القوات العراقية داخل مركز الفلوجة والحسم بات وشيكاً
انتصارات متتابعة أعلنتها قيادة عمليات تحرير الفلوجة يوم أمس الجمعة 17 حزيران، حيث أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن تحرير المجمع الحكومي وسط الفلوجة ورفع العلم العراقي فوقه. ويضم المجمع الحكومي وسط الفلوجة، ابنية حكومية منها القائممقام والمجلس البلدي ومديرية الشرطة والمخابرات والاستخبارات والامن الوطني والكهرباء والمرور وعدد من الدوائر الأمنية الأخرى. كما أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي عن السيطرة على منطقة حي نزال وسط المدينة، فيما لفت الى أن مقاومة “داعش” ضعيفة داخل مركز الفلوجة.
وبهذا الانجاز، يصبح 50 بالمئة من مدينة الفلوجة فعلياً تحت سيطرة الدولة العراقية، وذلك بعد قرابة 25 يوم من اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، انطلاق عمليات تحرير الفلوجة في 23 مايو/أيار الماضي، والتي تخوضها القوات العراقية المشتركة المكونة من الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر، في ظل انهيار متسارع في صفوف مقاتلي التنظيم الارهابي.
من جهته، أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد جودت، إن قوات الشرطة الاتحادية وصلت إلى وسط مدينة الفلوجة، وتخوض مواجهات عنيفة مع عناصر “داعش”، وقال جودت في كلمة عبر تلفزيون “العراقية” الرسمي: إن القوات تمركزت في شارع بغداد ووصلت إلى جسر الفلوجة الرئيس في وسط المدينة في ظل قتال شرس ومواجهة عناصر انتحارية من “داعش” وسيارات مفخخة.
وأضاف جودت: “أن 50 % من مساحة الفلوجة أصبحت تحت سيطرة الشرطة الاتحادية”، ورأى أن ما وصفها بـ”العمليات الناجحة” لإجلاء الاهالي خارج الفلوجة “ساهمت في انهيار الدواعش”، وتابع: “إن إعلان تحرير الفلوجة بالكامل بات وشيكا”، مؤكدا على “انهيار كبير وسريع في خطوط مقاومة داعش داخل الفلوجة وهروب جماعي لعناصرهم باتجاه الحلابسة والبوعلوان غرب المدينة”، واكد جودت أن “قطعات الشرطة الاتحادية تتقدم بسرعة من 4 محاور للوصول إلى المجمعات الحكومية وسط الفلوجة”.
جودت في وقت لاحق من يوم الجمعة أعلن في حديث لـ “السومرية نيوز”، عن تحرير قطعات قواته احياء الاندلس والسراي والمقبرة بمدينة الفلوجة، مشيرا الى أنها تتقدم تجاه اهدافها المرسومة “بسرعة كبيرة”.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت الجمعة، عن تحرير منطقة العرسان بمدينة الفلوجة، مبينة ان القوات الامنية امنت الضفة اليسرى لنهر الفرات، كما أعلن مصدر في قيادة “عمليات بغداد” لوكالة سبوتنيك الروسية عن فتح وتأمين الطريق السريع الرابط بين العاصمة بغداد، ومدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، ضمن عمليات تحرير المدينة من قبضة تنظيم “داعش”.
ومن جهة أخرى حذرت مصادر عراقية في تصريح لها لصحيفة “أخبار” من خطة لـ “داعش” تقضي بشن هجوم على مقار أمنية وسط مدينة الرمادي، أبرزها مقر قيادة عمليات الأنبار والمناطق القريبة منه، في محاولة لفتح ثغرة أمنية كبيرة من شأنها عرقلة اقتحام الفلوجة بفعل تشتيت الجهد الأمني.
وفي محاول للتقليل من أهمية التقدم الذي تحرزه القوات العراقية المشتركة في الفلوجة، حذر الأمريكييون من أن مناطق محررة عديدة معرضة لخطر السقوط مجدداً بيد داعش، وذلك أثناء اجتماع كشفت عنه صحيفة الأخبار بين قيادات عسكرية عراقية ومستشارين أمريكيين يوم الأربعاء الماضي، وقالت الصحيفة أنّ “الأميركيين لم يُظهروا حماسة للتعجيل في تحرير الفلوجة، أو اقتحام مركزها، خشية أن يحسب ذلك إنجازاً لقوات الحشد الشعبي”، بالرغم من إعلان الحشد رسمياً عدم مشاركته في عملية الاقتحام، فضلاً عن المشاركة الكبيرة للتحالف الدولي في العمليات الجارية.
استمرار المعارك في محافظة نينوى
تتواصل المعارك في المناطق الجنوبية لمحافظة نينوى والتي بدأت بالتزامن مع استمرار عمليات الفلوجة، وأعلنت القوات العراقية استعادة السيطرة على بلدة ناصر جنوب الموصل (مركز محافظة نينوى) بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي “داعش”. كما حشد الجيش العراقي نحو عشرة آلالف من مقاتليه على مشارف مدينة الشرقطاء، آخر معاقل “داعش” في محافظة صلاح الدين، تمهيداً لاعلان ساعة الصفر لاقتحامها.
وبناءا على معلومات استخبارية دُمرت بضربة جوية 4 مقرات لتنظيم داعش الارهابي في قرية “الحاج علي” إحدى قرى جنوب الموصل، ما اسفر عن مقتل 30 من عناصره كانوا متواجدين داخل هذه المقرات، وتدمير مستودع أسلحة تدميرا كاملا في قرية الحاج علي إحدى قرى جنوب الموصل.
ونجحت قيادة عمليات تحرير نينوى بفتح عدة ممرات آمنة ليتم عبرها خروج المدنيين حيث نزح ومنذ الساعات الأولى لفتح هذه الممرات أكثر من 394 عراقيا من قرى الحاج علي باتجاه القطعات العسكرية المتواجدة في قرية خرائب جبر حيث قدمت لهم هذه القطعات المساعدات الطبية والإنسانية والمواد الغذائية ومن ثم جرى نقلهم إلى مخيمات النازحين.
المرجعية توصى بمراعاة المعايير الاسلامية في أماكن القتال
خلال خطبة الجمعة في الروضة الحسينية في كربلاء، قال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي: إن “المرجعية تدعو المقاتلين في ساحات القتال إلى أن يكون قتالهم لتخليص إخوانهم وأخواتهم من عصابة داعش التي هي فئة دخيلة على العراقيين فكراً وممارسة”، مشيراً إلى أن “الأفكار الظلامية التي تتبناها والممارسات الوحشية التي ترتكبها، غريبة على العراقيين تماماً وغير مسبوقة لديهم على مر التاريخ”.
وأضاف الكربلائي أن “المقاتلين بمختلف أصنافهم ومسمياتهم مهمتهم هي تخليص العراق من هذا البلاء العظيم، وعليهم لأداء هذه المهمة على الوجه الصحيح أن يتحلوا بأعلى درجات الانضباط في تصرفاتهم ويراعوا المعايير الإنسانية والإسلامية في تعاملهم مع الجميع في مناطق القتال، ولاسيما المدنيين من كبار السن والنساء والأطفال، بل ومن يسلم نفسه ويترك القتال”.
نشاط للسفارة السعودية في بغداد واستياء شعبي
وعلى صعيد متصل أثارت التحركات الأخيرة للسفارة السعودية في بغداد استياء شعبياً واسعاً على خلفية الزيارة التي قام بها وفد من مسؤولي السفارة إلى سجن الناصرية (جنوب العراق)، حيث يقبع عدد كبير من السجناء السعوديين المدانين بالإرهاب. ومثّلت هذه الزيارة صدمة للشارع العراقي، وأثارت تساؤلات عدة بشأن هدف السفارة السعودية من ذلك، في ظل رفض واسع لسياسات المملكة إزاء العراق، منذ عام 2003.
ويبدو أنه قد جرى الترتيب للزيارة على مستويات عالية، فقد سبقتها بيوم واحد زيارة مماثلة لرئيس البرلمان سليم الجبوري، في سابقة هي الأولى من نوعها لزيارة رئيس البرلمان لأحد سجون العراق. ثم جاء نقل الوفد السعودي إلى السجن بطائرة خاصة، حيث وعد الوفد السعودي ورئيسه “صلاح عبدالله الهطلاني” السجناء السعوديين بالافراج القريب عنهم.
وكان السفير السعودي في العراق ثامر السبهان هاجم على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وجود مستشارين عسكريين ايرانيين في العراق قرب الفلوجة، كما هاجم سابقا قوات الحشد الشعبي التي تقاتل الارهاب وجماعة “داعش” التي استحلت الموصل ومدنا رئيسية في العراق، الأمر الذي ردت عليه وزارة الخارجية العراقية مؤخراً ببيان أدانت فيه تدخلات السفير السعودي بالشأن الداخلي العراقي مؤكدة أن العراق لن يسمح لأي سفير بتوظيف مهامه لتأجيج الطائفية.
المصدر / الوقت