التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ساعدك الله أيّها القائد.. 

اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية في إيران يعد القيادي الأبرز في مجال محاربة الإرهاب والتصدي للجماعات التكفيرية والمتطرفة من خلال مشاركاته الواسعة في ساحات المواجهة وحضوره الدائم إلى جانب قوى المقاومة في عموم المنطقة.

واشتهر سليماني بدوره الإيجابي والمؤثر في دعم الشعب العراقي وقياداته السياسية والميدانية في التخلص من الإحتلال وبناء دولتهم المستقلة. ويؤكد المراقبون بأنه لعب دوراً محورياً وحاسماً في الإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله على الکيان الإسرائيلي في صيف عام 2006. كما يؤكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “رمضان عبد الله شلّح” بأن سليماني ساهم بشكل كبير وفعّال في تزويد المقاومة الفلسطينية بمختلف أنواع السلاح لصد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف عام 2014.

وقبل عدّة أيام أصدر اللواء سليماني بياناً خاطب فيه بشكل مباشر السلطات الحاكمة في البحرين، محذراً إيّاها من العواقب الوخيمة لممارساتها التعسفية ضد الشعب البحريني بصورة عامة وعلماء الدين بصورة خاصة.

وتجدر الإشارة إلى أن اللواء سليماني ليس شخصية سياسية أو دبلوماسية، ولهذا فإن العبارات التي إستخدمها في خطابه الذي وجّهه لسلطات المنامة لم تكن تعبر عن مجرد إدانات لما يعانيه الشعب البحريني من قمع شديد على يد هذه السلطات.

كما ينبغي التنبيه إلى أن بيان سليماني لم يكن بمثابة مقالٍ سياسي أو تحليل صحفي يهدف إلى طرح نظرية معينة بخصوص الأوضاع في البحرين؛ بل هو يعكس بوضوح ثوابت الجمهورية الإسلامية في إيران والمبادئ العقائدية والقيم الثورية التي تنطلق منها وتعتمدها في رسم سياستها الخارجية، وهو ما أشار إليه أيضاً بيان وزارة الخارجية الإيرانية الذي أكد أن موقف سليماني جاء منسجماً تماماً مع إرادة الشعب الإيراني ومعبراً عن دعمه الكامل لمطالب الشعب البحريني المظلوم.

فنحن إذاً أمام حقيقة واضحة وملموسة وهي أن قائد فيلق القدس شخصية قيادية مرموقة في الجمهورية الإسلامية في إيران ويبذل جهوداً حثيثة لدعم جميع المسلمين في مساعيهم الرامية لتحقيق الأمن والإستقرار في بلدانهم. فتراه مرّة يشمّر عن ساعديه للوقوف إلى جانب الشعب العراقي وقياداته لدعمهم في التخلص من الإحتلال الأجنبي لبلادهم، وتراه في وقت آخر يقف إلى جانب الشعب السوري وقياداته لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية والتكفيرية المتطرفة التي تستهدف تمزيق بلادهم.

ورغم مزاعم البعض بأن ما يقوم به اللواء سليماني يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لتلك الدول، إلاّ أن سليماني لا يعير أهمية لهذه المزاعم لأن تحركه يأتي وفق أطر قانونية وبناءً على طلبٍ من قيادات تلك البلدان وهو ما أكده كبار المسؤولين العراقيين والسوريين، الذين أوضحوا في مناسبات متعددة بأن سليماني يقدم إستشارات عسكرية في غاية الأهمية للمساعدة في التخلص من خطر الإرهاب والجماعات التكفيرية.

وموقف سليماني الأخير إزاء قيام سلطات آل خليفة بسحب الجنسية البحرينية عن الزعيم الديني آية الله الشيخ عيسى قاسم يأتي أيضاً في إطار مسؤوليته الإسلامية والإنسانية في الدفاع عن الشعوب المظلومة وقياداتها الدينية عندما تُنتهك حقوقها المشروعة التي أقرتها الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية.

فهل المطلوب من اللواء سليماني إزاء مثل هذه الإنتهاكات أن يكتفي بإصدار بيانات إدانة يعرب فيها عن أسفه لما يحصل في البحرين، كما يفعل أيّ مسؤول سياسي أو دبلوماسي، أو يكتفي بكتابة تحليل في صحيفة عمّا يجري في البحرين كما يفعل أيّ صحفي؟

الإجابة عن هذا التساؤل بالنفي قطعاً، لأن سليماني – وكما ذكرنا قبل قليل – ليس شخصية صحفية أو دبلوماسية أو سياسية؛ بل هو قائد ميداني يُملي عليه ضميره وواجبه الديني والإنساني الوقوف إلى جانب المظلوم ضد الظالم، وهذه قاعدة إسلامية بديهية أقرها القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وسيرة العقلاء والصالحين على مرّ الزمن.

ختاماً نقول إن القائد سليماني ليس وحده في ساحة المواجهة ضد الظالمين ومنتهكي حقوق الإنسان، بل يقف إلى جانبه الكثير من المخلصين والمقاومين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الشعوب المظلومة ومساندة مساعيها الحثيثة لإعادة الأمن والإستقرار والهدوء إلى ربوع المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق