التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

لماذا يعتبر تحرير حلب مهما لمنع تقسيم سوريا؟ 

تعتبر مدينة حلب النقطة الاستراتيجية للأزمة السورية الممتدة منذ 5 سنوات، ونظرا الى المشروع والاستراتيجية الامريكية والسعودية والصهيونية والقطرية لتمزيق سوريا الى اجزاء وجعل حلب عاصمة لإحدى الدول المتشكلة من تقسيم سوريا فيجب القول ان بقاء حلب تحت احتلال الجماعات الارهابية يجعل تقسيم سوريا امرا حتميا.

ان التجربة الامريكية والغربية لتقسيم السودان بأقل تكلفة ممكنة يراد الان تكرارها في سوريا حيث يسعى الغرب وامريكا الى تقسيم سوريا الى 4 بلدان لايجاد أمن مستدام للكيان الصهيوني، لكن هناك قضية مهمة فيما يخص تقسيم سوريا وهي معارضة تركيا المنتمية لحلف الناتو لإيجاد حكومة كردية الى جانب حدودها وخلاف انقرة مع واشنطن والرياض حول هذا الامر ومن هنا يمكن لنا ان نفهم لماذا قرر الاتراك التقارب مع الكيان الاسرائيلي في هذا الوقت بالذات لأنهم بحاجة الى دعم تل ابيب لمنع تشكيل دولة كردية عند الحدود السورية التركية.

ان الاوضاع في حلب تعتبر الان غير مستقرة حيث يسعى جميع الفصائل الارهابية الى وضع الخلافات الموجودة بينها جانبا من اجل السيطرة على حلب، ونظرا الى كون هذه المدينة مركز اتصال بين المناطق الشمالية والجنوبية والساحلية في سوريا فإن سقوطها بالكامل سيخدم تحقيق اهداف امريكا والسعودية والكيان الاسرائيلي.

وفيما يتعلق بدور روسيا في مستقبل المعركة الجارية في حلب يجب القول ان السياسة الروسية في سوريا قد تغيرت عدة مرات خلال الشهور الاخيرة فموسكو قد سحبت قواتها من سوريا بسبب الضغط الامريكي وهذا ما اثر سلبا على الاوضاع في حلب وزاد من حدة الازمة في هذه المدينة.

اما الاجتماع الذي عقد بين وزراء دفاع ايران وروسيا وسوريا في طهران فقد ادى الى تغيير الرؤية الروسية تجاه الأزمة السورية وقد وقف الروس مرة اخرى بشكل فعال الى جانب القوات الحكومية السورية.

ان الروس قد تفاوضوا مع الامريكيين خلال الفترة السابقة خلف الكواليس حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد ويبدو ان الامريكيين قد قطعوا وعدا للروس خلال هذه المفاوضات السرية بأن قاعدة طرطوس البحرية ستبقى تحت تصرف الروس في حال سقوط بشار الاسد وهذا يفسر ترديد روسيا في قضية بقاء قواتها في سوريا لكن اجتماع وزراء دفاع ايران وروسيا وسوريا في طهران قد ادى الى وعي روسيا ازاء الوعود الامريكية الكاذبة ولذلك نجد ان الروس دخلوا المعارك ضد الجماعات الارهابية في سوريا مرة جديدة وبشكل فعال، كما علم الروس ان الامريكيين يتبعون سياسة هجومية من اجل اسقاط الاسد واعادة ترسيم هيكلية الشرق الاوسط حسب اهوائهم وسياساتهم.

وقد لعبت ايران دورا هاما جدا في تغيير النظرة الروسية تجاه سوريا، واظهر اجتماع طهران الاخير ان الروس ادركوا ضرورة عدم الانخداع امام الحيل الامريكية ووجوب البقاء الى جانب محور المقاومة كما في السابق.

وفي هذا السياق يمكن تفسير الزيارة التفقدية الاخيرة لوزير الدفاع الروسي لقاعدة حميميم الجوية في مدينة اللاذقية السورية بانها مقدمة لحضور روسي فعال في الازمة السورية وخاصة في حلب، كما يمكن لنا ان نتوقع تشديد الاشتباكات في هذه المدينة بسبب مشاركة روسية اكثر جدية في هذه المعركة، وهنا تبرز ايضا دور ايران وحزب الله المؤثر جدا في حفظ حلب ومنع تقسيم سوريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق