الاكراد وحلم المشاركة السياسية في السلطة بتركيا
وكالات – سياسة – الرأي –
بقيت قضية الاكراد في تركيا دوما من الموضوعات الساخنة التي وضعت الحكومة التركية أمام تحديات ومشاكل عديدة. و قد سعى حزب العدالة والتنمية منذ وصوله الى السلطة في تركيا لتبني نهجا خاصا في التعاطي مع هذه الاقلية وتمكينها بشكل من الاشكال للعب دور في صنع القرار التركي.
و رغم ان الاكراد كان لهم دور ملحوظ في فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات عامي 2002 و2007 وعلى الرغم من ان الحزب قطع في عام 2002 وعدا انتخابيا بحل المشكلة الكردية وتحقيق تمثيل كردي داخل الحكومة الا ان كل تلك الشعارات لم تبصر النور ولم تترجم على ارض الواقع واقتصرت على اتخاذ بعض الاجراءات الثقافية كتعليم اللغة الكردية.
لقد رفضت الحكومة التركية الاعتراف بالقومية الكردية وحقوق الاكراد على غرار الاقليات الاخرى وهذا ما وضعها أمام اضطرابات أمنية وقف ورائها حزب العمال الكردستاني.
يمتاز الموقف الكردي من حكومة انقره بتنوع توجهاته فهناك فريق من الاكراد يرغب بالاحتفاظ بالوضع الحالي ومواصلة الحضور في البناء السياسي للحكومة، فيما يشدد فريق آخر على مواصلة الكفاح المسلح. وبموازاة هذين التيارين هناك تيار كردي آخر يدعو الى الجمع بين العمل المسلح والعمل السياسي.
الحكومة التركية هي بدورها ايضا تبنت توجهين أساسيين في مواجهة الاكراد؛ الاول: السماح للاكراد بالمشاركة السياسية لمتابعة مطاليبهم عبر القانون. والثاني: قمع الاكراد واقصائهم عن الساحة السياسية.
يبدو ان الاكراد يسعون لتوسيع علاقاتهم مع الحكومة والحزب الحاكم في السنوات المقبلة حتى يكونوا قادرين على طرح و متابعة مطاليبهم عبر الطرق القانونية و السياسية. ويسعى هؤلاء للتعاون مع الحزب الحاكم داخل البرلمان لتهيئة أرضيات التعاون والعمل المشترك مع الحزب واردوغان لاجراء تعديل على الدستور بما يكفل حقوقهم ويصون مكاسبهم في المجالات السياسية والاجتماعية وفي منطقة الحكم الذاتي والارتقاء بها الى مستوى ادارة المناطق والبلديات ودوائر الاقضية والمدن والمحافظات.
و رغم ان حكومة اردوغان ترجح التوجه الاول لحل المشكلة الكردية لكنها تواجه في هذا الطريق تحديات أساسية قد تزيد من هشاشة المفاوضات بين الجانبين وتقوض في النهاية المسارالتفاوضي ومن هذه التحديات التي تركت كل واحدة منها تاثيرات سلبية على مفاوضات السلام بين انقرة والاكراد: الخلافات التاريخية القائمة بين الاكراد والاتراك وتعددية قيادات الـ PKK والابعاد الاقليمية للقضية الكردية.
في ضوء هذه المعطيات الشائكة والعلاقة الخلافية بين الاكراد والحكومة التركية فان مستقبلا ضبابيا يحوم حول الحل السياسي لهذه المشكلة؛ فهل سيواصل الاكراد تبني النهج الاستقلالي والانفصالي او يرجحون متابعة اهدافهم السياسية بالطرق السلمية خاصة وان حصيلة الانشطة المتحققة خلال السنوات الاخيرة تشير بوضوح الى انهم يتطلعون للمشاركة في السلطة وادارة مناطقهم؟ . انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق