف عن هويتها الحقيقة، جاء بعد الحرب كخطة جديدة لإختراع “ذريعة التدخل”، في بلدان العالم، وتوسيع النفوذ الأميركي.

وعلى الرغم من ان أقوى التنظيمات الإرهابية (طالبان)، تأسست في فترة رئاسة الديمقراطي الأميركي “بيل كلينتون”، إلا أن بوادر الإعتماد على التنظيمات المتشددة، كانت موجودة بالفعل قبل ذلك بسنوات، ويمكن أن تكون نتيجة واقعية لنجاح “الجهاديين العرب” في أفغانستان.
ومع ان تنظيم “القاعدة” كان موجوداً أصلاً قبل طالبان، لكن ورقته الرابحة لم تُستخدم حتى اكتوبر عام ٢٠٠٠، بعد قصف تنظيم القاعدة في اليمن للمدمرة الأميركية “يو أس أس كول”، حيث يعتبر الحادث الأكثر ضرراً بشرياً للأميركيين، بمقتل سبعة عشر جندي، على العكس من تفجيرات نيروبي ١٩٩٨ التي كانَ ضحيتها المواطنين المحليين.
وقبلَ حادثة المدمرة الأميركية، لم يكن لتنظيم “القاعدة” دور مؤثر في عالم الضغط، لا بتفجير فنادق عدن “موفنيك” و”جولدموهر”، ولا حتى في تفجير مركز التجارة العالمي عام ١٩٩٣، تلك العملية التي نفذها “رمزي يوسف” أحد معتنقي فكر القاعدة، لم يُحسب للتنظيم، بل لم يريدوا أن يحسبوه للتنظيم، والغاية معروفة، فقد كان موعد الإعلان لم يحن بعد.
أما حالياً، وبعد تقليص دور “القاعدة”، ظهر تنظيم “داعش”! تكملة حقيقية لسلسلة التنظيمات التكفيرية، و”داعش” معروفٌ بخواص يتميز عن سابقيه، فهو أكثر جرمية، واكثر إنتشاراً، وأيضاً أكثر نفوذاً، ما يعني.. اننا لا نتعامل معَ تنظيم حديث الولادة، بل هو تنظيم ولدَ بولادة طالبان والقاعدة وجهاديي العرب.
كلينتون، بوش، أوباما.. هذه السلسلة من الرؤساء الذين خلفوا الحرب الباردة، وسيطروا على مقدرات الشعوب بتنظيمات “عميلة”، أبدعت أجهزة الإمن الأميركية بإخراجها، خصوصاً معَ توفر الحاضنة (السعودية)، والدعم (البترول)، والأرضية (الفكر الوهابي المنحرف).
وكجزء من السياسة الأميركية، التي غادرت الحروب العالمية، وحروب الإستنزاف الإقتصادي والباردة، جاءت الحرب بالمجاميع الإرهابية خطوة مكملة لسياسة الأمن القومي الأميركي، وبالفعل نجحت في تحقيق الأهداف المرسومة لها، ولا يزال السؤال المهم بعد إعلان الولايات المتحدة الحرب على ابنها الثالث “داعش”، ماذا بعد “داعش”؟!

بقلم الكاتب العراقي / زيدون النبهاني

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق