اكراد سوريا والعراق.. واقع صعب ومستقبل غامض
تتوالى ردود الأفعال على محاولة الإنقلا الفاشلة في تركيا، والتي جرت على أيدي ضباط مقربين من فتح الله غولن، وفق ما أعلن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في مؤتمره الصحفي فجر الساب في مطار اسطنبول.
اليوم، وبعد إعلان كل من الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم فشل الانقلاب العسكري واستعادة رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار السيطرة على الأوضاع، نستعرض أبرز ردود الأفعال الداخلية التركية.
بدا الداخل التركي حذراً من محاولة الإنقلاب فلم تعلن أي كتلة سياسية أو أي حزب في تركيا تأييده لمحاولة الانقلاب الفاشلة، فكل ممثلي الوسط السياسي التركي أعلنوا معارضتهم للانقلاب، بما فيهم رئيسيّ أهم حزبين علمانيين معادين جداً لأردوغان، حزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب الحركة الوطنية، حتى حركة كولن، أكبر معارضي أردوغان، أعلنت أنه لا علاقة لها بالانقلاب، فضلا عن رئيس البرلمان الذي أعلن رفضه للانقلاب .
جولن يدين الانقلاب العسكري بتركيا وينفي علاقته بالانقلابيين
المعارض التركي، فتح الله جولن، الذي إتهمه أردوغان بالوقوف وراء الإنقلاب ، نفى أن يكون له أي علاقة بمحاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها الأراضي التركية في الساعات الأولى من صباح السبت (16 يوليو 2016)، مؤكدا أنه يدين هذه المحاولة.
وقال مدير مكتب عبدالله جولن، الكائن في بنسلفانيا الأمريكية، أن المعارض التركي لا يدعم أي صورة من صور التدخل العسكري في الحياة السياسية التركية، نافيا أي صلة له بمحاولة الانقلاب الأخيرة، بحسب شبكة “سكاي نيوز”.
زعيم المعارضة: نرفض الإنقلاب والبلاد عانت كثيراً في الانقلابات العسكرية السابقة
من جانبه، أعلن كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط وهو أكبر أحزاب المعارضة في تركيا رفضه للانقلاب العسكري وذلك في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا إن البلاد “عانت كثيرا” في الانقلابات العسكرية السابقة.
وأضاف: “حزب الشعب الجمهوري يؤيد بشكل كامل الإرادة الشعبية التركية التي لا غنى عنها لتحقيق الديمقراطية”.
حزب الشعوب الديمقراطيّة: نرفض الإنقلابات ولا أحد يشكل بديلا لإرادة الشعب
على صعيد متّصل،شدد الرئيسان المشاركان لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، وفيغن يوكسك داغ على “رفض حزبهم للانقلابات من الناحية المبدئية”، وأكدا أنه “لا بديل عن الدفاع عن الديمقراطية”.
واعتبرا، في بيان مشترك، أنه “مهما كانت الأسباب والدوافع، فإنه لا أحد يمكن أن يشكل بديلا لإرادة الشعب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد”.
رئيس البرلمان: زمن الانقلابات انتهى وولى
قال إسماعيل كهرمان، رئيس البرلمان التركي، قبل قليل، إن النواب يدعمون الشرعية، مشيرًا إلى أن الأحزاب والمعارضة تعارض الانقلاب.
ولفت “كهرمان”، في تصريحات صحفية، إلى بيان الرئاسة التركية للعالم على مساندة الشرعية في البلاد والشعب، مشيرًا إلى أن البيان الصادر باسم الجيش التركي لم يكن مصرحًا به من القيادة.
وأكد أن الرئاسة التركية في أمان وهناك احتجاز لرئيس هيئة الأركان التركية ضمن رهائن آخرين.
وأوضح أن جميع الأحزاب والمعارضة تعارض محاولة الانقلاب على السلطة التي قام بها الجيش، مضيفا “زمن الانقلابات انتهى وولى، ولا يمكن لمحاولة انقلاب أن تنجح في تركيا”.
بدوره قال رئيس حزب السعادة مصطفى كامالاك، إن “الانقلابات مرفوضة بغض النظر عن دوافعها، والديمقراطية عنصر أساسي في المشهد السياسي التركي لا يمكن التخلي عنه”.
وأضاف كامالاك، في بيان، أن “الشعب التركي لا يستعصي عليه حل أي مشكلة، لتمتعه بالتعقل والحكمة، وتمسكه بمبادئ الديمقراطية”.
زعيم حزب الوحدة الكبرى مصطفى دستَجي أكد “رفض حزبه لمبدأ الانقلاب على الإرادة الوطنية”، مشددا على “تمسكه بالممارسة المدنية للسياسة”.
وقال دستَجي في بيان، إن “أنصار حزبه وكوادره لن يذعنوا للطغمة الانقلابية، وهم واثقون بجيش بلادهم وقواته المسلحة”.
ومن ناحيته تحدث زعيم حزب الحركة القومي دولت بهجلي، مع رئيس الوزراء بينالي يليديرم بعد أنباء الانقلاب، مؤكداً دعم حزبه للديمقراطية والإرادة الحرة للشعب.
من جانبه، أعرب الأمين العام لحزب الوطن الأم إبراهيم جلبي في تصريح للأناضول عن “ثقته بقدرة الشعب التركي على إفساد هذه المؤامرة، والخروج منها بهدوء وموقف صارم”، داعيا المولى عز وجل أن يحمي تركيا من “أي نوع من الوصايات القذرة”، على حد تعبيره.
المصدر / الوقت