تدحرج المفاوضات والميدان..آخر التطورات في المشهد اليمني 

يبدو أن السعودية مصرّة على الإستمرار في عدوانها على اليمن بعد نجاحها في عرقلة المفاوضات الجارية في الكويت حتى الساعة، فقد كشفت مصادر محلية بمحافظات أبين وشبوة ولحج عن قيام قيادات مقربة من المدعو علي محسن الأحمر وعبر عدد من المشائخ بهذه المحافظات بتجنيد المئات من أبناء المحافظات الجنوبية، ونقلهم على متن حافلات إلى محافظة مأرب للقتال في صفوف مرتزقة العدوان .

وقالت مواقع إعلام مقربة من العدوان إن عدد من المشائخ على صلة بالعميد علي محسن الأحمر قاموا بنقل المئات من الشباب من محافظات أبين وشبوة ولحج صوب محافظة مأرب، بعد إبلاغهم بأنهم سيقومون بتجنيدهم، مشيرةً أن مصادرها الخاصة في الرياض قالت أنه يتم الإعداد لدفعهم صوب العاصمة صنعاء .

لم تكن خطوة الأحمر هذه، لو صحت، جديدة فخلال عامي 2012 و 2013، كان المدعو علي محسن الأحمر وراء نقل الآلاف من الشباب المغرر بهم، من محافظات شمالية ومحافظات جنوبية، نحو منطقة دماج في صعدة خلال زاجاً بهم في معركة أشعلها في حينه خدمة لأجندة خارجية، وما يعزّز هذه الفرضية اليوم هو ما كشفه رئيس المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” صالح الصماد، بالأمس، أن هناك استعدادات سعودية لشن حرب كبيرة على اليمن، تقابلها ترتيبات مع سائر القوى الوطنية لمواجهة أي تصعيد عسكري في ظل احتمالات إفشال المفاوضات الجارية في الكويت.

الجيش واللجان تصدّ زحفاً كبيراً في الجوف

ميدانياً، صدت القوات اليمنية المشتركة زحفاً كبيراً لمرتزقة العدوان السعودي بإتجاه مديرية المتون بمحافظة الجوف.

واكد مصدر عسكري يمني، أن المرتزقة وتحت غطاء جوي لطيران العدوان السعودي حاولوا التقدم بإتجاه جبل حام الإستراتيجي بمديرية المتون وتم التصدي لهم وقتل أعدادا كبيرة منهم.

واضاف، ان قوات الجيش واللجان الشعبية سيطرت على عدد من المناطق التي يحتلها المرتزقة بعد صد الهجوم.

هذا واكد مصدر عسكري وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لمليشيات العدوان في محافظة مأرب، واوضح ان القوة العسكرية مكونة من اكثر من مئتي مدرعة والية عسكرية والمئات من جنود وضباط من الجيش السعودي.

وأشارت المصادر إلى أنه تم توزيع هذه التعزيزات في مختلف جبهات القتال في مأرب وجبهة نهم في محافظة صنعاء.

وفي تعز، احبطت القوات اليمنية المشتركة زحفا للمرتزقة على مدينة ذوباب، واكدت مصادر عسكرية ان الهجوم استمر اكثر من سبع ساعات. واوضحت ان احباط الهجوم ادى الى مقتل واصابة العشرات من المرتزقة.

تصفية العميد العواصي في صراع داخلي بين قوات هادي

على صعيد متّصل، لقي القيادي في قوات المرتزقة العميد علي محمد العواضي اليوم الجمعة مصرعه في مأرب بعملية بينية شاعت بين قوات المرتزقة منذ فترة طويلة .

وكان العميد العواضي المعين من قبل الرئيس المستقيل هادي في منصب رئيس عمليات وزارة الدفاع قد تعرض لعملية اغتيال يوم أمس على يد مسلحين في مدينة مأرب.

واغتال مسلحون على متن دراجة نارية يوم الثلاثاء الماضي القيادي في الحراك الجنوبي والمحامي عبدا لله اليزيدي في مدينة جعار بمحافظة أبين.

وقبل حادث اغتيال القيادي في الحراك الجنوبي بيومين، اغتال مسلحون ضابطا عسكريا مواليا للفار هادي يدعى محمد الحبسي بمدينة زنجبار بمحافظة أبين.

وقالت مصادر إخبارية موالية للعدوان إن مجهولين أطلقوا النار على الضابط محمد الحيسي أثناء كونه في طريقه صوب مدينة عدن عقب زيارة والدته بمشفى الرازي بجعار.

ويأتي حادث مصرع العواضي و اليزيدي و الحبسي ضمن سلسلة طويلة من الصراع الداخلي بين فصائل العدوان السعودي.

الحوثي: ملتزمون بوقف إطلاق النار والدفاع عن النفس

سياسياً، أكد رئيس اللجان الثورية محمد علي الحوثي أن الجيش واللجان الشعبية ملتزمون بوقف إطلاق النار وأن مايقوم به الجيش واللجان يأتي في إطار الدفاع عن النفس ليس إلا، مؤكدا أنه ليس هناك أي نية للتوغل في الجنوب.

وقال رئيس الجنة الثورية العليا في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “إن ما يحصل في الجبهات هو رد طبيعي على ما يحدث من خروقات مستمرة من تحالف العدوان، ودفاعا عن النفس”

وأضاف ” إننا لازلنا ملتزمون ببنود وقف إطلاق النار وما يقوم به الجيش واللجان الشعبية يأتي في إطار الدفاع عن النفس ليس إلا”، مؤكدا أنه ليس هناك أي نية للتوغل في الجنوب.

وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن ما حدث خلال أكثر من عام هو استهداف لمقدرات الشعب اليمني وحصاره وعدوان غير مبرر يتنافى مع كل المبادئ والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

عبد السلام: اتفاق السلم والشراكة وهو العقد الجامع والوحيد حتى اللحظة

وفي الكويت، قال رئيس وفد انصارالله التفاوضي في الكويت والناطق الرسمي محمد عبدالسلام إن “الاتفاق السياسي الجامع بين اليمنيين أحزابا ومكونات هو اتفاق السلم والشراكة وهو العقد الجامع والوحيد حتى هذه اللحظة”.
وجاءت تغريدت عبدالسلام كردٍ على تسريبات ولد الشيخ بوجود خريطة طريق للحل في اليمن لم تشر إلى اتفاقية السلم والشراكة.

ويتجاهل الوسيط الأممي في مشاورات الكويت إسماعيل ولد الشيخ ذكر اتفاق السلم والشراكة باستمرار في لقاءاته ومؤتمراته الصحفية كأحد مرجعيات المشاورات مكتفيا بالقول “مرجعيات المفاوضات المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216.”
المصدر / الوقت