تحذير قائد الحرس الثوري حول “الارهاب البيولوجي”
طهران – سياسة – الرأي –
حذر قائد الحرس الثوري في ايران، محمد علي جعفري، من انتشار نوع جديد من الارهاب في العالم وهو “الارهاب البيولوجي”، داعيا الى التصدي لهذا النوع من الارهاب.
أفادت وكالة أنباء فارس أن قائد قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري لدى لقائه كوادر من الحرس بتأريخ 18 كانون الأول/ ديسمبر 2013م استخدم لأول مرة مصطلحين جديدين على صعيد الإرهاب، ودعا إلى ضرورة التصدي لهذا النمط الإرهابي الجديد، وهذان المصطلحان هما “الإرهاب البيولوجي” و”الإرهاب الليزري” وصرح بالقول: إن مختلف السبل الارهابية التقليدية والحديثة لا بد وان يتم تشخيصها والتصدي لها بشكل مدروس.
في تلك الآونة لم يكن هذان المصطلحان متداولان في الاوساط العلمية والاعلامية لذلك نشرت وكالة انباء فارس تقريراً خاصاً بها بغية بيان دلالتهما وفيما يلي نذكر تفاصيلهما مرة اخرى.
سلاح غير متعارف لكنه ليس جديداً على الساحة
الارهاب الميكروبي ليس جديداً على الساحة ويضرب بجذوره في عصر ما قبل الميلاد ابان الحروب بين الرومان، حيث قاموا بتلويث المصادر المائية عن طريق القاء جثث القتلى فيها بغية اخضاع العدو، كما ان المغول قاموا بذلك في بعض حروبهم ولكن بطريقة اخرى، حيث كانوا يلقون بجثث المرضى المصابين بالطاعون في داخل المدن التي يريدون احتلالها، وفي العصر الحديث ولا سيما اثناء الحرب الباردة، شاع بين الناس احتمال اندلاع حرب ميكروبية، لكن ذلك لم يقع لكون جميع البلدان تعرف ما لهذه الاسلحة الفتاكة من تبعات لا يمكن السيطرة عليها، لذلك لم يتم استخدامها في حرب واقعية، ولكن الارهاب التكفيري لا يلتزم باية اصول او قواعد انسانية ولا دينية ولا قانونية، لذلك استخدمت من قبل الارهابيين في بعض المناطق الصغيرة التي عصيت عليهم.
سلاح شبه انتحاري
لقد شهدت البشرية تفشي العديد من الاوبئة الفتاكة طوال العقود الماضية اثر خروج ميكروبات قاتلة من مختبرات البلدان المصنعة للاسلحة الميكروبية كالحصبة والطاعون، حيث انتشرت هذه الاوبئة في بادئ الامر في بعض المدن الاميركية ثم تسرت الى سائر انحاء العالم، ناهيك عن ان العديد من الاسلحة الميكروبية التي لم يتم تخزينها وفق المعايير الصحيحة قد اسفرت عن انتشار هذه الامراض القاتلة في مختلف المدن.
رسالة حبّ من بلغاريا
في عام 1978 م، اصيب “جورج ماركوف” بجرح بسيط عن طريق مظلة في احد مواقف الحافلات، لكن اوضاعه الصحية تدهورت بسرعة، وما لبث ان توفي بعد اربعة ايام، فقط وبعد اجراء الفحوص والتحاليل على جثته، تبين ان المظلة التي احتكت بجسمه وجرحته كانت ملطخة بمادة سامة تدعى “ريسين”، وبالطبع فقد كان الامر متعمداً، لان هذا الرجل هو احد ابرز رموز المعارضة هناك.
والامثلة على هذا الصعيد كثيرة، منها تلك الرسالة التي بعثت الى مكتب الرئيس الاميركي، باراك اوباما، وبعض الرسائل التي بعثت الى ابرز المسؤولية الاميركان وكذلك محاولة اغتيال خالد مشعل في الاردن عام 1997 م، والتي منيت بالفشل، اضافة الى تفشي “داء الجمرة الخبيثة” في اوائل الالفية الثانية، والذي اودى بحياة خمسة اشخاص في عام 2001 م.
حظر فتح الرسائل والمصافحة
هناك العديد من السبل المتبعة للحفاظ على سلامة المسؤولين والحيلولة دون اغتيالهم بميكروبات قاتلة، وبما في ذلك عدم تصديهم لفتح الرسائل بشكل مباشر واستخدام مواد واقية خاصة تحول دون نفوذ السموم الى البدن وتعقيم الطرود البريدية بواسطة اشعة اكس وغاما، كما ان سياراتهم مصنعة بشكل يحول دون نفوذ البكتريا والميكروبات الى داخلها بسهولة.
العقاقير واللقاحات المضادة
لحد الآن تم تصنيع بعض اللقاحات والامصال المضادة للميكروبات والفايروسات والبكتريا بغية الاستفادة منها عند الضرورة، وهذا السبيل متعارف في التصدي للتلوث البيولوجي. وعلى هذا الاساس قامت بعض البلدان بتخصيص ميزانية لاجل تصنيع هذه اللقاحات والامصال وبالاخص في المراكز العسكرية التابعة للبلدان الغربية، واما في الجمهورية الاسلامية فقد بادر الاخصائيون بتصنيع لقاحات متطورة يمكن الاعتماد عليها للتصدي لاي عملية ارهابية بيولوجية.
الاغتيال بداء السرطان
في الجمهورية الاسلامية لم ينشر لحد الآن اي تقرير حول استخدام اسلحة ميكروبية لاغتيال الشخصيات السياسية، ولكن في عقد الثمانينيات اصيب المدعي العالم آية الله رباني املشي بداء السرطان، مما ادى الى استشهاده، وقد اعترفت احدى المنظمات الارهابية المناهضة للثورة باستخدامها مادة سرطانية في اغتياله.
وفي الآونة الاخيرة هناك اخبار غير رسمية حول اصابة بعض الاشخاص بسرطان ميكروبي، لكن هذه الاخبار لم تؤيد ولم تفند، وهذا الامر سواء كان صائباً او كاذباً، فهو انذار لا بد من الالتفات اليه، فقائد قوات الحرس الثوري قد اكد عليه ودعا الى اتخاذ الاجراءات اللازمة بغية التصدي له ومعالجه فيما لو حدث.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق