التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

يوم القدس؛ اليوم العالمي للوحدة الإسلامية في مواجهة الإستكبار العالمي 

يمثل “يوم القدس العالمي” الذي دعا له مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني “قدس سره الشريف” في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام أهم مناسبة للتعبير عن إحتجاج مسلمي العالم ضد جرائم الكيان الإسرائيلي ومؤامرات الإستكبار العالمي التي أوجدت هذا الكيان اللقيط في منطقة الشرق الأوسط.

وأطلق الإمام الخميني”قدس سره” دعوته لإحياء هذا اليوم بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1978 وتحديداً في يوم 7 آب/أغسطس من عام 1979 عبر بيان وجّهه إلى العالم الإسلامي ودعاهم فيه إلى إعلان دعمهم الشامل لمقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة الكيان الإسرائيلي وحماته الغربيين والإقليميين وعلى رأسهم أمريكا.

ومنذ ذلك التاريخ يحظى “يوم القدس العالمي” بإهتمام خاص لدى جميع مسلمي العالم نظراً للأهمية التاريخية العظيمة والمكانة الدينية والمعنوية الرفيعة التي يحظى بها “القدس الشريف” عند أتباع الديانات السماوية عموماً وعند المسلمين خصوصاً، لما تحتويه هذه المدينة من المقدسات كالمسجد الأقصى المبارك، قبلة المسلمين الأولى قبل تحويلها بأمر من الله سبحانه وتعإلى إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وكذلك قبة الصخرة التي عرج منها الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في رحلة الإسراء والمعراج إلى السماء حتى بلغ (قاب قوسين أو أدنى) عند سدرة المنتهى. وكان المسلمون يحجّون إلى هذه الأماكن المقدسة كما يحجون إلى بيت الله الحرام وإلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلاّ أن إحتلال الكيان الإسرائيلي للقدس بأكملها عام 1967 صار حائلاً دون إستمرار الزيارة إليها.

أهمية يوم القدس العالمي

تكمن أهمية “يوم القدس العالمي” الذي يشهد مسيرات وتظاهرات إحتجاجية واسعة النطاق في مختلف أنحاء العالم ضد جرائم الكيان الإسرائيلي وحماته الغربيين والإقليميين لاسيّما امريكا بما يلي:

أولاً: يكشف هذا اليوم المنزلة الرفيعة التي يحظى بها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك لدى جميع المسلمين في العالم ويبيّن مدى أهمية الحفاظ على هذه الأماكن المقدسة، وضرورة بذل الغالي والنفيس من أجل تحريرها من دنس الصهاينة الغزاة.

ثانياً: تعكس المسيرات والتظاهرات المليونية التي تنطلق في يوم القدس العالمي في مختلف أرجاء العالم حقيقة الثورة الإسلامية في إيران وجهودها المخلصة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم والتي ينبغي أن تكون قدوة وأسوة لجميع الدول الإسلامية من أجل نصرة هذا الشعب الصابر وضرورة تمكينه من إستعادة حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن وفي مقدمتها حق العودة.

ثالثاً: يعكس “يوم القدس العالمي” حقيقة جوهرية مفادها أن الكيان الإسرائيلي هو كيان لقيط وغير مشروع وغدّة سرطانية يجب أن تستأصل من بدن الأمة الإسلامية، وعلى الدول الغربية التي تدعم هذا الكيان الغاصب وعلى رأسها أمريكا أن تعي جيداً هذه الحقيقة التي لا يمكن التستر عليها بأي حال من الأحوال مهما حاولت وسعت هذه الدول.

ولا تقتصر أهمية “يوم القدس العالمي” على ما ذكر أعلاه؛ بل ينبغي الإلتفات أيضاً إلى أهميته القصوى في توحيد كلمة المسلمين في كافة أقطار الأرض، وضرورة التلاحم فيما بينهم لمواجهة مخططات ودسائس القوى الإستكبارية التي تستهدف تمزيق العالم الإسلامي ونهب ثرواته والتحكم بمصيره عبر إثارة الفتنة الطائفية وبث الفرقة في صفوف المسلمين.

كما ينبغي الإستفادة من “يوم القدس العالمي” في توحيد جهود الأمة الإسلامية لمواجهة الهجمة الثقافية الغربية التي تستهدف حرف أذهان المسلمين لاسيّما جيل الشباب عن قضاياهم المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق السليبة للشعب الفلسطيني المظلوم.

ولابدّ من الإلتفات إلى التوصيات العميقة والنداءات المخلصة التي أطلقها الإمام الخميني “قدس سره الشريف” في هذا المجال، حيث أكد “رضوان الله تعالى عليه” في مناسبات كثيرة على أهمية إحياء يوم القدس العالمي بمختلف السبل والطرق الممكنة وفي مقدمتها تنظيم التظاهرات والمسيرات المليونية وإطلاق هتافات “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”.

وهذه جملة من بيانات وتوصيات الإمام الخميني “قدس” في هذا المضمار:

أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وهو من أيام القدر، يوماً للقدس، وأن يعلنوا خلاله عبر المراسم الخاصة، عن تلاحم الأمة الإسلامية في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني المسلم.
إنّ يوم القدس هو يوم عالمي، ولا يخصّ القدس فقط؛ بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، ويوم مواجهة الشعوب التي رزحت تحت ضغط الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، ويوم ينبغي فيه أن يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين ويمرّغوا أنوفهم في التراب.
يوم القدس العالمي يمتاز فيه الملتزمون عن غيرهم؛ فالملتزمون يعملون بما يجب أن يعملوا به في هذا اليوم، أما المرتبطون بالقوى الإستكبارية والإستعمارية والكيان الإسرائيلي اللقيط لا يهتمون لذلك ويمنعون الشعوب من إقامة المظاهرات في هذا اليوم.
يوم القدس يجب أن يتعيّن فيه مصير الشعوب المستضعفة، ولابدّ للمستضعفين أن يبرزوا قوتهم أمام المستكبرين والمفسدين ويلقوا بهم في مزابل التاريخ.
إنَّ “إسرائيل” عدوّة البشرية وعدوّة الإنسانية، وعليها أنْ تعلم أنّ أسيادها قد خسروا مواقعهم في العالم، ولابدّ لهم من الزوال، ويجب عليهم أن لا يتدخلوا في شؤون العالم الإسلامي.
يوم القدس هو يوم الإسلام، ولابدّ من إحيائه بكل السبل والوسائل الممكنة في جميع الأقطار الإسلامية.
وهذه أيضاً جملة من توصيات ونداءات قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول أهمية يوم القدس العالمي:

يوم القدس العالمي هو يوم الفكر والعقيدة المقاوِمة ضد الإستكبار العالمي.
يوم القدس هو يوم إصطفاف أنصار الحق ضد أعوان الظلم والباطل، ويوم صرخة الأمة الإسلامية ضد السرطان الصهيوني القاتل.
يوم القدس هو يوم إنذار الإستكبار العالمي بأن الإسلام لن يرضخ لسيطرته وسيطرة عملائه المستبدين في بلادنا الإسلامية والعربية.
ويحظى يوم القدس العالمي هذا العام بأهمية بالغة نظراً للظروف الحسّاسة والمضطربة التي تواجهها الأمة الإسلامية، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، بسبب المؤامرات الخبيثة التي تحيكها الدول الإستكبارية ضد بلدان وشعوب المنطقة سواء في العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان أو البحرين، وغيرها من الدول الإسلامية، والتي تستهدف النيل من وحدة الأمة وزرع الخلاف والشقاق بين أبنائها خدمة للكيان الإسرائيلي الغاصب وحماته الغربيين والإقليميين لاسيّما أمريكا.

في الختام نود أن نشير هنا إلى ما ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: “إنّ بيت المقدس بنته الأنبياء، وعمّرته الأنبياء، وما فيه موضع شبر إلاّ وقد صلّى فيه نبيّ وقام عليه ملك”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق