الحشد الشعبي.. من هم وما هي اهدافهم؟
يعتبر الحشد الشعبي احد اهم القوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي وقد ابدى الباحثون الكثير من الاهتمام بمعرفة هيكلية الحشد الشعبي وطريقة عمله خلال السنتين الماضيتين ونحن هنا بصدد التعريف بالتيارات الرئيسية التي يتشكل منها الحشد الشعبي واهداف هذه التيارات والقوى.
في 13 يونيو عام 2014 دعا المرجع الديني سماحة آية الله السيد علي السيستاني كافة ابناء الطائفة الشيعية الى الالتحاق بشكل واسع الى التعبئة الشعبية والتوحد في اطار الحشد الشعبي وقد تشكل الحشد من اطياف عديدة لكن بقي العمود الفقري للحشد يتكون من القوى الشيعية الى جانب بعض القوى السنية والمسيحية والايزيدية، وهنا سنأتي على ذكر اهم مكونات الحشد الشعبي:
1- سرايا السلام
سرايا السلام هي قوات جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر والذي كان قد اوقف نشاطه العسكري بشكل رسمي منذ اغسطس 2007 بامر من قيادة هذا التنظيم لكن هذه السرايا قد تشكلت بعد مرور يومين من دعوة السيد السيستاني الى الجهاد من عشرات آلاف المسلحين ويمكن القول ان هذه القوات هي الذراع العسكري للسيد مقتدى الصدر في الحشد الشعبي، وقد اعلنت سرايا السلام ان هدفها الرئيسي هو حماية العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والقتال ضد القوات الاجنبية المحتلة للعراق، وكانت هذه القوات قد اظهرت كفاءة عسكرية عالية بين عامي 2003 و2007 ويعتبر مستوى تسليحها جيدا.
2- منظمة بدر
تعتبر منظمة بدر التي يقودها هادي العامري منذ عام 2012 اهم قوة عسكرية في الوقت الراهن في صفوف الحشد الشعبي وتحظى بشعبية كبيرة في اوساط الشيعة ولديها علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والجيش العراقي ويمكن القول ان منظمة بدر هي الان القوة الرئيسية في الحشد الشعبي ويبلغ عدد مقاتليها حوالي 10 آلاف شخص.
3- كتائب حزب الله العراق
تشكلت كتائب حزب الله العراق قبل اشهر من الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وكان اسمها في البداية كتائب ابوالفضل العباس (ع) لكن في عام 2007 اختار هذا التيار اسم كتائب حزب الله العراق لنفسه ويعتبر عناصر هذه الكتائب من مقلدي الامام الخميني الراحل والشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر ورغم تشابه اسم هذا التنظيم مع اسم حزب الله اللبناني لكن لا توجد هناك صلة تنظيمية بين الاثنين بل هناك فقط وحدة في الاهداف.
من الاهداف الرئيسية لهذا التنظيم الشيعي مواجهة كافة القوات الاجنبية في حدود العراق وكانت العملية الاولى التي قام بها هذا التنظيم مهاجمة رتل عسكري امريكي في بغداد في عام 2003 ولا توجد هناك معلومات عن القياديين الرئيسيين لهذا التنظيم وهو يشكل احد التيارات الوجودة داخل الحشد الشعبي.
4- عصائب اهل الحق
كانت هذه القوات جزء من جيش المهدي لكنها انشقت عنه في عام 2007 بعد وقف العمليات العسكرية لجيش المهدي بأمر من السيد مقتدى الصدر، ويقود هذه القوات الشيخ قيس الخزعلي والشيخ اكرم الكعبي ويمكن القول ان هذه القوات هي اكثر القوات تشددا من بين قوات الحشد الشعبي وقد نفذت العديد من العمليات خلال السنوات الماضية ضد القوات الامريكية ويبلغ عديدها عشرة آلاف مقاتل تقريبا.
5- حركة حزب الله النجباء
تشكل هذا التنظيم في عام 2011 برئاسة حسن الساري وهو من اعضاء المجلس الاعلى الاسلامي وقد دخل هذا التنظيم مجال العمل العسكري بعد دعوة سماحة السيد آیة الله السيستاني الى الجهاد ويقدر عدد اعضائه بنحو 3 آلاف شخص.
6- كتائب التيار الرسالي
تشكل هذا التنظيم بعد دعوة سماحة السيد آیة الله السيستاني الى الجهاد ويتولى رئاسته الشيخ كاظم الحائري ويقدر عدد منتسبيه بنحو ألفي شخص وله دور بارز في القتال ضد تنظيم داعش الارهابي التكفيري.
7- سرايا الخراساني
تشكل هذا التنظيم في عام 2013 كذراع عسكري لحزب الطليعة ويرأسه علي الياسري ويبلغ عديده نحو 3 آلاف شخص وقد شارك في معظم المعارك منذ بدء القتال بين الحشد الشعبي وداعش.
8- سرايا عاشوراء
تشكلت سرايا عاشوراء منذ بدء دعوة السيد السيستاني الى الجهاد وتعرف بأنها الذراع العسكري للمجلس الاعلى الاسلامي ويقدر عديدها بنحو 5 آلاف مقاتل.
9- القوات غير الشيعية
رغم ان الشيعة يشكلون الهيكلية الرئيسية لقوات الحشد الشعبي لكن بعض العشائر السنية من محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار وبعض الايزيديين والمسيحيين العراقيين ايضا قد التحقوا بالحشد الشعبي، ويقدر عديد هؤلاء بين 60 الف و90 الف شخص وقد اعلنوا بأن هدفهم هو تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش.
ويمكن القول ان السبب الرئيسي لكثرة القوى والتيارات التي يتشكل منها الحشد الشعبي هو الدفاع عن وحدة تراب العراق وتحرير كافة المناطق التي يحتلها داعش و قد جمع هذه القوى من الشيعة والسنة تحت سقف واحد، وقد تحررت الكثير من المناطق العراقية في جرف الصخر وآمرلي والضلوعية وبلد وديالى والدور والعلم وناحية البغدادي وتكريت والانبار بفعل هذه الوحدة في الهدف بين هذه المكونات، ولذلك يمكننا ان نعتبر ان الهدف النهائي لكل القوى الموجودة في داخل الحشد الشعبي هو الحفاظ على العراق امام التهديدات الداخلية والخارجية بالاضافة الى قيام القوى الشيعية بالدفاع عن العتبات المقدسة امام هجمات التكفيريين الوهابيين وخاصة تنظيم داعش الارهابي.
المصدر / الوقت