الإرهاب يحول ذكرى العيد الفرنسي الوطني الى خميس أسود
تعيش فرنسا حالةً من التأهب الذي يسوده القلق. حيث تتواتر الأعمال الإرهابية مع تحذيرات تتلقاها السلطات الفرنسية من وكالات الأمن. ففي ذكرى العيد الوطني الفرنسي، وهو ما بدأ الإحتفال به ليل الخميس الجمعة، حصلت حادثة إرهابية، من نوعٍ آخر. حيث قامت شاحنة بدهس محتشدين للإحتفال بالعيد، مما أدى لمقتل 90 وجرح مئة. تزامن ذلك، بعد يومٍ من تحذيرات أطلقها رئيس الإستخبارات الفرنسية، حول وجود مشروعٍ للإعتداء على بعثة فرنسا للأولمبياد الصيفي في مدينة ريوديجانيرو البرازيلية. فيما شهد محيط برج إيفل، حريقاً هائلاً، بسبب احتراق ألعاب نارية كانت موجودة على متن شاحنة.
حادث مدينة نيس
أفادت وسائل الإعلام الفرنسية، عن مقتل 90 شخصاً وجرح مئة آخرين على الأقل، بعملية دهسٍ قامت بها شاحنة تبريد كبيرة، لحشدٍ من المحتفلين بالعيد الوطني في مدينة نيس جنوب فرنسا. بينما اعتبرت السلطات الفرنسية ما جرى هجوماً متعمداً، ودعت المواطنين لملازمة أماكنهم. وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية فقد عثرت أجهزة الأمن على أسلحة وذخائر داخل الشاحنة التي نفذت العملية. وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين. فيما يتولى جهاز مكافحة الإرهاب التحقيق في العملية.
ووقع الحادث في شارع “برومناد ديزانغليه”، والذي يقصده السياح بكثرة. وقد فرضت السلطات طوقاً أمنياً في المكان، ودعت المواطنين لأخذ الحيطة والحذر، كما أعلنت الأجهزة الأمنية عن مقتل سائق الشاحنة.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية، أن الحادث أربك الأجهزة الأمنية، لطبيعته، بينما سيطرت حالة من الهلع على المواطنين، خصوصا أن العملية هي الأولى من نوعها، والتي تجري في فرنسا بهذه الصورة. حيث لم تُفلح الإجراءات الأمنية المُتشددة، من منع هكذا حادث، لا سيما في أماكن الإحتفالات بالعيد الوطني، والذي بدأ مع سريان حالة طوارئ في البلاد.
كما سيعود الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى باريس من أفينيون جنوب البلاد، ليترأس خلية الأزمة التي شكلتها وزارة الداخلية. حيث تحادث مع رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف، مطلعاً على الأوضاع. من جهته، أعلن رئيس بلدية مدينة نيس كريستيان إيستروسي في تغريدة على تويتر أن “سائق شاحنة أوقع على ما يبدو عشرات القتلى”.
أولى الإدانات
دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة الإعتداء الإرهابي المروِّع الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية. وأشار أوباما في بيان حول تضامن أمريكا مع فرنسا، أقدم حليف لأمريكا، إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية نيد برايس إن “الرئيس أبلغ بالوضع في نيس وفريقه لشؤون الأمن القومي سيبقيه على إطلاع بتطورات الوضع”.
كذلك أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الحادث المروع الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية مساء الخميس. وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إلى بقاء السلطات البريطانية على اتصال مع السلطات المحلية الفرنسية، للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الاعتداء. طالباً من الرعايا البريطانيين اتباع تعليمات السلطات الفرنسية.
إحباط مخطط إرهابي
وربطاً بالأحداث الأخيرة، كشف مصدر استخباراتي فرنسي الأربعاء 13 تموز، عن أن إسلامياً برازيلياً كان يُدبر لهجوم على البعثة الفرنسية في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة “ريو دي جانيرو” البرازيلية. في حين ذكر “ويلسون روبرتو تريزا” مدير وكالة المخابرات البرازيلية في حديث للصحفيين الأربعاء أن وكالته لم تتلق أي اتصال من فرنسا أو أي بلد آخر حول ما يشاع عن تخطيط إسلامي متطرف لاستهداف البعثة الأولمبية الفرنسية. مؤكداً أن المسؤولين البرازيليين، على اتصال وثيق بالدول المشاركة في الأولمبياد الصيفي، لصد أي أخطار محتملة قد تهدد دورة الألعاب التي ستنطلق في الفترة من الخامس وحتى الـ21 من آب المقبل.
وكان قد أعلن رئيس الإستخبارات العسكرية الفرنسية، أن فرنسا تلقت بلاغاً بشأن مخطط لشن اعتداء ضد رياضييها خلال مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية في ريو، حسبما ورد في وثيقة رسمية. وأشار الجنرال كريستوف غومار إلى مشروع الإعتداء خلال مثوله أمام لجنة تحقيق نيابية بشأن اعتداءات باريس في عام 2015. وذكر تقرير اللجنة، الذي نشر الثلاثاء، جزءاً من شهادة غومار في 26 أيار الماضي.
لا شك أن ما جرى يلقى الإدانة من العالم أجمع. فيما تأخذ العملية بكيفيتها، والتي تبدو جديدة، أهمية في ترقب المستقبل. حيث بات الإرهاب، يبتدع وسائل جديدة.
المصدر / الوقت