التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

معركة حلب؛ جبهة النصرة “هل من مغيث”؟! 

منذ أسبوعين أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جملة من الشعارات كان من بينها أنّ “المطلوب من الجميع أن يستعد، لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي معركة حلب وهي ضرورية لإفشال مشروع إقليمي ودولي يستهدف إسقاط هذا البلد عبر استقدام المقاتلين الأجانب إليه”.

هي كانت كلمة السر في الميدان الحلبي، وضعت الخطة و اتخذ القرار بتطويق المدينة. هذا القرار يُعدّ قراراً استراتيجياَ بإمتياز و قد أسقط جميع الرهانات على احتلال مدينة حلب الاستراتیجية. وإذا ما تم الحفاظ على ما تحقق، وتم تعزيزه، فإنه سيمثل بداية نهاية آمال أعداء دمشق بتحقيق نصر كبير شمالاً، كما يساهم في دفن حساباتهم في خلق إقليم عاصمته حلب، تديره تركيا وأصدقاؤها.

ايام قليلة ربما تفصلنا عن اتمام المخطط المرسوم منذ أشهر و الذي تأخر بفعل الهدنة “الخديعة”، كي يشهد الميدان الحلبي و السوري بشكل عام منعطفأً تاريخي لم تشهد مثيلا له منذ احتلال الارهابيين لمدينة حلب في ١٩ تموز العام 2012.

ما يجري و جرى في الأيام الأخيرة في مدينة حلب يتعدى الحسابات الميدانية بين ربح و خسارة منطقة معيّنة بل يتعداه الى أبعاد استراتجية أخرى. و في حال نجح الجيش السوري و المقاومة باطباق الخناق على المسلحين في حلب باستعادة الكستلو برياً، يعني أنّ المعركة الأصعب بدأت تميل كفتها لمصلحة الجيش السوري وحلفائه فتصبح أحياء المدينة الشرقية مطوّقة، بما فيها من آلاف المسلحين وعشرات غرف العمليات.

لم تكن خطة تطويق مدينة حلب لقمة سائغة في يوم من الأيام. على مدى سنوات، كان الجيش السوري كلّما تقدّم خطوة لقطع طريق الكاستيلّو، يسارع المسلحون إلى التقاط أنفاسهم وتعويض خسائرهم، و من هنا عناصر عدة ساهمت في صنع الانتصار الحلبي وهي على الشكل التالي:

1- وضوح القرار السياسي الروسي والعسكري وسقوط اوهام الهدنة واتضاح لا واقعية المطالبة بفصل جبهة النصرة.

2- عودة التنسيق بين الحلفاء الى المستوى المناسب، و وصول الرهان على تسوية سياسية مع أمریکا الى نهاية المطاف.

3- دخول الادارة الاميركية في خدر دبلوماسي مع اقتراب الانتخابات في تشرين الثاني المقبل.

4-اعتماد الجيش السوري والمقاومة على تقسيم المحاور الى جبهات مما أدى الى ايهام المسلحين بأن الهجوم سيكون على محور بني زيد، بعد ان تركز القصف المدفعي والجوي على محاور بني زيد والكاستلو، الا ان الهجوم الفعلي كان على جبهة الملاح في المحور الشمالي لريف حلب.

5- المعرفة الاستخباراتية الدقيقة بكميات الاسلحة ونوعياتها والتي دخلت الى تلك الجبهات، في محاولة من الدول الداعمة لتحصين تلك الجبهات، وهذا التسليح الكمي والنوعي كان رأس الحربة فيه السعودية وتركيا.

6- عاصفة السوخوي الروسية، لعبت دورها ايضا، حيث لم تتوقف السوخوي الروسية عن احراق الارض والسماء تحت وفوق المقاتلين.

7- حرمان الخصم من اي استراحة، تسمح له بإستقدام تعزيرات او اعادة بناء قوته، او معداته، بمواصلة الضربات من دون توقف، ادت الى انهيار خطوط دفاع المقاتلين.

8- التقارب التركي – الروسي لعبا دورا نسبيا في تحقيق التقدم الاستراتجي في الميدان الحلبي.

تقدم الجيش السوري في الميدان الحلبي و خصوصاً على جبهة الملاح، وضع المسلحين في كماشة،و ضيق الخناق عليهم، و كنوع من الرد قام المسلحون باستهداف المدنيين حيث استشهد ما لا يقل عن 43 شخصاً وإصابة أكثر من 140 آخرين وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات ومنازل المواطنين في قصف الجماعات المسلّحة لمناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري في مدينة حلب أمس، في اليوم الأخير من تهدئة أعلنها الجيش السوري لمدة ثلاثة أيام، بحسب ما أعلن “المرصد السوري”. حاولوا قطع طريق الراموسة (مدخل حلب الجنوبي الذي يستخدمه الجيش ومدنيّو الأحياء الغربية) من دون أن يحققوا أي تقدم، ويجري العمل، حسب المعلومات، لتحقيق خروقات من جهة جمعية الزهراء والليرمون.

اذاً، يعتبر التقدم الاخير في محور مزارع الملاح بالمفهوم العسكري السيطرة بالنار قبل اختراق الجبهات بعمق اكثر. و من هنا باتت المعركة واضحة لدى كل الاطراف، معركة فاصلة في السياسة والحرب بكل ما للكلمة من معنى، والتي ستكون اسهل بعد التقدم الأخير للجيش السوري في الملاح واغلاق طريق الكاستلو، ما يعزز فرص الجيش وحلفائه في خنق فعلي للمجموعات المتمركزة في أحياء حلب الشرقية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق