غزة: مسيرة جماهيرية حاشدة في يوم القدس العالمي بمشاركة كافة القوى والفصائل الفلسطينية
فلسطين – سياسة – الرأي –
شارك آلاف الغزيين في مسيرة جماهيرية حاشدة، جابت شوارع مدينة غزة، عقب انتهاء صلاة الجمعة، استجابةً لنداء الإمام الخميني (رحمه الله)، بنصرة مدينة القدس.
وأفاد مراسل وكالة أنباء فارس، بأن المسيرة انطلقت من أمام مسجد السرايا وسط غزة، وجابت شوارع المدينة، قبل أن تنتهي أمام برج الشوا – وحصري؛ حيث أقيم مهرجانٌ خطابي بمناسبة يوم القدس العالمي.
وشارك ممثلون عن كافة القوى والفصائل الفلسطينية في المسيرة، التي رفعت خلالها يافطات تطالب بوضع القدس في سلم أولويات العرب والمسلمين، وتوجيه البوصلة لدعم المقاومة الفلسطينية، وانتفاضة القدس.
وفي كلمةٍ ألقاها نيابةً عن القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، أكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- في قطاع غزة لؤي القريوتي، أن يوم القدس العالمي يبعث برسالة واضحة للعدو الصهيوني مفادها بأن المقاومة مستمرة حتى تحرير القدس.
وأشار القريوتي إلى أن ما يجري في المحيط العربي من نزيف للدم يهدف إلى حرف البوصلة عن القدس المحتلة، وتفتيت المنطقة، وإشغالها عن دعم ونصرة الشعب الفلسطيني.
واستهجن حالة الهوان والضعف التي تبديها الدول العربية والإسلامية إزاء ما يجري في القدس، وتركهم المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك يواجهون بصدورهم العارية مخططات الاحتلال الإسرائيلي، دون مساندة ودعم.
وترحم القريوتي على روح الإمام الخميني (رضوان الله عليه) الذي دعا لإحياء يوم القدس العالمي، موجهًا في السياق الشكر الجزيل – نيابةً عن القوى الفلسطينية المشاركة في المسيرة – للجمهورية الإسلامية الإيرانية، على دعمها الكبير للشعب الفلسطيني ومقاومته، والتي كان آخرها دعم أسر شهداء انتفاضة القدس.
وأكد القيادي الفلسطيني على جملة من المواقف السياسية في هذه المناسبة، منها رفض الفلسطينيين للمبادرات والتحركات السياسية العربية التي تهدف لإسعاف “إسرائيل” المأزومة، منتقدًا وبشدة محاولات إخراج عملية التسوية من الإنعاش، بالدعوات المنادية بإحياء ما تسمى “مبادرة السلام العربية”.
وقال القريوتي بهذا الصدد :” حقوق الشعب الفلسطيني واضحةٌ ولا تحتاج إلى مبادرات، ونضالنا مستمر لتحرير أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة على كامل تراب فلسطين، وعاصمتها القدس”.
ودعا إلى ضرورة توحيد المواقف والجهود الفلسطينية من أجل تحقيق مصالحة حقيقية مبنية على الشراكة، لافتًا إلى أن الانقسام كان له نتائج سلبية على النسيج الوطني والاجتماعي.
ونوه القريوتي إلى أن التفرد في القرار بعيدًا عن الإجماع الوطني يضعف الموقف الفلسطيني، ولا يخدم القضية بتاتًا، مناديًا بإعادة النظر في كل آليات المصالحة الوطنية.
وأبدى القريوتي امتعاضه من نقل ملف المصالحة الفلسطينية إلى الدول العربية والإقليمية، موضحًا أن ذلك زاد الأمر تعقيدًا، داعيًا في الوقت ذاته إلى “إطلاق حوار فلسطيني – فلسطيني شامل، فنحن – كما قال – أقدر على حل خلافاتنا داخل البيت الفلسطيني، ولسنا بحاجة لمساعدة أحد، مع شكرنا للدول الداعمة لاستعادة الوحدة الفلسطينية”.
واقترح القيادي بالجبهة الشعبية – القيادة العامة – أن يكون قطاع غزة مكانًا لانطلاق هذا الحوار، مع أهمية التوافق على برنامج سياسي للحوار، يكون إطاره المحافظة على الحقوق والثوابت الفلسطينية. ورأى أن وثيقة الوفاق، ووثيقة الأسرى، تصلحان لأن تكونا نواةً لهذا البرنامج.
وشدد القريوتي على أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تدار إلا بمشاركة كل القوى والفصائل، في إشارةٍ ضمنية منه على رفضهم للقاءات الثنائية، التي انعقدت بالدوحة في الآونة الأخيرة، بين قيادتي حركتي حماس وفتح، ووصلت إلى طريقٍ مسدود بينهما.
العودة لفلسطين
وعلى هامش المسيرة، تحدث منسق القوى الوطنية والإسلامية في غزة خالد البطش، مؤكدًا على مركزية فلسطين بالنسبة للأمة، وأن هذه الأرض أرضنا، ولا تقبل القسمة.
وطالب البطش الأمة العربية والإسلامية بضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس، وبوقف الصراعات، والعودة مجددًا لفلسطين كقضية جامعة، وعنوانٌ للوحدة والكرامة والعزة.
رسالة المسيرة
بدوره، قال القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية نبيل دياب،:” إن رسالة المشاركين في هذه الفعالية، بأن القدس لن تترك وحيدةً في وجه الغطرسة والبطش الذي تمارسه حكومة الاحتلال”.
وتابع دياب:” كما أن رسالة هذه الفعالية هي التأكيد على الوحدة والتلاحم، وأن القدس تُشكل قاسمًا وطنيًا مشتركًا”.
ولفت إلى فشل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي للحيلولة دون وصول الزحوف الفلسطينية إلى القدس والمسجد الأقصى في هذا اليوم، مؤكدًا أن إرادة شعبنا أقوى من سياسة الحواجز والمنع والغطرسة التي يتبناها عدونا لعزلنا عن عمقنا التاريخي والحضاري.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق