تركيا تسعى لسحب ضباط استخباراتها من حلب والارهابيون يفقدون الامل بالبقاء
وكالات – سياسة – الرأي –
أدى نشوب الخلافات بين العصابات الارهابية وفشلها المتتالي في كسر الحصار الذي يفرضه الجيش على الارهابيين في حلب، الى ان تفكر الانظمة الاقليمية بأي حيلة للتوصل الى اتفاق وسحب ضباط استخباراتها من هذه المنطقة.
وافاد مراسل وكالة انباء فارس في سوريا، انه بينما تواجه المحاولات الانتحارية لـ”جبهة النصرة” وحركة “نور الدين زنكي” للسيطرة على طريق الكاستلو الواقع في شمال حلب، احباطات متتالية، حيث اعلنت مليشيات “احرار الشام” ان مشاركتها في معارك هذه المنطقة هو انتحار عسكري.
وخلال الايام الـ4 الاخيرة لقي اكثر من 500 من الارهابيين مصرعهم في الاشتباكات مع قوات الجيش السوري ومقاتلي المقاومة فيما أصيب مئات آخرون.
وأكدت مصادر محلية انه إثر فشل الهجمات المضادة للارهابيين على جبهة مزارع الملاح، وحلب القديمة والبريج، والتي كانت تهدف وقف تقدم القوات السورية نحو مختلف محاور الاشتباك في شمال حلب، فقد بدأ الارهابيون المحاصرون داخل الاحياء الشرقية من حلب، يتهمون بعضهم بعضا بالخيانة والقصور، ما ادى الى نشوب نزاع محدود بينهم.
وإثر ذلك، دعا الارهابي السعودي المعروف، عبدالله المحيسني، قيادات جبهة النصرة وجيش الاحرار الى عقد اجتماع لبحث معارك حلب، بعد ذلك أعلن احد الارهابيين في صفحته على موقع تويتر عن توصل هذين التنظيمين الارهابيين في شمال سوريا الى اتفاق بشأن سوريا، وقال: لا يوجد اي دليل على الصراع والجدال في تويتر.
ودعا المحيسني خلال اجتماع في بلدة تفتناز بريف إدلب مع ابو صالح الطحان وهو من القادة البارزين لأحرار الشام الراغب في التحالف مع جبهة النصرة، دعاه الى المشاركة في المعركة في جبهة الريف الشمالي لحلب، لأن الطحان عزل من قبل مجلس شورى احرار الشام من منصبه قائدا عاما لهذه الحركة كما تم عزله قبل شهرين من منصب القيادة العسكرية، ليبقى قائدا ميدانيا لجماعات احرار الشام في جبهة الريف الجنوبي لحلب.
وتوقعت المصادر ان يعلن الطحان انفصاله عن احرار الشام ويبايع جبهة النصرة فيما اذا رفضت احرار الشام إعادة النظر في رفضها المشاركة في معارك الريف الشمالي لحلب.
كما فشل المحيسني الذي أصيب الشهر الماضي في غارات جوية على إدلب، في جر ارهابيي “الحزب الاسلامي التركستاني” الى جبهة مزارع الملاح، فيما تفيد المعلومات الواردة ان اغلب الارهابيين المتواجدين في إدلب يرفضون ارسال عناصرهم الى شمال حلب، لأنهم يرون هذه المعارك استنزافية وتؤدي الى هزيمتهم، ويعتقدون ان الانسحاب من الاحياء الشرقية لحلب والتركيز على هجوم جديد على ريف جنوب حلب، من شأنه ان يحقق لهم مكسبا لا يمكن تحقيقه في جبهة مزارع الملاح وسائر مناطق الريف الشمالي لحلب.
ومن جهة اخرى، قالت المصادر المحلية في الاحياء الشرقية بحلب، ان المجموعات التابعة لإرهابيي حركة نور الدين زنكي وجبهة النصرة أغارت على مخازن المواد الغذائية لتجار المنطقة ونهبوا هذه المخازن، لكي يتمكنوا من مقاومة الحصار الذي يفرضه عليهم الجيش السوري في احياء شرق حلب لفترة اطول. وهذا ادى الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية في هذه المنطقة، في حين تتهم وسائل الاعلام المعادية لسوريا الحكومة وحلفاءها بأنها تقوم بتجويع المواطنين في حلب، وهي نفس الحيلة التي تمارسها وسائل الاعلام هذه في تعاملها مع كل تقدم جديد للقوات السورية.
وتشير معارك الريف الشمالي لحلب ان هذه المنطقة مستعدة لعقد اتفاق لإخلاء الارهابيين من مواضعهم في هذه المنطقة، على غرار الاتفاق الذي حصل للمنطقة القديمة في حمص عام 2014، لذلك من المتوقع ان تقوم الانظمة الاقليمية التي تدير الارهابيين، بالضغط على الحكومة السورية للقبول بهذا الاتفاق، لكي تمهد هذه الانظمة لسحب كوادرها الاستخباراتية التي تعمل في المنطقة لمصلحة الارهابيين، خاصة ان ارهابيي حركة نور الدين زنكي تعمل بشكل مباشر تحت قيادة النظام التركي.انتهى