ادريس بالوكين: أنقرة تستعد للتحول في استراتيجيتها من الرئيس السوري العدو إلى الشقيق
ذكرت وكالة سبوتنيك التركية أنه في الأسبوع الماضي، إتخذت الحكومة التركية خطوات لإصلاح العلاقات مع كل من الكيان الإسرائيلي وروسيا وحول هذه الأمر وعن ما يحكى في أروقة البرلمان التركي عن تحول في السياسية التركية تجاه سوريا، أجرت الوكالة التركية مقابلة مع “ادريس بالوكين” رئيس كتلة حزب “الشعوب الديموقراطي” في البرلمان التركي وقال إن هناك دلائل تشير إلى أن أنقرة قد تكون في صدد القيام بمفاوضات سرية تهدف إلى إصلاح العلاقات مع سورية أيضاً.
وقال النائب إنه قد يكون هناك محاولة لإصلاح العلاقات مع دمشق أيضاُ في الفترة المقبلة حيث قالت الوكالة أنه وفي أواخر الشهر الماضي، طرح النائب سؤال برلماني حول محادثات سرية بين المسؤولين السوريين والأتراك.
وأضاف النائب البرلماني أنه “ووفقا للمعلومات المتاحة، تجري مفاوضات سرية بين سوريا وتركيا، في الجزائر والعديد من البلدان الأخرى، والقيادة التركية تستعد للإنتقال من خطاب “الأسد العدو لخطاب الأسد الشقيق”.
وأردف النائب “أنه وفي الجلسة العامة للبرلمان، ناشدت الحكومة لتوضيح الموقف بشأن المعلومات من محادثات سرية بين سوريا وتركيا، لكننا لم نتلق رد دحض رسمي عن هذه المعلومات، ولا إعلاناً عن شرح تفاصيل لتلك المفاوضات”.
وأكد النائب أن البرلمان التركي، بما في ذلك أعضاء من حزبه، “لديهم الحق الكامل في الحصول على معلومات مفصلة عن تغييرات في استراتيجية الحكومة في سوريا”.
وأضاف إن القيادة التركية تنتهج نهج خاطئ حيث أفضت هذه السياسة إلى الإنفجار الإرهابي الذي وقع في مطار أتاتورك، والتي راح ضحيته العشرات.
وفي معرض تعليقه على السياسة الخارجية الأوسع لأنقرة، أشار ادريس لعدة إنتكاسات في السياسة الرئيسية الأخرى التي طرأت على العلاقات الخارجية التركية إستناداً إلى أمثلة من العلاقات مع الكيان الإسرائيلي وروسيا ومع مصر، حيث قال: شهدنا نوعاً من التغيرات التي تحدث في استراتيجية الحكومة في السياسة الخارجية؛ فهي تدرك الحاجة إلى تغيير التكتيكات من أجل عدم فقدان السلطة ولهذه الغاية، الحزب الحاكم مستعد لفعل أي شيء، ولذا فإننا نفترض أن المعلومات بشأن المفاوضات مع سوريا هي صحيحة وإذا أصرت الحكومة أن هذه المعلومات غير صحيحة، لماذا لا يتم السماح للمسؤولين الأتراك بالإدلاء ببيان رسمي مفاده أن هذه المفاوضات هي غير صحيحة”.
وردا على سؤال حول الموضوع الرئيسي المحتمل لهذه المحادثات، اقترح النائب أن هذه المحادثات قد تكون جيدة جداً للقضية الكردية وعلى وجه التحديد بسبب رغبة أنقرة في الطعن في حكومة كردستان السورية “منطقة في شمال سوريا التي يقطنها الأكراد السوريين”.
وأضاف ان أردوغان يريد إقامة اتصال مع الحكومة السورية بإستخدام الخطاب المناهض للأكراد ونحن نعتقد أن هذا النهج هو خطأ جوهري يرتكبه الأن أردوغان.
وفي نهاية المطاف، اقترح ادريس أنه من الممكن تماماً أن يتم إرسال رسالة إعتذار سرية إلى دمشق وبالذات أنه سبق أن تم بعث برسالة اعتذار إلى موسكو والتي لانعرف عن فحواها أي شيء، لذلك الآن لن يكون على الإطلاق من المستغرب إذا اتضح أنه قد تم إرسال رسالة مماثلة إلى القيادة السورية أيضا، وإذا كان هذا هو الحال، يجب أن أردوغان يقول ذلك علنا. “
وأضاف إن المفاوضات التركية-السورية السرية جارية، لكنه لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف يتوقع من الحكومة السورية والسوريين العاديين قبول أي تقارب مع أنقرة، في ظل الدعم الوقح للجماعات المسلحة التي روعت البلاد لأكثر من خمس سنوات”.
وكان يوم الاثنين الماضي، قد اعتذر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى موسكو حول مقتل الطيارالذي لقي حتفه بعد ان أسقطت طائرته فوق سوريا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015، ووافقت كلاُ أنقرة وتل أبيب على إصلاح العلاقات، بعد ان قصف الكيان الإسرائيلي في عام 2010 سفينة المساعدات الإنسانية التركية المتجهة إلى غزة والتي أسفرت عن مقتل 10 أتراك.
يذكر أن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أكد امس أنه على تركيا العمل على إغلاق حدودها مع سوريا ومنع تدفق الإرهابيين والأسلحة عبرها بدلا من الإنشغال بقاعدة أنجرليك.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن تشيجوف قوله.. “إنه سيكون من المستحسن أن ينتبه الجانب التركي إلى تدفق المسلحين والأسلحة عبر الحدود التركية السورية وذلك قبل العمل على قاعدة انجرليك” .
المصدر / الوقت