أميركا وفضيحة أخرى في البوكمال!
وكالات – سياسة – الرأي –
مرة جديدة تظهر نكسة وانكسار لقوات مدربة وممولة ومجهزة اميركياً وفشل ذريع على الارض السورية. انزال كبير في البوكمال بريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية- العراقية يمنى بضربة كبيرة، ولم يصمد لساعات بعد ان تلقته عناصر داعش واجهزت على الكثيرين.
لم يكن هذا الانزال الاول، في اواخر العام 2015 استهدف طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة بلدة الشعفة قرب مدينة البو كمال وتحدثت حينها معلومات عن انزال بري للتحالف قرب حقل التنك دون معلومات عن الهدف والانجاز.
من جديد تظهر “الكذبة الكبيرة” الاميركية، فتفشل قوات مدعومة اميركياً تسمى هذه المرة “جيش سوريا الجديد” مستندة كما يفترض الى تدريب محترف وصرف اموال باهظة، مما اعاد الى الاذهان فشل برنامج تدريب اميركي لمقاتلين من “المعارضة السورية” منذ عامين، حيث تم صرف نصف مليار دولار على برنامج تدريب مجموعات مسلحة ثم تقلص العدد الى عدة افراد، وهؤلاء ايضا لم ينجزوا شيئا فتم اعلان فشل البرنامج.
موضوع محاربة الاميركيين او التحالف الغربي لداعش دائما ما كان يثير اسئلة حول مدى الجدية والنجاعة، فالتحالف استند الى ضربات جوية لمدة اكثر من سنتين مجندا ضمنه عشرات الدول ذات الامكانية الكبيرة، ولكن لم يحقق شيئا على الارض، وها هو عندما يرسل عناصر يدربها من اجل المواجهات المباشرة يحصل كما حصل في البو كمال.
وكان المكتب الإعلامي لما سمي “جيش سوريا الجديد” قال بأنه نفذ أول عملية إنزال جوي في محيط مدينة البوكمال، خلف خطوط داعش عبر طائرات مروحية تابعة لـ “التحالف الدولي”، زاعما السيطرة على عدة مناطق في محيط البو كمال.
لكن معلومات مقابلة اظهرت حجم الكارثة التي حلت بالانزال، اذ ان عملية الإنزال الجوي من “جيش سوريا الجديد” للمئات الذين الذين ألقتهم طائرة “هيروكوليس سي 130” أميركية فوق مطار زراعي قرب “البوكمال” ليلة أمس، وقعوا فريسة داعش فقتل العشرات منهم واسر عشرات وهام الاخرون في الصحراء .
تقول هذه المعلومات ان الأميركيين، والاردنيين، اشرفوا على تكوين ما يسمى “جيش سوريا الجديد” في الشرق السوري، لمحاربة داعش، فيما الهدف الاهم السيطرة على المعابر الحدودية ووضع اليد الاميركية عليها من اجل تحقيق هدف استراتيجي اكببر.
بحسب صحيفة السفير تلقى الألف مقاتل من جيش سوريا الجديد أسلحة وتجهيزاً وعتاداً أميركياً كاملاً، من بنادق “أم 16 اي تو” الأكثر تحديثا في تجهيز القوات الخاصة الأميركية، وقناصات “أم 14”.
تقدمت القوة بمواكبة مجموعة من 20 مستشاراً أجنبياً، غالبيتهم من الأردن، شاركوا منذ تشرين الماضي بتدريبهم على تنفيذ هذا النوع من العمليات في كلية عبد الله الثاني للقوات الخاصة. وتقول الصحيفة ان الواضح أن الابتعاد عن المخابرات التركية، ونقل التجربة إلى الأردن ومخيمات التدريب فيه، بعيداً عن “جبهة النصرة” وأخطار التصفية قبل أن يقوى عود المجموعات الناشئة، لم يعصم الأميركيين من السقوط في فشل مماثل لما حدث في الشمال السوري وفي أول مواجهة حقيقية مع “داعش” في البو كمال. وتشير ان الانتشار يستهدف تحقيق الاتصال بين قوات عربية موالية لهم جنوب شرق سوريا، مع القوات الكردية في شمال شرق في منطقة الشدادي، وإقفال الطوق على قوات “داعش” في المنطقة.
لم يحقق هؤلاء على الارض الا الخسائر والفرار رغم دعمهم من الجو، مع ان المفارقة ان مواقع ووسائل اعلام المعارضة السورية هللت وروجت لانجازات يحققها هؤلاء، ليظهر فشل جديد يتلوه فشل من قبل الجيش والمخابرات الاميركية وهذه المرة يصل الى حد الفضيحة.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق