كاتب سياسي : متى تعترف الإمارات بزواجها السري من إسرائيل!
يبقى حلم الخروج من عباءة السعودية سياسياً، يُراود مشيخة الإمارات، خاصةً بعدَ فشل مخططاتهم المُشتركة في المِنطقة، فسوريا لا تزال تخضع لِنظام الأسد على غير المتوقع، واليمن أذاقت الإمارات ويلات الحَرب، فيما يَعتقد شيوخ الدولة؛ إن السعودية فَشلت في قيادة دول الخليج، وعلى الإمارات أن تقرر مصيرها لوحدها، أسوةً بقطر التي أصبحَ دورها يُضاهي دور السعودية سياسياً.
ودائماً؛ وكما حصلَ سابقاً معَ قطر، تكون العلاقة معَ إسرائيل هي بوابة الخروج من خيمة السعودية، فهم يدركون جيداً إن الدور السعودي لم يكن مهماً، لولا علاقته بالغرب من خلال شراكة دائمة لدعم إسرائيل، والتطبيع سياسياً على الأقل معها، عبر مواقف طويلة، أمتدت منذ وجود “إسرائيل” في فلسطين المُحتلة.
لكن الإمارات لم تتمتع بجرأة قَطر إلى الآن؛ فهي تتستر على زواجها الكاثوليكي بتل أبيب، وبقيت قضية إفتتاح ممثلية لـ “إسرائيل” في أبو ظبي، تُشكل عقدة لمشيخة الدولة، حتى حاولوا إقناع الشارع الإماراتي مراراً وتكراراً، بآن إفتتاح ممثلية لـ “إسرائيل” في الإمارات، لا يعني إن هناكَ تغييراً بمواقف الدولة، بل هو حالة خاصة بوكالة الطاقة المتجددة “يرنا”.
هذه الألعوبة لم يُصدقها الشارع الإماراتي، الذي أكتفى بإظهار السخط على الحكام، لإن ما عقب تلك الكارثة فضيحة كبيرة، كشفت عمق العلاقة بينَ أبوظبي وتل أبيب، تتعلق بصفقات أسلحة إسرائيلية، ودخول شركات أمنية إسرائيلية إلى الإمارات، بذريعة مساعدة الأخيرة في حرب اليمن، التي تخسر فيها الإمارات يومياً، عشرات من مقاتليها هناك!
الناشط الفلسطيني عمر البرغوثي؛ هاجم الإمارات وإعتبر مواقفها في التطبيع مع “إسرائيل” مخزية، قائلاً: “شراء الأسلحة الإسرائيلية التي يتم إختبارها على الفلسطينيين واللبنانيين؛ هو شكل من أشكال التواطؤ المباشر من أجل تبييض جرائم الحرب الإسرائيلية”!
هذه هي رؤية فلسطين وشعبها الذين يتبجح النظام الإماراتي بدعمهم مالياً، فمن هنا يعطون الأموال لصناعة الأسلحة الإسرائيلية، ومن هناك يعطون الأموال لعوائل الشهداء والجرحى، فهذه هي المعادلة التي تريدها “إسرائيل”، خشية تحول جرائمها إلى ثورة عارمة ضدها، فوظيفة الإمارات تقديم الرشاوى لا أكثر.
أسماء صهيونية مهمة ألتقت مع مسؤولين أماراتيين؛ ومنهم من زارها، ونحن هنا نتحدث عن وزير البنية التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، و مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جولد، وأيضاً لم تكن تسيبي ليفني بعيدة عن المصافحة الإماراتية، خاصةً وإن أصابع إتهام توجه ضد عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، بتطييب خواطر ليفني بعد حرب ٢٠٠٦!
إذن؛ زواج نجل زايد بالقيادية ليفني حاضراً، كذلك زواج السياسة بين الكيان والإمارات، ما ينقصهُ هو الإشهار فقط، وإن حاول ضاحي خلفان هتك ذاك السر أو ربما التحضير لإعلانه، فيبقى الأمر غير كافي لشيوخ الإمارات، الذين يريدون أن يشتروا دوراً قوياً في المنطقة، بلعق أقدام تل أبيب!
بقلم: نَصر الله عثمان الغانم
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق