التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أهمية مسيرات يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك 

يتطلب إدراك المعنى الحقيقي ليوم القدس العالمي الذي دعا له الإمام الخميني ” قدس سره الشريف” في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات الإسلامية لاسيّما القدس الشريف، أمرين مهمّين:

الأول: النظرة الواقعية للظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط خصوصاً فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

الثاني: النظرة الواقعية لأهداف يوم القدس والفهم العميق للمسيرات المليونية التي تنطلق في هذا اليوم في مختلف أرجاء العالم.

ويستلزم الأمر الأول الإشارة إلى أهم التطورات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية في شقّيها السلبي والايجابي لاسيّما ما يرتبط بالقضية الفلسطينية والتي يمكن من خلالها معرفة حجم ونوعية النتائج التي تحققت خلال تلك السنوات خصوصاً السنة الماضية، ولمصلحة من ستصب هذه النتائج في نهاية المطاف؟

التطورات السلبية

– توسع الفجوة بين السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة “فتح” وحركة “حماس” بسبب فشل جهود الوساطة المتعددة للتقريب بين الجانبين.

– الهجمات الصهيونية المتكررة لتدنيس المسجد الأقصى المبارك والتي عادة ما تقوم بها الجماعات المتطرفة في الكيان الإسرائيلي بدعم من حكومة وقوات الإحتلال على مدار العام وبشكل أسبوعي تقريباً.

– تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى الذي طرحه “اليمين الإسرائيلي” بقيادة حزب “الليكود” تمهيداً لتهويد المسجد الأقصى، من خلال تكريس سياسة إقتحام المسجد والإعتداء على المرابطين داخله، وفرض تقسيم ساحاته زمانياً بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة كمرحلة أولى يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقاً، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الإحتلال الإسرائيلي “الهيكل الثالث” مكان قبة الصخرة.

– الإتصالات والمحادثات المتكررة لبعض الأنظمة العربية لاسيّما السعودية وقطر مع الكيان الإسرائيلي من أجل تطبيع العلاقات مع هذا الكيان.

– توقيع السلطات التركية إتفاقية جديدة مع الكيان الإسرائيلي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع هذا الكيان بعد قطيعة دامت ست سنوات بين الجانبين بسبب المجزرة التي إرتكبتها القوات الإسرائيلية عام 2010 ضد سفينة المساعدات التركية “مافي مرمرة” التي كانت متوجهة لكسر الحصار عن قطاع غزّة، والتي أدت إلى مقتل نشطاء سلام بينهم عدد من الأتراك.

التطورات الإيجابية:

– إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة التي عرفت بـ “إنتفاضة القدس ” في مطلع أكتوبر / تشرين الأول 2015 والتي بدأت في القدس والضفة الغربية وامتدت فيما بعد إلى كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وأسفرت حتى الآن عن مقتل وجرح الكثير من المستوطنين والقوات الصهيونية وزرع الخوف والهلع في صفوف كيان الإحتلال.

– أكثر المشاركين في الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة هم من الشباب الذين تمكنوا من رفع مستوى هذه المشاركة إلى مديات كبيرة من خلال الإستفادة القصوى من مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت.

– الإنتصارات الكبيرة التي حققتها القوات السورية وقوات الدول الحليفة لاسيّما إيران وروسيا ومحور المقاومة على الجماعات الإرهابية والتكفيرية المدعومة من قبل الكيان الإسرائيلي.

– تمكن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من تحقيق إنتصارات سياسية تمثلت بوضوح في إجراء الإنتخابات البرلمانية قبل عدّة أشهر بفضل الإستقرار النسبي الذي وفّرته الإنتصارات الميدانية التي حققتها القوات السورية على الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

– الإنتصارات الباهرة التي حققتها القوات العراقية والحشد الشعبي على الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم “داعش” والتي أسفر آخرها عن تحرير مدينة الفلوجة الإستراتيجية غرب العاصمة بغداد من العناصر الإرهابية. وتحظى هذه الإنتصارات بأهمية بالغة كونها تصب في صالح محور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط الذي يستهدف تمزيق دول المنطقة ونهب خيراتها والتحكم بمصيرها خدمة للكيان الإسرائيلي وحماته الغربيين والإقليميیین لاسيّما واشنطن.

من خلال قراءة معطيات وتداعيات هذه التطورات يمكن إدراك أهمية يوم القدس العالمي في هذا العام بالذات، مع الأخذ بنظر الإعتبار الظروف الحسّاسة والمضطربة التي تواجهها الأمة الإسلامية بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، والمؤامرات الخبيثة التي تحيكها الدول الإستكبارية ضد دول وشعوب هذه المنطقة لاسيّما الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يواصل نضاله لإستعادة حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن وفي مقدمتها حقّ العودة.

ومن أجل التعرف أكثر على حقيقة يوم القدس العالمي لابدّ من الإشارة إلى أقوال وبيانات الإمام الخميني “قدس سره” في هذا الصدد بإعتباره واضع الحجر الأساس لهذا الحدث المهم الذي أعاد الأمل إلى الأمة الاسلامية وأحرار العالم بإمكانية تحرير فلسطين والقدس الشريف وباقي المقدسات من براثن الصهيونية وربيبتها إسرائيل.

أقوال الإمام الخميني حول يوم القدس العالمي

– أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك عن تلاحم الأمة الإسلامية في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني المسلم.

– يوم القدس هو يوم الإسلام، ولابدّ من إحيائه بأفضل صورة في جميع الأقطار الإسلامية.

– إنّ يوم القدس يجب أن يتعين فيه مصير الشعوب المستضعفة، ولابدّ للمستضعفين أن يبرزوا قوتهم أمام المستكبرين، وينهضوا بقوة لإنقاذ فلسطين والقدس الشريف من مخالب الصهيونية العالمية.

– القدس بما يحظى من المكانة الرفيعة لدى المسلمين كافة، يعتبر رمزاً لوحدة‌ المسلمين، ولابدّ من رفع القدس شعاراً للوحدة الإسلامية.

– القضية الفلسطينية قضية المسلمين وليس فقط قضية الشعب الفلسطيني الذي أحتلَّت أرضه وشُرِّد من دياره وأغتصب حقه.

– حلّ القضية‌ الفلسطينية لا يأتي إلاّ من خلال وحدة المسلمين وتركيز جهودهم لإسترجاع حقوق الفلسطينيين المسلوبة.

يوم القدس في أقوال قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي

– حلول يوم القدس العالمي يذكّر المسلمين الغياری في العالم مرة أخری وبتأكيد أشد من السابق بالواجب المبرم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم ودعمه.

– أعلن الإمام الخميني (قدس) عن هذا اليوم ليُبقي القضية‌ الفلسطينية حيّة في الضمير البشري، ويركّز كل الهتافات ضد الصهيونية، ونحن نشهد كل عام إقبالاً واسعاً من قبل المسلمين علی هذه المراسم.

– أحيوا يوم القدس وعظّموه لتعزيز قوة وإقتدار وصمود الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يجاهد بالعزيمة الصادقة والتضحية بالغالي والنفيس من أجل إنتزاع حقوقه المغتصبة.

– إذا أحيی العالم الإسلامي يوم القدس بالمعنی الصحيح للكلمة وإغتنمه لإطلاق الهتافات المدويّة ضد الصهاينة الغاصبين، فسوف يهزم العدو هزيمة منكرة ويفرض عليه التراجع.

– الجرح الفلسطيني العميق وقع علی يد الصهاينة وعملاء الإستكبار، وهو يزداد عمقاً في جسد المجتمع الإسلامي، وعلی العالم الإسلامي أن لا يغفل لحظة واحدة عن قضية فلسطين العزيزة وشعبها المحتسب الصابر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق